الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالإفراد، وفي أخرى:"إلى فيه". (ليراه الناس) في نسخة: "ليريه الناس" بضم التحتية وكسر الراء ونصب الناس على أنه مفعول ثانِ ليريه، وقضية ذلك: أن صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة عام الفتح في رمضان فصام الناس فقيل له: إن الصوم شق عليهم وهم ينظرون إلى فعلك فدعا بقدح من ماء فرفعه؛ حتى ينظر الناس فيقتدوا به، وكان لا يأمن عليهم الضعف عن القتال عند لقاء عدوهم. (فكان) في نسخة:"وكان". (ابن عباس يقول: قد صام رسول الله .. إلى آخره) قيل: ابن عباس لم يكن حاضرًا سفر مكة فاتصال حديثه إنَّما هو بأنه لا يرويه إلا من صحابي.
39 - بَابُ {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ} [البقرة: 184]
قَال ابْنُ عُمَرَ، وَسَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ: نَسَخَتْهَا {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ، فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ، وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ، وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].
وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: نَزَلَ رَمَضَانُ فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَكَانَ مَنْ أَطْعَمَ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا تَرَكَ الصَّوْمَ مِمَّنْ يُطِيقُهُ، وَرُخِّصَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ، فَنَسَخَتْهَا:{وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 184] فَأُمِرُوا بِالصَّوْمِ.
(باب: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ} [البقرة: 184] أي: إن أفطروا.
(نسختها) أي: آية الفدية. {شَهْرُ رَمَضَانَ} [البقرة: 185] إلى آخره) يعني: نسختها آية: {فَمَنْ شَهِدَ} [البقرة: 185] المسبوقة بقوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ} [البقرة: 185] وهو مبتدأ خبره: ({الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185] أو ({فَمَنْ شَهِدَ} [البقرة: 185] إلخ) بزيادة الفاء على رأي الأخفشِ، وعليه يكون الذي أنزل فيه القرآن صفة لشهر رمضان. وقوله:({هُدًى})[البقرة: 185] في محل الحال بتقديره بهاديًا أو إذا أهدى. ({وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ})[البقرة: 185] عطف على اليسر، أو على محذوف، أي: يريد بكم اليسر؛ ليسهل عليكم الأمر، ولتكملوا عدد أيام الشهر بقضاء ما أفطرتم في المرض والسفر. {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ} [البقرة: 185]) أي: تعظموه، أو تكبروه بتكبيرات ليلة الفطر. {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)} [البقرة: 185] في نسخة بدل ما ذكره: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185] وفي أخرى: "إلى قوله: {عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)} [البقرة: 185].
(ابن نمير) هو عبد الله. (حدثنا الأعمش) في نسخة: "أخبرنا الأعمش". (ابن أبي ليلى) هو عبد الرحمن.
(حدثَنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم) قد رأى أي: ابن أبي ليلى كثيرًا من الصحابة: كعمر، وعثمان، وعلي، وغيرهم فلا يضر جهالة عين من روى عنهم؛ لأنهم كلهم عدول. (نزل رمضان) أي: صومه. (ممن يطيقه) حال من فاعل (ترك)، أي: كان من أطعم كل يوم مسكينًا (ترك الصوم) حالة كونه (ممن يطيقه). (فنسختها) أي: آية الفدية. قوله تعالى ({وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 184]) وجه نسخ الآية بهذا مع أن الخيرية لا تقتضي الوجوب: أن الصوم خير من التطوع بالفدية، والخير