الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في نسخةٍ: "فلمَّا حين طلع الفجر" وفي أخرى: "فلما كان حين طلع الفجر" و (كان) في الثانية مرادة، وجوابُ (لما) في الكلِّ محذوفٌ أي: صلَّى صلاةَ الفجر، أو مذكورٌ على سبيل الكناية بقوله:(قال: إنَّ النَّبيَّ) إلي آخره؛ لأنه رديفُ فعلِ الصَّلاة.
(هذه السَّاعة) بالنصب على الظَّرفيَّة. (إلَّا هذه الصلاة) بالنصب أيضًا. (تحولان) بفوقية، أو تحتية مع فتح الواو المشددة فيهما أي: المغرب والصبح (عن وقتهما) في نسخةٍ: "عن وقتها"[أي: صلاتهما، والمراد عن وقتهما](1) المستحبِّ المعتادِ، أمَّا تحويلُ المغرب فبتأخيرِها إلي وقتِ العشاءِ، أمَّا تحويلُ الصبح فبتقديمها على الوقتِ الظَّاهرِ طلوعُه لكلِّ أحد كما هو العادةُ في أَداء الصبح فقدمت إلى وقت، منهم من يقول: طلع الفجرُ، ومنهم من يقول: لم يطلعْ، لكن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم تحقق الطلوعَ [بوحيٍ أو بغيره، أو أنَّ المرادَ أنَّه في سائرِ البلادِ كان يصلِّي بعد الطلوع](2) وفي ذلك اليوم صلَّى حال الطلوعِ، والغرضُ أنَّه بالغ في ذلك اليوم في التبكير؛ لإرادةِ الاشتغالِ بالمناسك (يبزغُ الفجرُ) بزاي مضمومة وغين معجمة أي: يطلع. (يفعله) أي: فعل الصلاتين، أو جميع ما ذكر.
98 - بَابُ مَنْ قَدَّمَ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ بِلَيْلٍ، فَيَقِفُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ، وَيَدْعُونَ، وَيُقَدِّمُ إِذَا غَابَ القَمَرُ
(باب: من قدمَ ضعفةَ أهِلِه بليلٍ) بفتح الضاد المعجمة والعين المهملة أي: ضعفاءهم وهم النساءُ والصّبيانُ والعاجزون؛ ليرموا قبلَ
(1) من (م).
(2)
من (م).
الزَّحمةِ. (فيقفون بالمزدلفة) أي: عند المشعر، أو عند غيرهِ منها. (ويدعون) أي: بها. (ويقدّم) بالبناء للفاعل، أو للمفعول مع تشديد الدال فيهما. (إذا غاب القمرُ) أي: عند أوائلِ الثلثِ الأخيرِ من الليلِ فهو بيانٌ للمراد بقوله: (بليل).
1676 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَال سَالِمٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُقَدِّمُ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ، فَيَقِفُونَ عِنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ بِالْمُزْدَلِفَةِ بِلَيْلٍ فَيَذْكُرُونَ اللَّهَ مَا بَدَا لَهُمْ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ قَبْلَ أَنْ يَقِفَ الإِمَامُ وَقَبْلَ أَنْ يَدْفَعَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقْدَمُ مِنًى لِصَلاةِ الفَجْرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْدَمُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِذَا قَدِمُوا رَمَوْا الجَمْرَةَ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ:"أَرْخَصَ فِي أُولَئِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".
[مسلم: 1295 - فتح: 3/ 526]
(عن يونس) أي: ابن يزيدَ الأيليِّ. (قال سالم) أي: ابن عبدِ الله بنُ عمرَ.
(عند المشعرِ الحرامِ) بفتح الميم، ويجوز كسرُها، وهو كما قال النوويُّ كابن الصَّلاحِ: جبلٌ صغيرٌ بآخر المزدلفة يقال له قزح، وُسمي مشعرًا لأنه معلمٌ للعبادة، وحرامًا لأنَّه مما يحرم فيه الصيدُ وغيُره (1).
(ما بدا) بلا همز أي: ما ظهر. (لهم) في خواطرهم وأرادوه.
(ثم يرجعون) أي: إلى منى. (قبل أنْ يقفَ الإمامُ) أي: بالمشعر الحرام، أو بالمزدلفة، وفي نسخةٍ:"ثم يرجعون ما بدا لهم قبل أن يقف الإمام"(وقبل أنْ يدفعَ) أي: إلى منى. (من يقدم) بفتح التحتية والمهملة وسكون القاف بينهما.
(رموا الجمرة) أي: الكبرى وهي جمرةُ العقبةِ. (أرخص) في
(1)"صحيح مسلم بشرح النووي" 8/ 181.
نسخةٍ: "رخَّص" بفتح الرَّاء وتشديد الخاء. (في أولئك) أي: في الضعفة.
1677 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَال:"بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ".
