الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النووي (1). (فإنما أطعمه الله وسقاه) فيه: إشارة إلى لطف الله بعباده برفع الحرج عنهم.
وقال الخطابي: النسيان ضروري، والأفعال الضرورية غير مضافة في الحكم إلى فعلها ولا يؤخذ بها (2).
27 - بَابُ سِوَاكِ الرَّطْبِ وَاليَابِسِ لِلصَّائِمِ
(3)
وَيُذْكَرُ عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَال: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم "يَسْتَاكُ وَهُوَ صَائِمٌ" مَا لَا أُحْصِي أَوْ أَعُدُّ وَقَال أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ وَيُرْوَى نَحْوُهُ عَنْ جَابِرٍ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَخُصَّ الصَّائِمَ مِنْ غَيْرِهِ وَقَالتْ عَائِشَةُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "[السِّوَاكُ] مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ" وَقَال عَطَاءٌ، وَقَتَادَةُ: "يَبْتَلِعُ رِيقَهُ".
(باب: سواك الرطب) في نسخةٍ: "باب: السواك الرطب"(واليابس للصائم) أي: بيان حكمه، وفي نسخةٍ:"باب: سواك الرطب اليابس" أي: سواك رطب الشجر اليابس كقولهم: مسجد الجامع بمعنى: مسجد الموضع الجامع. (ولم يخصَّ) أي: قال البخاري: ولم
(1)"شرح صحيح مسلم بشرح النووي" 8/ 35.
(2)
"أعلام الحديث" 2/ 960.
(3)
قال ابن جماعة في "مناسبات تراجم البخاري" ص 58: وجه حديث عامر وغيره أن الأحاديث في السواك مطلقة ولم يفرق بين صائم وغيره، ولا بين رطب ويابس، فدل على سواك صائم مطلقًا؛ لإطلاق الروايات فيه واستنشاقه من حديث عثمان على المضمضة لا يفطر، فالسواك أولى.
يخصَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم (الصائم من غيره) أي: ولا السواك الرطب من غيره. (مطهرة) بفتح الميم وكسرها مصدر ميمي بمعنى: اسم الفاعل من التطهير، أو اسم للآلة. (مرضاة للربِّ) بفتح الميم مصدر ميمي بمعنى: الرضى، ويجوز أن تكون بمعنى: المفعول أي: مرضيُ للربِّ، ثم عطفها على المطهرة يحتمل الترتيب بأن تكون الطهارة بالسواك علة للرضا، وأن تكون مستقلتين بالعلية. (يبتلع من الابتلاع)، وفي نسخةٍ:"يبلع" من البلع، وفي أخرى:"يتبلع" بتقديم الفوقية علي الموحدة، وتشديد اللام مفتوحة من التبلُّع بوزن التفعل الدال على التكليف، وقد وقع في نسخةٍ تقديم وتأخير في هذه التعاليق.
1934 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَال: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حُمْرَانَ، رَأَيْتُ عُثْمَانَ رضي الله عنه، تَوَضَّأَ فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ ثَلاثًا، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُمْنَى إِلَى المَرْفِقِ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُسْرَى إِلَى المَرْفِقِ ثَلاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ اليُمْنَى ثَلاثًا، ثُمَّ اليُسْرَى ثَلاثًا، ثُمَّ قَال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ نَحْوَ وَضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَال: "مَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ فِيهِمَا بِشَيْءٍ، إلا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
[انظر: 159 - مسلم: 226 - فتح: 4/ 158]
(عبد الله) أي: ابن المبارك. (معمر) أي: ابن راشد. (عن حمران) هو أبان مولى عثمان بن عفَّان.
(ثم تمضمض) في نسخةٍ: "ثم مضمض" بحذف التاء. (إلى المرفق) بفتح الميم وكسر الفاء، وبالعكس. (ثم مسح برأسه) في نسخةٍ:"ثم مسح رأسه" بحذف الباء، وترك تثليث المسح وأخذ بظاهره الأئمة الثلاثة، واستحب الشافعي تثليثه لخبر أبي داود: أنه نسح برأسه ثلاثًا (1).
(1) انظر: "سنن أبي داود"(110) كتاب: الطهارة، باب: صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم. =