الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]
(باب: قولِ الله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا} أي: تزودوا ما يكفُّ وجوهَكُم عن الناسِ، ولمَّا أمرهم بزاد الدنيا أرشدهم إلى زاد الآخرة فقال: ({فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى})[البقرة: 197]؛ لأنها سببٌ للخير الدائم، بخلاف زاد الدنيا.
1523 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَال: "كَانَ أَهْلُ اليَمَنِ يَحُجُّونَ وَلَا يَتَزَوَّدُونَ، وَيَقُولُونَ: نَحْنُ المُتَوَكِّلُونَ، فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ سَأَلُوا النَّاسَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالى:{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197] رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ مُرْسَلًا.
[فتح: 3/ 383]
(شبابة) بفتح الشين والموحدة المخففة، أي: ابن سوار (عن ورقاء) بالمدِّ، أي: ابن عمرو بنِ كُليبٍ اليشكريِّ (ويقولون: نحن المتوكلون) أي: على الله.
(فإذا قدموا مكةَ) في نسخةٍ. "وإذا قدموا المدينة" والأولى أصوبُ (سألوا الناسَ) أي: الزادَ.
وفي الحديث: الزجرُ عن التكففِ وكثرةِ السؤال، والترغيبُ في التعفُّفِ، وليس فيه ذمُّ التوكل؛ لأن ما فعلوه تأكُّل لا توكل إذ التوكُّلُ قطعُ النظر عن الأسباب مع تهيئتها لا تركها بالكلية؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:"قيدها وتوكل"(1) وعُرف التوكل بغير ذلك، كما بينته في "شرح الرسالة" (عن عمرو) أي: ابن دينار.
(1) رواه التّرمذيّ بلفظ: "اعقلها وتوكل"(2517) كتاب: صفة القيامة، باب: ما =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= جاء في صفة أواني الحوض (60)، وقال عمرو بن عليّ قال يحيى: وهذا عندي حديث منكر، وقال التّرمذيّ: حديث غريب من حديث أنس لا نعرفه إلا من هذا الوجه وقد روي عن عمرو أمية الضمري.
وابن حبّان 2/ 510 (731) كتاب: الرقائق، باب: الورع والتوكل، بلفظ:"اعقلها وتوكل"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 2/ 214 في ترجمة عمرو بن أمية الضمري. وفي إسناده يعقوب بن عمرو بن عبد الله: قال أبو حاتم عنه: يعقوب هذا من أهل الحجاز مشهور مأمون. وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 210 في ترجمة عمرو بن أمية الضمري والحاكم في "المستدرك" 3/ 623 كتابِ: معرفة الصّحابة وسكت عنه.
وقال الذهبي: سنده جيد. والقضاعي في "مسند الشهاب" 1/ 368 (633)، والبيهقي في "الشعب" وفي إسناده عمرو بن عبد الله بن أمية الضمري، وذكره الهيثمي في "مجمعه" 10/ 546 (18187) كتاب: الزهد، باب: التوكل وقيدها وتوكل، وقال: رواه الطَّبرانيُّ من طرق ورجال أحدها رجال الصّحيح غير يعقوب بن عبد الله بن عمرو بن أمية وهو ثقة.
قلت: وضعفه السيوطيّ في "الجامع الصغير" وعزاه للترمذي، وقال المناوي في شرحه على "الجامع الصغير": رواه التّرمذيّ واستغربه، ثمّ حكى عن الفلاس أنه منكر. وقال يحيى القطان: حديث منكر.
وقال غيره: فيه المغيرة بن أبي قرة السدوسي مجهول فهو معلول. لكن قال الزركشي: إنّما أنكره القطان من حديث أنس وقد أخرجه ابن حبّان في "صحيحه" من حديث عمرو بن أمية الضمري: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: أرسل ناقتي وأتوكل .. وذكر الحديث، وإسناده صحيح.
وقال الزين العراقي: رواه ابن خزيمة والطبراني من حديث عمرو بن أمية الضمري، بإسناد جيد بلفظ:"قيدها وتوكل" وبه يتقوى أ. هـ
وحسنه الألباني في "صحيح التّرمذيّ".