الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصِيَامِهِ حَتَّى فُرِضَ رَمَضَانُ، وَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ".
[انظر: 1592 - مسلم: 1125 - فتح: 4/ 102]
(عاشوراء) بالمدِّ والقصر: عاشر المحرم. (فليصمه) في نسخةٍ: "فليصم". (أفطر) في نسخةٍ: "أفطره".
2 - باب فَضْلِ الصَّوْمِ
(باب: فضل الصوم) أي: بيان فضله.
1894 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَال:"الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالى مِنْ رِيحِ المِسْكِ""يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا".
[1904، 5927، 7492، 7538 - مسلم: 1151 - فتح: 4/ 103]
(جنة) بضم الجيم، أي: سترة من المعاصي؛ لأنه يكسر الشهوة، أو يضعفها، أو من النار؛ لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوفة بالشهوات. (يرفث) بالمثلثة وتثليث الفاء: لا يفحش الصائم في الكلام.
(ولا يجهل) أي: لا يفعل فعل الجهال، كالصياح، والسخرية، أو يسفه علي أحد، وهذا ممنوع منه في غير الصوم أيضًا، لكنه يتأكد فيه. (قاتله) أي: دافعه ونازعه. (أو شاتمه) أي: تعرض لمشاتمته. (فليقل) أي: بقلبه ولسانه، الأول: وهو ما نقله الرافعي (1) عن الأئمة، لكف
(1) انظر: "العزيز شرح الوجيز" 3/ 215.
نفسه عن مقاتلة خصمه، والثاني: ما رجحه النووي في "أذكاره" لينزجر خصمه عن الزيادة (1).
(لخلوف فم الصائم) بضم المعجمة واللام، أي: تغير رائحة فمه؛ لخلو معدته من الطعام. (أطيب عند الله من ريح المسك) أي: في يوم القيامة، كما في "مسلم" وغيره (2)، وفي الدنيا لخبر:"وأمَّا الثانية فإنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك"(3).
والأوجه: إرادة الأمرين معًا، ويشكل ذلك من جهة أن الله منزه عن استطابة الروائح الطيبة، واستقذار الروائح الكريهة الخبيثة فإن ذلك من صفات الحيوان.
وأجيب: بأنه استعارة؛ لجريان عادتنا بتقريب الروائح الطيبة منا، فاستعير ذلك؛ لتقريبه من الله تعالى، وبأن (أطيب) بمعنى: أذكى، أو بمعنى: أكثر قبولًا من قبول ريح المسك عندكم؛ لأن الطيب مستلزم للقبول عادة، وبأن المراد بـ (عند الله): ملائكته. (وشهوته) من عطف
(1) انظر: "الأذكار" للنووي ص 245 - 246.
(2)
انظر: "صحيح مسلم"(1151) كتاب: الصيام، باب: فضل الصيام.
و"سنن النسائي" 4/ 163 - 164 كتاب: الصيام، باب: فضل الصيام.
و"مسند أحمد" 2/ 273.
و"صحيح ابن خزيمة" 3/ 196 - 197 (896) كتاب: الصيام، باب: ذكر طيب خلفه الصائم عند الله يوم القيامة.
و"صحيح ابن حبان" 8/ 210 (3423) كتاب: الصوم، باب: فضل الصوم.
(3)
رواه البيهقي في "شعب الإيمان" 3/ 353 (3603) باب: في الصيام، فضائل شهر رمضان.
من حديث جابر بن عبد الله.