الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التغيرات في السلوك الاجتماعي:
لقد أشرنا من قبل إلى الفرضين الشائعين اللذين يفسران السلوك الاجتماعي في مرحلة الشيخوخة، وهما فرض التحرر من الالتزامات وفرض النشاط، وقد استعرض "Kahan، 1982" البحوث التي أجريت حول الموضوع، والتي أكدت أنهما لا يرتبطان مباشرةً بارتفاع الروح المعنوية والرضا عن الحياة لدى المسنين، والواجب أن نحدد مجموعة عوامل رئيسية تحدد السلوك الاجتماعي في هذه المرحلة وأهمها ما يلي:
1-
التمييز بين الانسحاب التطوعي "الاختياري" والانسحاب الإجباري: فاختيار المسن للعزلة أو المشاركة يجعله في الحالتين أكثر سعادةً بحياته، وأكثر رضا عنها إذا قورن بمن يجبر على أحدهما بسبب ظروفه الشخصية أو العوامل الخارجية المحيطة به.
2-
المعنى الذاتي للتكامل الاجتماعي لدى المسنين: فبعضهم يعتبر الاندماج مع الأشخاص الآخرين والمؤسسات الاجتماعية له أهمية كبرى، ومن خلال هذه الأنشطة ينمون معنى الهوية لديهم ويحافظون عليه، ومن ذلك مثلًا المدرس الذي رغم تقاعده يواظب على حضور اجتماعات مدرسته، ويظل نشطًا في العمل المهني للنقابة، وقد يكون عكس ذلك كله هو الأكثر أهميةً لدى البعض الآخر من المسنين.
3-
نوعية العلاقات الاجتماعية: تؤكد نتائج البحوث أن تكرار المشاركة الاجتماعية في ذاته مؤشر ضعيف على الرضا عن الحياة والروح المعنوية لدى المسنين، والأكثر أهمية من عدد الصلات الاجتماعية، أو عدد الجماعات التي ينتمي إليها المسن عامل نوعية العلاقات الاجتماعية التي يمارسها، وقد تأكد وجود ارتباط وثيق بين السلوك الاجتماعي الناجح في الشيخوخة ووجود بضعة أصدقاء ورفقاء حميمين وثيقي الصلة بالمسن، ولعل أكثر الرفقاء أهميةً لديه -بعد شريك حياته- الأصدقاء والأبناء والإخوة. وبصفة عامة فإن تأثير البنات والأخوات الأصغر سنًّا بالغ الأثر، وخاصة في القيام بدور الدعم والمساندة، سواء كان المسن من الرجال أو النساء.
أما بالنسبة لصداقات المسنين، فإن شأنها شأن صداقات الراشدين لم تجر عليها بحوث كافية، إذا قورنت بصداقات الأطفال والمراهقين، ومع ذلك فإن خبرة الحياة اليومية تؤكد لنا الدور الهام للصداقات في مختلف الأعمار؛ فالصداقة
تقوم بوظائف عديدة؛ مثل المشاركة الوجدانية والتقبل والدعم الوجداني أثناء الأزمات، والثقة والاحترام المتبادلين، بالإضافة إلى ما يقدمه الأصدقاء من مساعدة ونصيحة وخدمات، وما يهيئونه من فرص لاستشارتهم وتقديمهم المعلومات والخبرة، وفي رأينا أن هذه جميعًا تزداد الحاجة إليها مع التقدم في السن، ولعل ذلك يفسر لنا لماذا يختار المسنون أصدقائهم من أقرانهم في العمر، كما يفسِّر لنا لماذا يكون رضا المسنين عن حياتهم أكثر ارتباطًا بالتفاعل مع الأصدقاء منه بالتفاعل مع الأقارب.
