الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
41 - باب نَبْشِ القُبُورِ العادِيَّةِ يَكُونُ فِيْهَا المالُ
3088 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِير، حَدَّثَنَا أَبِي سَمِعْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ إِسْحاقَ يُحَدِّثُ، عَنْ إِسْماعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ بُجَيْرِ بْنِ أَبي بُجَيْرٍ قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ حِينَ خَرَجْنَا مَعَهُ إِلَى الطَّائِفِ فَمَرَرْنا بِقَبْرٍ فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "هذا قَبْرُ أَبي رِغالٍ وَكانَ بهَذا الحَرَمِ يَدْفَعُ عَنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ أَصابَتْهُ النِّقْمَةُ التي أَصَابَتْ قَوْمَهُ بهَذَا المَكَان فَدُفِنَ فِيهِ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ دُفِنَ مَعَهُ غُصْنٌ مِنْ ذَهَبٍ، إِنْ أَنْتُمْ نبشْتُمْ عَنْهُ أَصَبْتُمُوهُ مَعَهُ". فابْتَدَرَهُ النَّاسُ فاسْتَخْرَجُوا الغُصْنَ (1).
* * *
باب نبش القبور العادية يكون فيها المال
[3088]
(حَدَّثَنَا) أبو زكريا (يحيى بن معين) بن عون المري البغدادي إمام المحدثين أصله من قرية من قرى الأنبار شيخ الشيخين (حَدَّثَنَا) عبد الله بن (وهب بن جرير) بن حازم الأزدي (حدثنا أبي) جرير بن حازم رأى جنازة أبي الطفيل (سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن إسماعيل بن أمية) ابن عمرو بن سعيد بن العاص (عن بجير) بضم الموحدة وفتح الجيم (بن أبي بجير) الحجازي سكت عليه المصنف والمنذري ولم يحدث عنه غير إسماعيل (2)(قال: سمعت عبد الله بن عمرو) بن العاص وهذا الحديث لم
(1) رواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 9/ 371 - 372 (3753 - 3754)، والبيهقي 4/ 156، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 145 - 146.
وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(555).
(2)
"تهذيب الكمال" 4/ 9.
يروه من الستة غير المصنف.
(يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين خرجنا معه إلى) غزوة (الطائف) قال البيهقي؛ ذكر بعض أهل السير أن الدمون بن الصدف (1) أصاب دماء بقومه فلحق بثقيف فأقام فيهم وقال لهم: ألا أبني لكم حائطًا تطيف ببلادكم، فبناه فسمي به الطائف، وذكر بعض المفسرين في قوله تعالى:{فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19)} (2) قال: كان الطائف جبريل اقتلعها من موقعها فأصبحت كالصريم، ثم سار بها إلى مكة فطاف بها حول البيت، ثم أنزلها حيث الطائف اليوم فسميت بذلك. وكانت تلك الجَنَّة بصوران على فراسخ من صنعاء، ومن ثم كان الماء والشجر بالطائف دون ما حولها. وكانت قصة أصحاب الجَنَّة بعد عيسى عليه السلام بيسير (3). وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم "الطائف بعد منصرفه بحنين في شوال سنة ثمان من الهجرة وقاتل في هذِه الغزوة بنفسه.
(فمررنا بقبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا قبر أبي رغال) بكسر الراء المهملة بعدها غين معجمة مخففة وقيل: هو أبو ثقيف القبيلة المعروفة. قال السهيلي: روي في "الجامع" أن أبا رغال من ثمود وأنه كان بالحرم حين أصابت قومه الصيحة، فلما خرج أصابه من الهلاك ما
(1) قال السهيلي في "الروض الأنف" 4/ 248: وَاسْمُ الصَّدَفِ: مَلَكُ بْنُ مَالِكِ بْنِ مُرَتّعِ ابْنِ كِنْدَةَ مِنْ حَضْرَمَوْتَ أَصَابَ دَمًا مِنْ قَوْمِهِ فَلَحِقَ بِثَقِيفٍ فَأَقَامَ فِيهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: أَلَا أَبْنِي لَكُمْ حَائِطًا يُطِيفُ بِبَلَدِكُمْ فَبَنَاهُ فَسُمِّيَ بِهِ الطّائِفُ، ذَكَرَهُ البَكْرِيّ هَكَذَا قَالَ: وَإِنّمَا هُوَ الدّمُونُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ دَهْقَلٍ وَهُوَ مِنْ الصّدَفِ.
(2)
القلم: 19.
(3)
"البحر المحيط" لأبي حيان 8/ 306.
