الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(أفأحج) العطفُ على مقدرٍ بعد الهمزة: أي: أأنوبُ عنه فأحجّ له، وهذا مخصوصٌ بمن حجَّ عن نفسهِ؛ لخبر أبي داود وابن خزيمة وغيرهما (1) أنَّه صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يلبي عن شبرمة فقال:""أحججتَ عن نفسِك؟ " فقال: لا. قال: "هذه عن نفسك ثمّ احجج عن شبرمة".
2 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [الحج: 27، 28]
{فِجَاجًا} [نوح: 20]: الطُّرُقُ الوَاسِعَةُ.
(باب: قولِ الله تعالى {يَأْتُوكَ رِجَالًا} [الحج: 27]) أي:
(1)"سنن أبي داود"(1811) كتاب: المناسك، باب: الرَّجل يحج عن غيره وابن خزيمة (3039) 4/ 345 كتاب: المناسك، باب: النّهي عن أن يحج عن الميِّت من لم يحج عن نفسه.
ورواه الدارقطني 2/ 267 كتاب: الحجِّ، باب: المواقيت. وأبو يعلى في "مسنده" 4/ 329 (2440).
وذكره ابن حجر في "التلخيص" وقال: رواه أبو داود، وابن ماجة من حديث عبدة بن سليمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، والدارقطني وابن حبّان والبيهقي وقال: إسناده صحيح وليس في هذا الباب أصح منه، وروي موقوفًا رواه غندر عن سعيد كذلك وعبدة يحتج به في "الصحيحين" وقد تابعه على رفعه: محمّد بن بشر ومحمد بن عبد الله الأنصاري. وقال ابن معين: أثبت النَّاس في سعيد عبدة وكذا رجح عبد الحق وابن القطان رفعه، وقال الطحاوي: والصّحيح أنه موقوف. وقال أحمد بن حنبل: رفعه خطأ. وقال ابن المنذر: لا يثبت رفعه. قلت: لكنه يقوي المرفوع؛ لأنه عن رجاله. أهـ بتصرُّف.
وقال الألباني في "صحيح أبي داود": صحيح (1589).
مشاةً (1) وركبانًا {وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} أي: مهزولٍ من بُعدِ سفره {يَأْتِينَ} صفة لـ (كلِّ ضامرٍ)؛ لأنَّه في معنى الجمع. {مِنْ كُلِّ فَجٍّ} أي: طريق. (عميقٍ): أي: بعيد {لِيَشْهَدُوا} أي: ليحضرواه {مَنَافِعَ لَهُمْ} دينية ودنيوية.
وقال البخاريُّ في تفسير قوله تعالى في سورةِ نوحٍ: (فجاجًا) جمعُ فجٍّ معناه: (الطرق الواسعةُ) وتُجمع فَجٌّ على أفجًةٍ أيضًا لكنه قليل.
1514 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَال:"رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْكَبُ رَاحِلَتَهُ بِذِي الحُلَيْفَةِ، ثُمَّ يُهِلُّ حَتَّى تَسْتَويَ بِهِ قَائِمَةً".
[انظر: 166 - مسلم: 1187 - فتح: 3/ 379]
(ابنُ وهب) اسمهُ: عبدُ الله. (عن يونس) أي: ابن يزيدٍ الأيْليِّ.
(أنَّ سالمَ بنَ عبدِ الله) زاد في نسخةٍ: "ابن عمر".
(بذي الحليفة) بضم المهملة وفتح اللام: موضعٌ على ستةِ أميالٍ من المدينةِ -على ما صححه في "المجموع" وغيره- وهي أبعدُ المواقيتِ من مكةَ. (يهل) من الإهلال: وهو رفعُ الصوت (بالتلبية) أي: مع الإحرام هنا. حتّى (تستوي) أي: راحلتُه وفي نسخةٍ: "حين يستوي".
1515 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا الوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، سَمِعَ عَطَاءً، يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما "أَنَّ إِهْلال رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذِي الحُلَيْفَةِ حِينَ اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ" رَوَاهُ أَنَسٌ، وَابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم.
[فتح: 3/ 379]
(1) ورجالًا، جمع راجل، كقائم وقيام، يقال: رجل يرجل، بفتح الجيم، رجلًا، بفتحتين: سار على رجليه لا راكبًا.