إلّا أن المشكلة الحقيقية هي أن المسنين يعانون بالفعل من تحديد نطاق عالمهم الاجتماعي تدريجيًّا مع التقدم في السن؛ فتقل علاقاتهم الاجتماعية بسبب فقدان زملاء العمل، وموت الأقارب والأصدقاء، ورفيق "أو رفيقة" العمر، كما يحد من مشاركتهم الاجتماعية ضعف الصحة والأحوال المالية والاتجاهات الاجتماعية غير الملائمة نحوهم، وتوجد ثلاثة أنواع من العلاقات الاجتماعية تتأثر خاصةً في الشيخوخة، هي العلاقات الشخصية الحميمة "بالزوج أو الزوجة، الأخوة والأخوات وصداقات الطفولة والشباب الحميمة"، وشِلَلِ الأصدقاء، والجماعات المنظمة "كالأندية"، وحالما تتعرض هذه العلاقات للانهيار يستحيل تعويضها خلال هذه المرحلة.
ومن الملاحظ أن المرأة تحتفظ بصداقاتها وعلاقاتها الاجتماعية فترةً أطول من الرجل، ويرجع السبب في ذلك إلى أن صديقات المرأة هن في العادة من جيرانها، أما أصدقاء الرجل فهم في الأغلب من زملاء العمل الذين يعيشون في أماكن متفرقة، والذين لا يربطهم اهتمام مشترك بعد التقاعد.
إلّا أن على وجه العموم يمكن القول أنه مع اهتمام المسن بذاته يتناقص اهتمامه بالنشاط الاجتماعي، وتضيق دائرة علاقاته الاجتماعية تدريجيًّا، فيفقد الاهتمام أولًا بمعارفه ثم أصدقائه، وتقتصر ميوله الاجتماعية على أسرته المباشرة، وتمتد هذه الميول إلى مختلف الأجيال في هذه الأسرة، وقد يتركز هذا الاهتمام على الصغار، أي: الأحفاد، ولعل من الملاحظات المألوفة أن نجد الجد والحفيد يقضيان معًا وقتًا أطول مما يقضيه كلٌّ منهما مع باقي أفراد الأسرة.
السلوك السياسي: تظهر لنا خبرة الحياة اليومية أن الشباب أكثر تحررًا في اتجاهاتهم السياسية، ومع مرور الزمن وتحوّل الإنسان إلى الرشد ثم الشيخوخة، تتغير هذه الاتجاهات إلى القطب المضاد، أي: المحافظة، إما لأن الخبرة والحكمة
التي يكتسبها المتقدمون في السن تجعل إدراكهم للطبيعة البشرية أكثر دقة "كما يقول المحافظون"، أو لأنهم حققوا أهدافهم في الحياة وأصبحوا أكثر أمنًا واستقرارًا عن ذي قبل، ولهذا يرغبون في المحافظة على الأوضاع القائمة "كما يقول المتحررون"، إلّا أننا نضيف سببًا ثالثًا في ضوء الأدوار الاجتماعية، فالتزام الشباب بقيم التطور والتغيير في المجتمع سرعان ما يتضاءل مع زيادة مسئولياته الاجتماعية، مع انتقاله إلى المراحل التالية، وخاصةً مسئولياته داخل الأسرة؛ فالدفاع عن حقوق "الكادحين" والمقهورين -وهو شعار اليساريين في الأغلب- تخبو جذوته تدريجيًّا، ويفتر الحماس له، ويحل محله القلق على مستقبل الأسرة.
