الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحين يصل الطفل إلى سن السادسة يمكنه استخدام أدوات النجار في صنع أشياء بسيطة، ويمكن لطفل دار الحضانة أو روضة الأطفال أن يستخدم المقصَّ، والتشكيل بالصلصال، واستخدام أدوات الخياطة، كما يمكنه استخدام أقلام الرصاص وأقلام التلوين والألوان المائية، وبهذا يمكنه رسم الصور وتلوينها، ويمكنه في هذا السن رسم الرجل، وبين العام الخامس والسادس يمكنه رسم بعض حروف الأبجدية، على الرغم من بطء القدرة على الكتابة في هذه المرحلة.
أما بالنسبة لمهارات الساقين: فإنه حالما يتعلم الطفل القدرة على المشي يتوجه انتباهه إلى تعلم مهارات أخرى تتطلب استخدام القدم، فيتعلم في سن الخامسة أو السادسة الحجل "القفز برجل واحدة" والطفر "وثب كل درجتين من درجات السلم في المرة الواحدة"، والعدو "كالفرس"، والقفز، وألعاب الجري "دون سقوط"، ومهارات التسلق.
صحة الطفل ما قبل المدرسة:
يتحسَّن المستوى الصحي للطفل مع تقدمه في السن، ويحدد صحة الطفل في هذه المرحلة عوامل التغذية والمستوى الاقتصادي الاجتماعي، ولا شك أن توافر صحة جيدة لطفل ما قبل المدرسة يُعَدُّ من الأمور الجوهرية التي يتطلبها النموّ وتحتاجها طاقة الطفل، ونعرض فيما يلي بعض المسائل المتصلة بهذا الموضوع:
1-
التغذية: توجد علاقة وثيقة بين تغذية الطفل ونموِّه الجسمي والنفسي، وقد أشرنا إلى أن النموَّ الاجتماعي والوجداني للطفل يتأثر تأثيرًا شديدًا بخبرات التغذية، ويبدأ ذلك منذ مرحلة الرضاعة التي تهيئ للطفل خبرة هامة في بناء الشعور بالثقة، في مقابل الشعور بالشكِّ "كما حدده أريكسون"، وتتشكل عادات الطعام وتفضيل الأطعمة وأنماط التفاعل الاجتماعي في موقف الطعام في هذه المرحلة، وأي نقصٍ في التغذية أو سوء فيها، يؤدي إلى خفض مستوى الصحة ونقص المقاومة، ومن هنا يسهل تعرض الطفل للأمراض.
ولأن معدلات النموِّ تهبط قليلًا في مرحلة الطفولة المبكرة، يُلَاحَظُ على الطفل نقص شهيته للطعام، وهنا ينشأ الموقف المشكل، وهو أنه في الوقت الذي يكون فيه الطفل أقل رغبة في الطعام، نجد الوالدين يسيئان في الأغلب فهم سلوك الطعام عند الطفل، ويشجعانه على أن يبالغ في الأكل، وقد يؤدي ذلك إلى سوء التغذية من مختلف الأنواع، وقد حلَّلَ بعض الباحثين الوجبات التي يتناولها طفل ما قبل المدرسة، وتوصلوا إلى النتائج الآتية:
أ- يزيد تناول السعرات الحرارية والبروتين والكالسيوم مع زيادة دخل
الأسرة.
ب- معظم الأطفال لديهم نقص في الحديد وفي فيتامين أ، جـ.
جـ- تظهر نقائص التغذية في المستويات الاقتصادية الاجتماعية المنخفضة.
2-
الحوادث والإصابات والجروح: يتعرض طفل ما قبل المدرسة للحوادث التي تنتج عنها إصابات وجروح، وخاصةً خلال الفترة العمرية من عام واحد وأربعة أعوام، ويبلغ عدد هذه الحوادث التي تقع للأطفال في البيوت حوالي 40%، وهذا يعني حاجة الطفل في هذه المرحلة إلى الرعاية والإشراف، وكثير من الحوادث المنزلية تنتج عن بلع الأطفال أشياء ضارة أو مؤذية؛ فالأطفال في هذه المرحلة يستمرون في إصدار السلوك الذي كان سائدًا في المرحلة السابقة، وهو وضع الأشياء في الفم ومحاولة أكلها، كما أنهم قد يحاولون تقليد الكبار في تعاطيهم للأدوية، مما يسبب لهم حوادث التسمم، وأشهر المواد الكيميائية التي تسبب وفاة الأطفال في هذا السن: الأسبرين والمبيدات الحشرية وزيوت الدهان ومشتقات البترول التي تترك عادة في المنزل دون حرص.
3-
الأمراض: يمكن حماية طفل مرحلة ما قبل المدرسة من معظم الأمراض المعدية بالتطعيم، وهو إجراء يبدأ منذ المرحلة السابقة، ويستمر خلال هذه المرحلة، ومع ذلك يشيع بين أطفال هذه المرحلة بعض الأمراض المتصلة بالجهاز التنفسي "ربوَ الأطفال" والجهاز الهضمي، وآلام الأذن، والحصبة، والجديري، وتوجد فروق فردية في ذلك، فالذكور أكثر تعرضًا للمرض، وأمراضهم أكثر خطورة من الإناث، وعلى الرغم من أن وفيات الأطفال في هذه المرحلة أقلّ منها في المرحلة السابقة، إلّا أن نسبة هذه الوفيات بين الذكور أكبر منها في الإناث، ويعاني أطفال المستويات الاقتصادية الاجتماعية المنخفضة من المرض أكثر من أطفال المستويات الأعلى.
ومعظم أمراض الطفولة ذات أصل جسمي، وبعضها ذو طبيعة سيكوسوماتية، وينشأ عن توتر العلاقة بين الطفل ووالديه، وحين يستجيب الوالدان لمرض الطفل على أنه كارثة عائلية، ويظهرون مشاعر الذنب، أو يلومون الطفل على الظروف السيئة التي أحدثها مرضه، فإن اتجاه الطفل يصبح أكثر سلبيةً، ويؤدي به إلى مزيدٍ من التوتر الذي يزيد من حدة المرض وإطالة مدته، أما إذا كان سلوك الوالدين على عكس ذلك، فإن اتجاهات الطفل تكون إيجابية، ومعنى هذا أن المرض قد يكون إحدى حيل الطفل اللاشعورية للهرب من عالم الواقع.
وأشهر الأمراض السيكوسوماتية التي تنشأ عن توتر العلاقة بين الطفل ووالديه هي: الفقدان العصبي للشهية للطعام، والتهاب القولون، التبول اللاإرادي، أمراض الحساسية، والبول السكري، والوهن العام.