الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل التاسع: طور الوليد (من الولادة حتى نهاية الأسبوع الثاني)
ولادة الطفل
مدخل
…
الفصل التاسع: طور الوليد"من الولادة حتى نهاية الأسبوع الثاني"
ولادة الطفل:
تُعَدُّ عملية ولادة الطفل حدثًا هامًّا لجميع الأطراف؛ فخلال الأسابيع الأخيرة من الحمل يزداد اهتمام الوالدين بالولادة، وخاصة إذا كانت تحدث لأول مرة، وحالما تتم الولادة تشعر الأم "والأب إن كان حاضرًا للحدث" بالإنهاك والراحة معًا، ومع لمس الأم للمولود، تشعر حقًّا بالإعجاز الإلهي العظيم، الذي خلق من جسدها هذا الكائن الإنساني الجديد.
والسؤال التقليدي الذي يطرحه الوالدان دائمًا هو: كيف يمكن حساب الموعد التقريبي للولادة؟ وللإجابة على هذا السؤال نقول: إن أطباء النساء والتوليد كانوا يستخدمون لزمنٍ طويلٍ قاعدة مشهورة اقترحها نايجيلي Naegele، تتخلص في معرفة تاريخ بداية آخر دورة شهرية للأم، ثم يضاف إلى هذا التاريخ7 أيام، ويطرح منه 3شهور، مع تعديل السنة الشمسية إذا تطلب الأمر ذلك.
ونوضح ذلك بالمثال الآتي: نفرض أن بداية آخر دورة شهرية للأم كانت يوم 8 نوفمبر "الشهر الحادي عشر من سنة" عام 1996، فإن تقدير الموعد التقريبي للولادة حسب هذه القاعدة، يكون يوم 15 أغسطس عام 1997 على النحو التالي:
أما إذا كانت بداية آخر دورة شهرية هو 18 فبراير عام 1996 مثلًا، فإن موعد الولادة المتوقع يصبح 25 نوفمبر من نفس العام "1996".
وبالطبع فإن دقة هذه القاعدة تتوقف على التقدير الصحيح لبداية آخر دورة شهرية، والتي تقررها المرأة وحدها، وهناك عوامل قد لا تجعل تقديرها لهذا التاريخ صحيحًا، إلّا أنه مع ظهور تكنولوجيا التصوير فوق الصوتي، أمكن تصوير الأجنة؛ بحيث يمكن الوصول إلى تقديرات أكثر دقة.
ومن حقائق علم التوليد أن الجنين قبيل ولادته ببضعة أيام أو أسابيع، عادةً ما يتخذ وضعًا خاصًّا داخل الرحم؛ حيث تكون رأسه إلى أسفل، ورجلاه وقدماه إلى أعلى، وهو وضع الاستعداد البيولجي للولادة، ويسمى التخفف Lightening.
ومن العلامات الأساسية المميزة لاقتراب الولادة المخاض Labour "وهو ما يسمَى بالعامية الطلق"، وهو العملية التي يدفع بها الجنين خارج الرحم، وتحدث خلال فترة تمتد بين بضع ساعات وبضع أسابيع بعد عملية التخفف، وتنقسم عملية المخاض إلى ثلاث مراحل:
1-
المرحلة الأولى وهي الأطول، وتستمر لفترة تمتد من 12-15 ساعة، في حالة الولادة الأولى، وما بين 6-8 ساعات للولادات التالية، وفيها يتسع عنق الرحم من خلال سلسلة من التقلصات العضلية، تتم في البداية على فترات زمنية طولها 20 دقيقة، ثم تصبح أكثر حدوثًا مع اقتراب الولادة، ومن نتائج هذه التقلصات تمزق الأغشية التي تحيط بالجنين، والذي يصاحبه تدفق السائل الأميني إلى الخارج، وبانتهاء هذه المرحلة يصل اتساع عنق الرحم إلى حوالي أربعة بوصات.
2-
المرحلة الثانية أقصر من المرحلة السابقة، ولكنها أكثر حدّةً، وتبدأ مع اكتمال اتساع عنق الرحم، وتنتهي بخروج الجنين، وعند الأمهات اللاتي يلدن لأول مرةٍ تستغرق هذه المرحلة حوالي 90 دقيقة، ثم تستغرق حوالي نصف هذا الوقت في الولادات التالية، ومن الخصائص المميزة لهذه المرحلة، أن الأم تلعب دورًا إيجابيًّا في دفع الجنين خلال قناة الولادة، ويمثل جهدها حوالي 50% من المجهود المطلوب، بينما كانت تقلصات الرحم في المرحلة السابقة لا إرادية، وتلعب عضلات البطن دورًا أساسيًّا في هذه المرحلة؛ بحيث تعين على دفع الجنين إلى العالم الخارجي، ويبدأ ذلك بظهور رأس الطفل أولًا، وعادةً ما تخرج، وبعدئذٍ يتم قطع الحبل السري، الذي يكون بالطبع لا يزال متصلًا بالمشيمة حتى هذه اللحظة، وحالما تستقبل رئتا الطفل الوليد الهواء خلال القناة الأنفية تتوقف تمامًا وظيفة الحبل السري في استقبال الأوكسجين من المشيمة، ويحدث ذلك من خلال إفراز مادةٍ هلامية داخل الحبل السري، تؤدي إلى غلق أنبوبة الهواء فيه، وفي بعض المستشفيات يتم تقويم حالة الجسمية -عقب ولادته مباشرة- باستخدام مقياسٍ أعددته فيرجينيا أبسجر منذ عام 1953، ويتم ذلك بعد دقيقة واحدة من الولادة، ثم يتكرر بعد 5دقائق، ثم بعد 10 دقائق بعد الولادة، ويشمل هذا المقياس تقديرة الحالة الجسمية في ضوء خمس علامات هي: معدل القلب، الجهد التنفسي، الحساسية للأفعال المنعكسة، العضلات، لون البشرة، فإذا كانت الدرجة