أصاب قومه فدفن هناك معه غصنان من ذهب (1).
وقال القرطبي وغيره من المفسرين: أن أبرهة لما مر بالطائف خرج إليه مسعود بن معتب [فقال: ](2) نحن نبعث معك من يدلك على الحرم فبعث معه أبا رغال حتى أنزله المغمس، فلما أنزله بها مات أبو رغال هناك فرجمت العرب قبره، فهو القبر الذي يرجم الناس بالمغمس، وفيه يقول جرير أو غيره:
وأرجم قبره في كل عام
…
كرجم الناس قبر أبي رغال (3)
كذا أنشده القرطبي، وأنشده السهيلي بلفظ:
إذا مات الفرزدق فارجموه
…
كرجمكم لقبر أبي رغال (4)
(وكان بهذا الحرم) أي: حرم الله، يعني: في طرفه وهو الموضع الذي ربض فيه فيل أبرهة (يدفع) حرم الله (عنه) العذاب الذي أنزله الله على ثمود أو على أبرهة (فلما خرج) من الحرم (أصابته النقمة) أي الصيحة كما تقدم كذا للسهيلي وغيره (التي أصابت قومه) قوم ثمود (بهذا المكان) يعني المغمس بكسر الميم (5) (فدفن فيه وآية ذلك أنه
(1)"الروض الأنف" 1/ 116، وانظر:"التمهيد" 13/ 146، و"شرح أبي داود" للعيني 2/ 354، و"شرح السنة" للبغوي 5/ 392.
(2)
زيادة يقتضيها السياق.
(3)
"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي 20/ 188.
(4)
الروض الأنف" 1/ 116، "ديوان جرير" 342.
(5)
قال البكري في "معجم ما استعجم" 4/ 1248: المغمس بضم وفتح ثانيه بعده ميم =
دفن معه غصن) لعله على هيئة غصن الشجر وهو أحد أطراف الشجرة (1)(من ذهب) وتقدم عن السهيلي أنه دفن معه غصنان وأراهم النبي صلى الله عليه وسلم قبره وقال لهم: (إن أنتم نبشتم عنه) قبره (أصبتموه معه) في قبره (فابتدره الناس) بأسيافهم وحفروا عنه، وروي [
…
.] (2) لفظ عبد الرزاق (3) عن معمر مرسلًا: فبحثوا عنه بأسيافهم. (فاستخرجوا) منه (الغصن) الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم لهم.
قال الخطابي: هذا سبيله سبيل الركاز؛ لأنه مال من دفين الجاهلية، يعني: ثمود أو غيرهم، فلا يعلم مالكه وكان أبو رغال من بقية قوم أهلكهم الله تعالى فلم يبق منهم نسل ولا عقب، فصار حكم ذلك حكم الركاز، انتهى (4).
ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بإخراج الخمس منه؛ لأنه على أحد قولي الشافعي يصرف إلى أهل الخمس المذكورين في آية الفيء وهم في جهاد يتصرف فيه الإمام؛ لأنه مال جاهل حصل الظفر به بإعلام النبي صلى الله عليه وسلم من غير إيجاف خيل ولا ركاب.
= أخرى مشددة مكسورة وسين مهملة موضع في طرف الحرم، وهو الموضع الذي ربض فيه الفيل حين جاء به أبرهة فجعلوا ينخسونه بالحراب فلا ينبعث حتى بعث الله عليهم طيرًا أبابيل فأهلكتهم.
(1)
انظر: "النهاية" 3/ 688.
(2)
كلمة غير واضحة بالأصل.
(3)
"مصنف عبد الرزاق" 11/ 454 ولفظه: فابتدره القوم فبحثوا عنه حتى استخرجوا الغصن.
(4)
"معالم السنن" 3/ 304.
وفي الحديث دليل على جواز نبش قبور المشركين العادية إذا كان فيها المال كما بوب عليه المصنف بعدم حرمته، ولأن في تركه إضاعة المال [وكذا ينبش الميت إذا دفن مع الميت المسلم مال](1) ويقتضي إطلاق أصحابنا أنه لا فرق بين أن يطلب المال صاحبه أم لا أما لو بلع الميت مالا لنفسه فإنه لا ينبش على الأصح (2).
* * *
وهذا آخر كتاب الخراج والإمارة
والحمد لله وصلى الله على محمد الذي اصطفاه من البرية واجتباه
* * *
(1) من (ل).
(2)
انظر: "شرح أبي داود" للعيني 2/ 355، و"فتح الباري" لابن رجب 2/ 414.