ويكشف التحليل الدقيق لتغير الاتجاهات السياسية مع التقدم في العمر عن أن سيطرة الاتجاهات المحافظة لدى المسنين يرجع في جوهره إلى المستوى التعليمي؛ فالأشخاص الأرقى تعليمًا يتجهون إلى قطب التحرر، بينما يتجه ذوو التعليم المنخفض إلى قطب المحافظة، وبالطبع تلعب الظروف الثقافية التي يعيش فيها كلُّ جيل دجورها في تكوين هذه الاتجاهات؛ فكل جيل يتعرض في نفس الوقت ونفس العمر لأنماطٍ مشتركة من التعليم والحياة الاجتماعية والظروف الاقتصادية والحروب والأزمات السياسية، ولهذا فإن درجة التحرر أو المحافظة في كل جيل جديد تعكس هذه الخبرات المشتركة، وفي ضوء هذا التحليل يمكن أن نحدد ونحن في نهاية القرن العشرين أربعة أجيال مختلفة في مصر المعاصرة1 باعتبار ثورة 23 يوليو 1952 النقطة المرجعية في هذا الصدد، هذه الأجيال الأربعة هي:
1-
جيل ما قبل صورة 23 يوليو 1952، وهم أولئك الذين كانوا في طور الرشد الأوسط أو مطلع الشيخوخة عند قيام هذه الثورة، وهم الآن في السبعينات أو الثمانينات من العمر، وربما بلغ بعضهم طور أرذل العمر الذي سنتناوله في الفصل القادم، والطابع الغالب على هذا الجيل هو المحافظة.
2-
جيل صناع ثورة 23 يوليو 1952، وهم الذين كانوا في شبابهم أو رشدهم المبكر عند قيام هذه الثورة، وهم الآن في طور الشيخوخة، وهو جيل تحولت اتجاهاته من التحرر إلى المحافظة، ويتضح ذلك خاصةً من تحليل أنماط السلوك السياسي لبعض قادة العصر "الثوري" وأقطابه في الوقت الحاضر.
1 هذا التحليل مستمَد من دراسة مطولة لأحد مؤلفي هذا الكتاب في المرجع الآتي: فؤاد أبو حطب: علم النفس في مصر، دراسة في الشخصية القومية للعلم والمجتمع "تحت الطبع".
3-
الجيل الذي صنعه ثورة 23 يوليو 1952، وهم أولئك الذين كانوا أطفالًا أو مراهقين عند قيام هذه الثورة، وهم الآن إما على مشارف بلوغ الرشد أو في منتصفه، وهذا الجيل عاش العصر "الثوري" كاملًا وبلغ حماسه له أوجه، وشاع فيه اتجاه التحرر، وكانت نكبته بعد كارثة 5يونيو 1967 بالغة العنف، أفقدته الكثير مما كان يتشبث به، وحولته الآن إلى ما يمكن أن نسميه الحياد السياسي.
4-
جيل عصر التحرر الاقتصادي، وهو الجيل الذي تَفَتَّح وعيه مع بداية عصر الإصلاح الاقتصادي والتوجه إلى الاقتصاد الحر، وهم الآن في طور الشباب أو الرشد المبكر، ويسود بينهم تيار التحرر بالمعنى الليبرالي.
وهكذا يستجيب الناس للاتجاهات العامة السائدة في المجتمع؛ فحين يتحوّل المجمع من المحافظة إلى التحرر أو العكس، يتأثر جيل الصغار والشباب خاصةً بالتيار السائد، وحين يتقدم هؤلاء في السن فإنهم يظلون في نفس الاتجاه أو يغيرونه، إلّا أن هذا القول يجب ألّا يعني أن استجابة أفراد كل جيل للظروف التاريخية التي يعيشون فيها متساوية، ففي كل جيل من الأجيال الأربعة السابقة تكاد تجد جميع ألوان "الطيف" السياسي، ويؤكد ذلك حقيقة أن الصراعات السياسية ليست بين الأجيال فحسب، ولكنها داخل كل جيل أيضًا، وعلى ذلك فالأصح أن نقول: إن المسنين يبدون أكثر محافظةً؛ لأن جيلًا جديدًا من الشباب والراشدين الصغار تسود فيهم اتجاهات التحرر، ولعل هذا ما يدفع المجتمعات إلى التطور، فإذا كان الشباب يمثلون قوى التغيير، فإن الشيوخ هم قوى الضبط، ولا يمكن للتغيير أن يمضي إلّا ما لا نهاية، كما لا يمكن لمجتمع أن يظل ساكنًا سكون الموت.
