الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1603 -
حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الفَرَجِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يَقْدَمُ مَكَّةَ " إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ الأَسْوَدَ، أَوَّلَ مَا يَطُوفُ: يَخُبُّ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ مِنَ السَّبْعِ".
[1604، 1616، 1617، 1644 - مسلم: 1261 - فتح: 3/ 475]
(أخبرني) في نسخة: "أخبرنا". (ابْن وهب) هو عبد الله المصري. (عن يونس) أي: ابن يزيد الأيلي. (عن سالم) أي: ابن عبد الله بن عمر بن الخطّاب.
(إذا) ظرف بدل من (حين). (ما يطوف)(ما) مصدرية. (يخب) بضم المعجمة، وتشديد الموحدة من الخبب: ضرب من العدو، والمراد به: الرمل. (ثلاثة أطواف من السبع) هي الثّلاثة الأوّل منها، وفي نسخة:"من السبعة" بزيادة تاء. وهذا الحديث الدال على استيعاب الطوفة بالرمل؛ لتأخره ناسخ لحديث ابن عبّاس السابق في الباب قبله (1).
57 - بَابُ الرَّمَلِ فِي الحَجِّ وَالعُمْرَةِ
(باب: الرمل في الحجِّ والعمرة) أي: بقاء مشروعيته فيهما.
1604 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَال: سَعَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَةَ أَشْوَاطٍ، وَمَشَى أَرْبَعَةً فِي الحَجِّ وَالعُمْرَةِ"، تَابَعَهُ اللَّيْثُ، قَال: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
[انظر: 1603 - مسلم: 1261 - فتح: 3/ 470]
(1) سبق برقم (1602) كتب: الحجِّ، باب: كيف كان بدء الرمل.
(محمّد) أي: "ابن سلام" كما في نسخة، وقيل: ابن يحيى الذهلي، وقيل: ابن رافع النيسابوري، وقيل: هو البخاريّ نفسه؛ بدليل روايته عن الراوي التالي له، والثلاثة الأولى -كما قال الكرماني- على شرط البخاريّ فلا يقدح ذلك في الإسناد (1).
(فليح) أي: ابن سليمان.
(سعى النَّبيّ) أي: رمل في الحجِّ والعمرة. قال شيخنا: أي: في حجة الوداع وعمرة القضية؛ لأن الحديبية لم يمكن فيها من الطّواف، والجعرانة لم يكن معه ابن عمر فيها ولهذا أنكرها، والتي مع حجته اندرجت أفعالها فيها؛ فتعينت عمرة القضية (2)، نعم عند الحاكم من حديث أبي سعيد: رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته وفي عمره كلها وأبو بكر وعمر والخلفاء.
(تابعه) أي: سريجا.
1605 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَال: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَال لِلرُّكْنِ:"أَمَا وَاللَّهِ، إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَلَمَكَ مَا اسْتَلَمْتُكَ"، فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ قَال:"فَمَا لَنَا وَلِلرَّمَلِ إِنَّمَا كُنَّا رَاءَيْنَا بِهِ المُشْرِكِينَ وَقَدْ أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ"، ثُمَّ قَال:"شَيْءٌ صَنَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَا نُحِبُّ أَنْ نَتْرُكَهُ".
[انظر: 1597 - مسلم: 1270 - فتح: 3/ 471]
(محمّد بن جعفر) زاد في نسخة: "ابن أبي كثير".
(للركن) أي: للحجر الأسود (فاستلمه) أي: تعبدًا. (فما) في
(1)"البخاريّ بشرح الكرماني" 8/ 121.
(2)
"الفتح" 3/ 471.
نسخة: "ما" بلا فاء. (لنا والرمل) بالنصب مفعول معه وجوبًا عند البصريين نحو مالك وزيد، وبالجر بلام في نسخة، وبالعطف على الضمير في أخرى جوازًا عند الكوفيين.
(إنّما كنا راءينا) بوزن: فاعلنا بالهمز من الرؤية، أي: أريناهم بذلك إنا أقوياء -قاله القاضي عياض- وفي نسخة: "رايينا" بيائين بلا همز من المرياة، أي: أظهرنا لهم القوة ونحن ضعفاء؛ لأن المرائي يظهر غير ما هو عليه. (ثمّ قال) أي: بعد أن رجع عما هم به (شيء) خبر مبتدإ محذوف. (صنعه النَّبيّ) في نسخة: "صنعه رسول الله".
1606 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَال:"مَا تَرَكْتُ اسْتِلامَ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ فِي شِدَّةٍ وَلَا رَخَاءٍ، مُنْذُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُهُمَا"، قُلْتُ لِنَافِعٍ: أَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمْشِي بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ؟ قَال: "إِنَّمَا كَانَ يَمْشِي لِيَكُونَ أَيْسَرَ لِاسْتِلامِهِ".
[1611 - مسلم: 1268 - فتح: 3/ 471]
(يحيى) أي: ابن القطان (عن عبيد الله) أي: ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر. (الركنين) أي: اليمانيين (ليكون أيسر) أي: أرفق. (لاستلامه) أي: ليقوى عليه عند الازدحام، وهذا يدلُّ على أنه كان يرمل في الباقي من البيت، كما مَرَّ، وبه يجاب عما قيل من أنه لا مطابقة بين التّرجمة والحديث؛ إذ لا ذكر للرمل فيه.