الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(كأنَّ إنسانًا) في نسخةٍ: "كأنَّ المنادي"(فقال: الله أكبرُ) قاله متعجبًا من الرؤيا التي وافقت السُّنَّةَ. (سُنَّة أبي القاسم) أي: هذه طريقته (عمرة متقبلة، وحجٍّ مبرور) أي: قالوا هذا بدل قول النَّضر: متعة، ومرَّ تفسيرُ الحجِّ المبرور [في باب: أن الإيمان هو العمل] (1).
103 - بَابُ رُكُوبِ البُدْنِ
قَال مُجَاهِدٌ: "سُمِّيَتِ البُدْنَ: لِبُدْنِهَا، وَالقَانِعُ: السَّائِلُ، وَالمُعْتَرُّ: الَّذِي يَعْتَرُّ بِالْبُدْنِ مِنْ غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ، وَشَعَائِرُ: اسْتِعْظَامُ البُدْنِ وَاسْتِحْسَانُهَا، وَالعَتِيقُ: عِتْقُهُ مِنَ الجَبَابِرَةِ، وَيُقَالُ: وَجَبَتْ سَقَطَتْ إِلَى الأَرْضِ، وَمِنْهُ وَجَبَتِ الشَّمْسُ.
[فتح: 3/ 535]
(بابُ: ركوبِ البُدْنِ) أي: جوازه، وهو بسكون الذال وضمها جمع بدنة: وهي الواحدةُ من الإبلِ والبقر، وهو المرادُ هنا وقيل: الإبلُ والبقرُ [وقيل: الإبل والبقر](2) والغنمُ وهو غريبٌ (لقوله تعالى:
(1) من (م).
(2)
من (م).
{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [الحج: 36]، أي: من أعلام دينه. (لكم فيها خير) أي: نفع في الدنيا وأجر في العقبي] (1){فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا} ) أي: عند نحرِها.
({صَوَافَّ}) أي: قائمةَ على ثلاثٍ معقولةَ اليدِ اليسرى. ({فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا}) أي: سقطتْ على الأرضِ بعد النحرِ. ({فَكُلُوا مِنْهَا}) إنْ شئتُم. ({وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ}) الذي يقنعُ بما يُعطي ولا يسأل ولا يتعرض، أو السائلُ من قنع إذا سأل وهو المناسبُ لتفسير البخاريِّ الآتي. (والمعتر) أي السائلُ والمتعرضُ، وقيل: هو الذي لا يتعرض. ({كَذَلِكَ}) أي: مثل ذلك التَّسخيرُ المفهومُ مما مرَّ.
({سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ}) بأنْ تُنحرَ وتركبَ {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ) إنعامي عليكم {لَنْ يَنَال اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا} ) أي: لا يرفعان إليه ({وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ}).
كررَّه؛ تذكيرًا لنعمة التسخير؛ وتعليلًا له بقوله: {لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} ) أي: أرشدكم لمعالم دينهِ ومناسكِ حجِّه ({وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}) أي: الموحدين، وفي نسخةٍ قبل قولهِ:{فَكُلُوا مِنْهَا} ) إلى آخره لقوله: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ} ) إلى قوله: {وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} ) (لبدنها) أي: لسمنها وهي بضم الموحدة وسكون المهملة، وفي نسخة: بفتحهما وفي أخرى: "لبدانتها" بفتحهما، وبألف ونون وفوقية (الذي يعتر بالبدنِ) أي: يطوف بها سبعًا متعرضًا لها.
(وشعائر) المذكور [في الآية](2)(استعظام البدنِ واستحسانهاِ) اللذان هما من أعلام دين الله. (والعتيق) أي: المذكور في قوله:
(1) من (م).
(2)
من (م).
({وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}). (عتقه من الجبابرة) أي: سُمِّي بذلك؛ لأنه عُتِقَ منهم، وقيل: لعتقه من الغرقِ، وقيل لقدمه، وقيل: لأنَّه لا يُملك قط.
1689 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقَال:"ارْكَبْهَا" فَقَال: إِنَّهَا بَدَنَةٌ فَقَال: "ارْكَبْهَا" قَال: إِنَّهَا بَدَنَةٌ قَال: "ارْكَبْهَا وَيْلَكَ" فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الثَّانِيَةِ.
[1706، 2755، 6160 - مسلم: 1322 - فتح: 3/ 536]
(عن أبي الزناد) هو: عبدُ الله بنِ ذكوانَ. (عن الأعرج) هو: عبدُ الرَّحمنِ بن هرمز. (فقال: اركبها) فيه: جوازُ ركوبِ الهدي، وهو محمولٌ عند الشافعيِّ على الحاجةِ. (أنّها بدنةٌ) أي: هدي.
(ويلك) بالنصب بمقدر من معناه أي: ألزمه الله ويلا: وهي كلمةٌ تقال لمن وقع في مهلكةٍ كما هنا -فإنَّ المخاطبَ وقع في تعبٍ وجهدٍ.
وقيل: هي تجري على الألسنة من غير قصدِ إلى ما وضعت له وقيل: تدعم العربُ بها الكلامَ، كقولهم: لا أبَ له ولا أمَ له، وإنما قالها له على الأول تأديبًا؛ لأجل مراجعته له، مع عدم خفاءٍ الحال عليه، أو في الثالثة شكٌّ من الراوي.
1690 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَشُعْبَةُ قَالا: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً فَقَال: "ارْكَبْهَا"، قَال: إِنَّهَا بَدَنَةٌ قَال: "ارْكَبْهَا" قَال: إِنَّهَا بَدَنَةٌ قَال: "ارْكَبْهَا" ثَلاثًا.
[2754، 6159 - مسلم: 1323 - فتح: 3/ 536]
(هشام) أي: ابن أبي عبد الله سنبر بوزن جعفر، الدستوائي بفتح الدال والفوقية (وشعبة) أي: ابن الحجاج. (قتادة) أي: ابن دعامة السدوسي. (عن أنس) في نسخةٍ: "سمعتُ أنسَ بنَ مالكٍ".