وما يلفت النظرحقًّا أنه مع تقدم الإنسان في العمر يزداد اهتمامه ونشاطه السياسيان، وقد كشفت البحوث التي أجريت في هذا الصدد أنه مع تجاوز الراشدين حاجز عمر الستين يبلغ اهتمامهم السياسي ذروته، وتأكد ذلك في جميع المستويات التعليمية "Hudson & Binstock"، صحيح أن هذه الاهتمامات قد يصاحبها نشاط سياسي فعليّ حتى الخمسينات من العمر، إلّا أنه مع بلوغ المرء مرحلة الشيوخة تظل اهتماماته السياسية قوية، بينما قد يضعف نشاطه السياسي، إلّا أن المسن إذا كان نشاطه السياسي كبيرًا في طور منتصف العمر، فإنه يظل كذلك أيضًا في مرحلة الشيخوخة.
وبالطبع فإن الراشدين الذين يتولون مسئوليات سياسية لا يتقاعدون منها مع بلوغهم الستين أو الخامسة والستين، فأغلب القيادات السياسية في عصرنا ممن هم في مرحلة الشيخوخة، بل نكاد نقول: إنه يكاد يزداد العمر مع ارتفاع المستوى القيادي السياسي "في الأحزاب السياسية مثلًا"، ولعل هذه الحقيقة تجعل من صورة الشيخوخة أكثر جاذبية، وتغير من القالب النمطي الذي شاع عنها1.
تدين المسنين:
الواقع أن موضوع السلوك الديني لدى المسنين، شأنه في ذلك شأن السلوك الديني للراشدين عامةً لم يحظ بقدرٍكافٍ من البحوث، على عكس الحال في الطفولة والمراهقة، ومع ذلك فإن الدراسات القليلة المتاحة تؤكد لنا أن هناك فروقًا عمرية في السلوك الديني، وخاصة ما يتصل بالعقيدة الدينية من ناحية، وممارسة الطقوس والعبادات الدينية من ناحية أخرى، إلّا أن النقد الجوهري لهذه البحوث أن معظمها من النوع المستعرض، وبالتالي لا يمكن البت بالنسبة لنتائجها من حيث ما إذا كانت ترجع إلى اتجاهات نموٍّ حقيقيةٍ، أم أنها تعكس الفروق بين الأجيال، أو بين العصور التاريخية المختلفة.
وعمومًا فإن النتائج التي توصَّل إليها الباحثون في الغرب تؤكد أن المشاركة في النشاط الديني والتردد على دور العبادة يكاد يكون أكثر الأنشطة التطوعية حدوثًا من الإنسان في جميع مراحل عمره، ويستقر هذا النشاط خلال مختلف أطوار الرشد، وتوجد عوامل تؤثر في ذلك مثل الجنس والمستوى الاقتصادي والمستوى التعليمي، ومدة الإقامة في المنطقة التي توجد بها دار العبادة، فالأشخاص الأكثر ترددًا هم الراشدون ذوو المستوى الاقتصادي المرتفع، والمستوى التعليمي المرتفع أيضًا، والذين يقيمون في الحي الذي يعيشون فيه فترة أطول، أما الفرق بين الجنسين فلم يكن دالًّا.
وأكدت بعض الدراسات أن الصحة الجسمية تؤثر في تردد المسنين على دور العبادة؛ فقد لوحظ أن هؤلاء بعد تجاوزهم سن الخامسة والستين قد يقل ترددهم على دور العباة، بسبب المرض خاصة، ومع ذلك فهم يتابعون الطقوس والعبادات من خلال وسائل الإعلام.
1 حدث تحوّل عالمي في هذا الاتجاه ونحن في أواخر القرن العشرين، مع تولي الشباب زمام القيادة السياسة مثل: فوز كلينتون في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، ونجاح حزب العمال البريطاني برئاسة توني بلير في الوصول إلى الحكم، وإصرار الرئيس الروسي يلستين على أن يتولى رئاسة الوزراء أحد الشباب.
