الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - باب إِذا صَادَ الحَلالُ فَأَهْدى لِلْمُحْرِمِ الصَّيْدَ أَكَلَهُ
وَلَمْ يَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَنَسٌ، بِالذَّبْحِ بَأْسًا وَهُوَ غَيْرُ الصَّيْدِ، نَحْوُ الإِبِلِ وَالغَنَمِ وَالبَقَرِ وَالدَّجَاجِ وَالخَيْلِ، يُقَالُ: عَدْلُ ذَلِكَ مِثْلُ، فَإِذَا كُسِرَتْ عِدْلٌ فَهُوَ زِنَةُ ذَلِكَ {قِيَامًا} [آل عمران: 191]، قِوَامًا، {يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1] يَجْعَلُونَ عَدْلًا.
(بابُ: إذا صاد الحلال فأهدى للمحرم) شيئًا منه. (أكله) أي: المحرمُ، وهذه الترجمةُ ساقطة من نسخةٍ؛ لأن ما ذكره هنا من جملة الباب قبلَه، وسقط في أخرى لفظُ:(باب) فقط. (ولم ير ابن عباسٍ وأنسٌ بالذبح بأسًا) ظاهرهُ: يعمُّ ذبحَ الصيدِ وذبحَ غيرهِ من الحيوان الأهليِّ، لكن بين البخاريُّ بقوله:(وهو غير الصيد. . الخ) أنه خاصٌّ بالثاني. (يقال: عدل) بفتح العين معناه: (مثل) في نسخةٍ: "يقال: عدل ذلك مثله". (فإذا كسرت عدل) أي: عينه، وفي نسخةٍ:"فإذا كَسرتَ عدلًا" بفتح الكاف والتاء، ونصب عدلًا، أي: كسرت عينه. (فهو زنةُ ذلك) أي: موازنُه قدرًا. (وقيامًا) يعني في قوله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا} [المائدة: 97] أي: (قوامًا) بكسر القاف: وهو نظامُ الشيء وعمادهُ.
(يعدلون) أي: في قوله تعالى: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1]، معناه:(يجعلون) له (عدلًا) بفتح العين، وفي نسخةٍ: بكسرها وفي أخرى: "مثلًا" بدل (عدلًا).
1821 -
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، قَال: انْطَلَقَ أَبِي عَامَ الحُدَيْبِيَةِ، فَأَحْرَمَ أَصْحَابُهُ وَلَمْ يُحْرِمْ، وَحُدِّثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ عَدُوًّا يَغْزُوهُ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَمَا أَنَا مَعَ أَصْحَابِهِ تَضَحَّكَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِحِمَارِ وَحْشٍ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ، فَطَعَنْتُهُ، فَأَثْبَتُّهُ، وَاسْتَعَنْتُ بِهِمْ فَأَبَوْا
أَنْ يُعِينُونِي، فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ وَخَشِينَا أَنْ نُقْتَطَعَ، فَطَلَبْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَرْفَعُ فَرَسِي شَأْوًا وَأَسِيرُ شَأْوًا، فَلَقِيتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي غِفَارٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، قُلْتُ: أَيْنَ تَرَكْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قَال: تَرَكْتُهُ بِتَعْهَنَ، وَهُوَ قَائِلٌ السُّقْيَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَهْلَكَ يَقْرَءُونَ عَلَيْكَ السَّلامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ قَدْ خَشُوا أَنْ يُقْتَطَعُوا دُونَكَ فَانْتَظِرْهُمْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَبْتُ حِمَارَ وَحْشٍ، وَعِنْدِي مِنْهُ، فَاضِلَةٌ؟ فَقَال لِلْقَوْمِ:"كُلُوا" وَهُمْ مُحْرِمُونَ.
[1822، 1823، 1824، 2570، 2854، 2914، 4149، 5406، 5407، 5490، 5491، 5492 - مسلم: 1196 - فتح: 4/ 22]
(هشام) أي الدستوائي. (عن يحيى) أي: ابن أبي كثير.
(يغزوه) يقصده. (فبينما أنا مع أصحابه) في نسخةٍ: "فبينا إلى آخره" بحذف الميم، وفي أخرى:"فبينا أبي مع أصحابه". (يضحك بعضُهم إلى بعضٍ) أي: منتهيًا، أو ناظرًا إليه. و (يضحك) مضارع، وفي نسخةٍ:"فضحك" بفاء بدل الياء، والفعل ماضٍ، وفي أخرى:"فتضحك" بفوقية وفتح الضاد والحاء المشددة. (فأثبته) أي: جعلتُه ثابتًا في مكانه لا حراك به. (نقتطع) بالبناء للمفعول، أي: نصيرُ مقطوعين عنه صلى الله عليه وسلم. (أرفع) بالتشديد والتخفيف من رفعت الفرسَ شدًّا، أي: كلفتهُ. (السير شأوًا. . إلخ) مقدر عدوه، والمعنى: أركضه شديدًا تارةً، وأسوقه بسهولةٍ أخرى، ونصب (شأوا) في الموضعين على أنَّه صفةٌ لمصدرٍ محذوفٍ، أي: رفعًا شأوًا وسيرًا شأوًا. (وبتْعهَنَ) بموحدةِ مكسورة ففوقيةٍ مفتوحة فمهملةٍ ساكنة فهاءٍ مكسورة، وفي نسخةٍ: بكسر الفوقية والهاء، وفي أخرى: بفتحها، وقيل: غيرُ ذلك: وهي عينُ ماءٍ على ثلاثةِ أميالٍ من (السقيا) بضم المهملة وسكون القاف: قرية بين مكةَ والمدينةِ (1) من
(1) انظر: "معجم البلدان" 3/ 228.