الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على الظرف أي: في أسفل الوادي الّذي بين الصفا والمروة، وهو قدر معروف قبل الوصول للميل الأخضر؛ المعلق بركن المسجد إلى أن يحاذي الميلين الأخضرين المتقابلين اللذين أحدهما بفناء المسجد، والآخر بدار العباس. (إذا طاف) أي: سعى.
وفي الحديث: استحباب السعي في بطن الوادي، والمشي فيما قبله وبعده.
64 - بَابُ طَوَافِ النِّسَاءِ مَعَ الرِّجَالِ
(باب: طوافِ النِّساء مع الرجال) أي: جوازه معهم من غير اختلاطٍ بهم.
1618 -
وقَال [لِي] عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَال: ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا قَال: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ: إِذْ مَنَعَ ابْنُ هِشَامٍ النِّسَاءَ الطَّوَافَ مَعَ الرِّجَالِ، قَال: كَيْفَ يَمْنَعُهُنَّ؟ وَقَدْ طَافَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ الرِّجَالِ؟ قُلْتُ: أَبَعْدَ الحِجَابِ أَوْ قَبْلُ؟ قَال: إِي لَعَمْرِي، لَقَدْ أَدْرَكْتُهُ بَعْدَ الحِجَابِ، قُلْتُ: كَيْفَ يُخَالِطْنَ الرِّجَال؟ قَال: لَمْ يَكُنَّ يُخَالِطْنَ، كَانَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها تَطُوفُ حَجْرَةً مِنَ الرِّجَالِ، لَا تُخَالِطُهُمْ، فَقَالتْ امْرَأَةٌ: انْطَلِقِي نَسْتَلِمْ يَا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، قَالتْ:" [انْطَلِقِي] عَنْكِ"، وَأَبَتْ، يَخْرُجْنَ مُتَنَكِّرَاتٍ بِاللَّيْلِ، فَيَطُفْنَ مَعَ الرِّجَالِ، وَلَكِنَّهُنَّ كُنَّ إِذَا دَخَلْنَ البَيْتَ، قُمْنَ حَتَّى يَدْخُلْنَ، وَأُخْرِجَ الرِّجَالُ، وَكُنْتُ آتِي عَائِشَةَ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَهِيَ مُجَاورَةٌ فِي جَوْفِ ثَبِيرٍ، قُلْتُ: وَمَا حِجَابُهَا؟ قَال: هِيَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ، لَهَا غِشَاءٌ، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذَلِكَ، وَرَأَيْتُ عَلَيْهَا دِرْعًا مُوَرَّدًا.
[فتح: 3/ 479]
(عمرو بن علي) أي: ابن بحرٍ الباهليُّ. (أبو عاصم) هو الضَّحاكُ بن مخلد. (بن جريج) هو عبدُ الملك (أخبرنا) أي: قال أبو عاصم:
أَخْبَرَنَا ابْن جريج. (قال) أي: ابْن جريج. (أخبرنا) في نسخةٍ: "أخبرني"(عطاء) أي: ابن أبي رباح. (إذ منع ابن هشام) هو إبراهيمُ بنُ هشامٍ بنُ إسماعيل [ابْن هشام بن الوليد المخزومي، وكان أمير مكّة أيّام](1) هشامٍ بنِ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ، وهو خاله.
(وإذ) مفعول ثان لـ (أخبرني) أي: قال ابن جريج: أخبرني عطاءُ بزمان منعِ ابن هشام في إمرته على الحَجِّ بالناس؛ من قبلِ ابن اخته هشامِ بن عِبد الملك النساءَ الطوافَ مع الرجالِ مع أنَّ غيرهَ يجوِّزه.
(قال: كيف تمنعهن) بلفظ الخطاب، وبلفظ الغيبة، أي: كيف يمنعهن المانعُ؛ وجملةُ: (قال) حالٌ من عطاء أي: أخبرني عطاءُ بزمانِ منعِ ابن هشامٍ النساءَ الطوافَ مع الرجالِ، قائلًا فيه: (كيف يمنعهن وقد طاف نساءُ النَّبيِّ
…
إلخ) (قلت): أي: قال ابن جريج: (أبعد الحجابِ؟) أي: أكان طوافُهنَّ معهم بعد نزولِ آية الحجاب؟ وهي: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [النور: 31]. أو {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا} [الأحزاب: 53] وفي نسخةٍ: "بعد الحجابِ" بحذف همزةِ الاستفهام، وهي مرادةٌ. (أو قبل) بالضمِّ، أو بالتنوين. (قال) أي: عطاءٌ.
(إي) بكسر الهمزةِ، وسكون الياءِ حرفُ جوابٍ بمعنى: نعم. بشرط أن يكون بعد استفهام، وقبل قسم بلفظ: لربِّي، أو لعمري، وهنا:(لعمري) بفتح اللام والعين لغة في العُمُرِ بضم العين، واختص بالفتح القسم؛ لخفته فيما أكثر الدورُ على الألسنةِ أي وبقاءِ الله (لقد أدركته) أي: طوافهنَّ معهم. (قلت) أي: قال ابن جريج: قلت لعطاءٍ
(1) من (م).
(كيف يخالطن؟) في نسخة: "كيف يخالطهن". فقوله: (الرجال) منصوبٌ على الأولى بالمفعولية، مرفوع على الثّانية بالفاعلية. (لم يكن يخالطنَّ) في نسخة:"لم يكن يخالطهنَ".
(حجرة) بالنصب ظرفٌ وهو بفتح الحاء وضمها، وسكون الجيم، وبراءٍ وتاءِ تأنيثٍ، أي: في ناحيةٍ محجورة، وفي نسخة:"حجزة" بزاي، أي: في ناحية محجوزة من الرجال كقوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 22]، أي: عن ذكر الله. (فقالت امرأة) مع عائشة كانت تطوف معها باللّيل.
(انطلقي نستلم) بالرَّفع والجزم، قيل: واسم المرأة: دقرة بكسر الدال المهملة، وسكون القاف. (قالت) أي: عائشةُ لها. (عنك). في نسخةٍ: "انطلقي عنك" أي: عن جهة نفسك (وأبت) أي: منعت عائشةَ الاستلام. (يخرجن) أي: وكنَّ يخرجن، كما في رواية (1). (متنكرات) أي:"مستترات" كما في نسخةٍ. (كن إذا دخلن البيتَ) أي: أردن دخولَه.
(قمن حتّى يدخلن) في نسخةٍ: "قمن حين يدخلن"(وأخرج الرجال) بالبناء للمفعول أي إذا أردن دخول البيت، وقمن قائمات حتّى يدخلن حالة كون الرجال مخرجين منه.
(وكنت آتي عائشةَ) مقول عطاءٍ. (مجاورة) أي: مقيمة. (في جوفِ ثبير) بفتح المثلثة، وكسر الموحدة: جبل عظيم على يسار الذَّاهب من منى إلى عرفات (2)، وللعرب جبال أخرى تسمى ثبيرًا أيضًا. (قلت)
(1) رواها الفاكهي في "أخبار مكّة" 1/ 251 - 252 (483) ذكر أول من فرق بين الرجال والنساء في الطّواف.
(2)
سُمي: ثبيرًا برجل من هذيل مات في ذلك الجبل فعرف الجبل به، واسم الرَّجل: ثبير.
انظر: "معجم البلدان" 2/ 73.