[1678، 1856 - مسلم: 1293، 1294 - فتح: 3/ 526]
(عن أبيوبَ) أي: السختياني.
(بعثني رسولُ الله) في نسخةٍ: "بعثني النبيُّ". (من جمع) أي: من المزدلفة.
1678 -
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَال: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ:"أَنَا مِمَّنْ قَدَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ المُزْدَلِفَةِ فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ".
[انظر: 1677 - مسلم: 1293، 1294 - فتح: 3/ 526]
(علي) أي: ابن عبد الله المديني. (سفيان) أي: ابن عيينة.
1679 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَال: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ، مَوْلَى أَسْمَاءَ، عَنْ أَسْمَاءَ: أَنَّهَا نَزَلَتْ لَيْلَةَ جَمْعٍ عِنْدَ المُزْدَلِفَةِ، فَقَامَتْ تُصَلِّي، فَصَلَّتْ سَاعَةً ثُمَّ قَالتْ:"يَا بُنَيَّ، هَلْ غَابَ القَمَرُ؟ "، قُلْتُ: لَا، فَصَلَّتْ سَاعَةً ثُمَّ قَالتْ:"يَا بُنَيَّ هَلْ غَابَ القَمَرُ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالتْ:"فَارْتَحِلُوا"، فَارْتَحَلْنَا وَمَضَيْنَا، حَتَّى رَمَتِ الجَمْرَةَ، ثُمَّ رَجَعَتْ فَصَلَّتِ الصُّبْحَ فِي مَنْزِلِهَا، فَقُلْتُ لَهَا: يَا هَنْتَاهُ مَا أُرَانَا إلا قَدْ غَلَّسْنَا، قَالتْ:"يَا بُنَيَّ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لِلظُّعُنِ".
[مسلم: 1291 - فتح: 3/ 526]
(عن يحيى) أي: القطَّان. (حدَّثني عبدُ الله) أي: ابن كيسان، وفي نسخةٍ:"حدَّثنا عبدُ الله".
(ثم قالت) أي: أسماءُ لعبدِ الله بنِ كيسان. (يا بُني) بالتصغير. (ثم قالت: هل؟) في نسخةٍ: "ثم قالت: يا بني هل".
(يا هنتاه) بفتح الهاء وسكون النون أشهرُ من فتحها وهاءٍ ساكنةٍ أو
مضمومةٍ بعد الألف أي: يا هذه. (ما أُرانا) بضم الهمزة أي: ما نظن.
(غلَّسنا) بفتح المعجمة واللَّام المشدَّدة أي: تقدَّمنا على الوقت المشروع. (للظَّعن) بضمِّ المعجمةِ والمهملةِ وقد تسكَّن، أي: النساء، سُمِّين بذلك؛ يظعنَّ بارتحال أزواجهنَّ ويقمن بإقامتهم، وقال النوويُّ: أصلُ الظعنيةِ: الهودجُ الذي فيه المرأة علي البعير، سُمِّيتْ به المرأةُ مجازًا واشتهر حتى خفيت الحقيقة (1).
1680 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ القَاسِمِ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ:"اسْتَأْذَنَتْ سَوْدَةُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ جَمْعٍ، وَكَانَتْ ثَقِيلَةً ثَبْطَةً، فَأَذِنَ لَهَا".
[1681 - مسلم: 1290 - فتح: 3/ 526]
(سفيان) أي: الثوري. (عن القاسم) أي: ابن محمد بن أبي بكر الصدِّيق. (ثقيلة) أي: من عِظَمِ جسمِها. (ثبطة) بفتح المثلثة وكسر الموحدة أو سكونها وبمهملة أي: بطيئة من التثبيط: وهو التعويق.
1681 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ القَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتْ:"نَزَلْنَا المُزْدَلِفَةَ فَاسْتَأْذَنَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَوْدَةُ، أَنْ تَدْفَعَ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ، وَكَانَتِ امْرَأَةً بَطِيئَةً، فَأَذِنَ لَهَا، فَدَفَعَتْ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ، وَأَقَمْنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا نَحْنُ، ثُمَّ دَفَعْنَا بِدَفْعِهِ، فَلَأَنْ أَكُونَ اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا اسْتَأْذَنَتْ سَوْدَةُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَفْرُوحٍ بِهِ".
[انظر: 1680 - مسلم: 1290 - فتح: 3/ 527]
(أبو نعيم) أي: الفضلُ بنُ دكينٍ. (حَطْمَة النَّاسِ) بفتح الحاء وسكون الطَّاء المهملتين أي: زحمتهم؛ لأن بعضَهم يحطمُ بعضًا. (وكانت) أي: سودة. (فدفعت) أي: إلى منى. (بدفعه) أي: بدفع النَّبيِّ
(1)"صحيح مسلم بشرح النووي" 9/ 40.