وبالطبع فإن هذه النتائج لا تقبل التعميم مباشرةً على الثقافات الأخرى، ومنها ثقافتنا العربية والإسلامية، وعلى الرغم من أنه لا توجد نتائج تحدد هذا الجانب من السلوك الديني لدى المسنين المسلمين، إلّا أننا نتوقع أنهم بعد أن يتخففوا من الأعباء والمسئوليات التي كانت تثقل كواهلهم في مراحل العمر السابقة يحتل السلوك الديني مكانة رئيسية لديهم، فصلاة المسن المسلم ونسكه قد تكون وسلته الوحيدة للتخفف من مشاعر العزلة، وهي عزاؤه عند كل ضيق، كما تعصمه من الوقوع في غائلة القلق، وخاصةً قلق الموت، ويعبر فؤاد البهي السيد "1975: 450" عن ذلك بقوله:
"إن المسن يغشى دور العبادة في هذا الطور من حياته وهو يحسُّ أنه قد خلا له وجه دينه بعيدًا عن شواغل الدنيا وأحزانها ومسراتها".
وتكشف لنا الملاحظة العابرة للسلوك الديني للمسنين في بلادنا أنهم أكثر ممن هم أصغر سنًّا في تفضيل البرامج الدينية في وسائل الإعلام، وهم أكثر حرصًا على قراءة القرآن الكريم، وأكثر مواظبة على صلاة الجماعة، وأكثر تقديرًا للقيمة الدينية على غيرها من القيم "وخاصة القيم المادية"، بالإضافة إلى التركيز على المغزى الشخصي للدين باعتباره وسيلة للتوافق النفسي، وفي هذا يختلف المسنون عمن هم أصغر سنًّا من المتدينين الذين يدركون الدين على أنه وسيلة للإصلاح الاجتماعي والممارسة السياسية، ولعل هذا الفارق الجوهري يفسر لنا أن نسبة الشباب والراشدين الذين يمارسون ما يُسَمَّى في السنوات الأخيرة في مصر "التدين السياسي" تفوق كثيرًا نسبة المسنين.
وإدراك المسن للطابع الشخصي للدين يحقق له في هذه المرحلة مهمة التكامل، وإذا كان الأمل -كما يرى إريكسون- هو القوة الأساسية الدافعة في مرحلة الطفولة، فإن هذا الأمل يتضح في الطور المتأخر من النموِّ الإنساني في العقيدة، ولا يمكن للتكامل أن يتجاوز اليأس والقنوط في هذه الحالة إلّا إذا وجد المسن معنًى واضحًا للحياة، وبالطبع فإن العقيدة الدينية أعظم مصادر هذا المعنى، ويؤكد ذلك نتائج بحث هام قامت به "Telis -Nayak، 1982" واستخدمت فيه مقياسًا للتدين religiosity تضمن الاتجاهات الدينية والمعتقدات والطقوس والعبادات والممارسات، فوجدت أن التدين لا يرتبط بالمتغيرات المادية والصحية والأحوال الاقتصادية، وإنما أقوى علاقاته بشعور الفرد بوجود معنى وغرض لحياته.
ولعل هذه النتيجة تفسر ما تواتر من نتائج البحوث في السنوات الأخيرة حول العلاقة الموجبة بين التدين والتوافق النفسي في مختلف الأعمار، وهي علاقة أكثر وثوقًا في مرحلة الشيوخة، فمع اقتراب دورة الحياة من نهايتها تزداد الاهتمامات الدينية لدى المسنين، وهذا القول أكثر صدقًا على مجتمعاتنا العربية الإسلامية، ونحن في حاجةٍ بالطبع إلى بحوث جادة تختبر هذا الفرض من منظور ثقافي مقارن، وعمومًا ففي رأينا أن لجوء المسن المسلم إلى الدين يوفر له مصدرًا عظيمًا للشعور بالأمن والصحة والنفسية، ويحرره من قلق الموت الذي يُعَدُّ أحد عوامل القلق النفسي والاضطراب الانفعالي والوجداني في الحضارة الغربية الحديثة.