الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
58 - بَابُ اسْتِلامِ الرُّكْنِ بِالْمِحْجَنِ
(باب: استلام الركن بالمحجن) بكسر الميم، وسكون المهملة: عصا محنية الرّأس.
1607 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَال: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَال:"طَافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ عَلَى بَعِيرٍ، يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ"، تَابَعَهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمِّهِ.
[1612، 1613، 1632، 5293 - مسلم: 1272 - فتح: 3/ 472]
(ابْن وهب) اسمه: عبد الله. (يونس) أي: ابن يزيد (عن عبيد الله بن عبد الله) أي: ابن عتبة بن مسعود. (يستلم الركن بمحجن) أي: يومئ به إلى الركن حتّى يصيبه ثمّ يقبله، وهذا عند الشّافعيّ إذا عجز عن الاستلام باليد.
(تابعه) أي: يونس عن ابن شهاب. (الدراوردي) هو عبد العزيز. (عن ابن أخي الزهري) هو محمّد بن عبد الله. (عن عمه) هو محمّد بن مسلم الزّهريُّ.
59 - بَابُ مَنْ لَمْ يَسْتَلِمْ إلا الرُّكْنَيْنِ اليَمَانِيَيْنِ
(باب: من لم يستلم إلا الركنين اليمانيين) بتخفيف ياء اليمانيين على المشهور؛ لأن الألف فيه عوض عن ياء النسب فلو شددت لزم الجمع بين العوض والمعوض.
1608 -
وَقَال مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ أَنَّهُ قَال:"وَمَنْ يَتَّقِي شَيْئًا مِنَ البَيْتِ؟ " وَكَانَ مُعَاويَةُ يَسْتَلِمُ الأَرْكَانَ، فَقَال لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: إِنَّهُ لَا يُسْتَلَمُ هَذَانِ الرُّكْنَانِ، فَقَال: "لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ
البَيْتِ مَهْجُورًا" وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما "يَسْتَلِمُهُنَّ كُلَّهُنَّ".
[فتح: 3/ 473]
(ابْن جريج) نسبة لجده، وإلا فهو عبد الله بن عبد العزيز بن جريج. (عن ابن أبي الشعثاء) بالمد: هو جابر بن زيد.
(ومن يتقي)(من) استفهامية استفهام إنكارٍ، ولذا لم تحذف الياء من (يتقي) (وكان) في نسخة:"فكان" بالفاء فتكون (من) شرطية ولم تحذف ياء (يتقي) جريًا على مذهب من لا يوجب الجزم بالشرط. (يستلم الأركان) أي: الأربعة.
(إنّه) الضمير للشأن (لا يستلم) بتحتية وبالبناء للمفعول، وفي نسخة: بتحتية أيضًا، وفي أخرى: بنون المتكلم، وفي أخرى: بفوقية، وبالجزم على النّهي مع البناء للفاعل في الثّلاثة، فقوله:(هذان الركنان) هو على النسخة الأولى، وقوله في نسخة:"هذين الركنين" هو على الثّلاثة الأخر، والمراد بهما: الركنان الشاميان، وإنّما لم يستلما؛ لأنهما لم يتمما على قواعد إبراهيم، بخلاف اليمانيين فلهذا يستلمان، لكن يزيد ركن الحجر بالتقبيل؛ لفضيلة كون الحجر الأسود فيه، نعم يقبل يده فقط بعد استلامه بها في الركن الآخر، وقد بسطت الكلام على ذلك في "شرح الروض" وغيره (1).
(مهجورًا) بالنصب خبر ليس، وبالرفع صفة لشيء، وخبر (ليس) (من البيت) وفي نسخة:"بمهجور" بموحده، وأجاب الشّافعيّ عن ذلك: بأنا لم ندع استلامهما هجرًا للبيت، وكيف نهجره ونحن نطوف به، ولكنا نتبع السنة فعلا وتركا، ولو كان [ترك](2) استلامها هجرًا
(1)"أسنى المطالب شرح روض الطالب" 1/ 480، "فتح الوهّاب" 1/ 141.
(2)
من (م).