الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مهاراته أقلّ في مستواها من طفلٍ آخر لديه سيادة إحدى اليدين، إلّا أن المشكلة في هذه الحالة أن الطفل حين يصل إلى مرحلة المراهقة يكون من المتَعَذَّرِ عليه محاولة تكوين سيادة إحدى اليدين، أو الانتقال من استخدام اليد اليسرى إلى اليد اليمنى، فعند هذه المرحلة "أي: المراهقة" تصل المهارات إلى درجة من التعلُّمِ بحيث تؤدي أيّ محاولة لتغييرها إلى الخلط بالنسبة للطفل، وسوف يقاوم التغيير الذي يجده صعبًا ومحبطًا معًا.
وعادة ما ينتج عن ذلك القلق والتوتر الذي يعبر عن نفسه في شكل اضطرابات الكلام وصعوبات القراءة واللوازم العصبية.
أمراض طفل المدرسة:
خلال السنوات الأولى من هذه المرحلة يتعرض معظم الأطفال للأنواع المختلفة من أمراض الأطفال الشائعة؛ كالحصبة والسعال الديكي والجديري وغيرها، وباستثناء هذه الأمراض، فإن مرحلة الطفولة المتأخرة يمكن وصفها بصفةٍ عامَّةٍ بأنها مرحلة صحة جسمية، وبالطبع قد يحدث أحيانًا أن يعاني الطفل من اضطرابات المعدة أو أمراض البرد، إلّا أنها عادةً ما تكون لفترات قصيرة، ولا تترك أثرًا في البنية الجسمية للطفل، وحتى لو كان المرض متكررًا، فإنه نادرًا ما يؤدي إلي موت الطفل في هذه المرحلة إذا قارنَّا ذلك بالمراحل السابقة.
وفي السنوات الأخيرة انخفض معدَّل وفيات الأطفال بصفة عامة، ويرجع ذلك بالطبع إلى التقدُّم في ميدان الخدمات الطبية للأطفال، وخاصة في ميدان الأمراض المعدية والتدرن الرئوي والتهاب اللوزتين وغيرها.
وتُعْتَبَرُ الآثار النفسية للأمراض في هذه المرحلة أشد من آثارها الجسمية؛ فالمرض يحدث اضطرابًا في التوازن العضوي للجسم، ويؤثِّرُ بالتَّالى على سلوك الطفل واتجاهاته؛ بحيث يجعله متوترًا لحوحًا في مطالبه، بالإضافة إلى ما يسببه له المرض من غيابٍ عن المدرسة، وحرمانه من الاشتراك مع الأقران في اللعب بعد المدرسة، مما يؤثِّرُ على اكتسابه للمهارات اللازمة للتكيف في هذه المرحلة. وقد ثبت أن من أهم أسباب التغيب عن المدرسة في هذه المرحلة الأسباب الطبية، في حين لا يزيد عدد حالات الغياب لغير هذه الأسباب عن 13% فقط، وبالإضافة إلي ذلك توجد نسبة من الأطفال ينتظمون في الدراسة، ومع ذلك يعانون من نقائص جسمية مختلفة؛ كنقص البصر وضعف السمع وسوء التغذية وتسوس الأسنان، وبالإضافة إلى ذلك يعاني بعض الأطفال من أمراضٍ متوطنةٍ متنوعةٍ، وأمراض مزمنةٍ؛ كأمراض القلب والكساح والحساسية والسكر، بالإضافة إلى البلهاريسيا والأنكلوستوما.
وبعض الأطفال في هذه المرحلة يمكن وصفهم بأنهم مستَهْدَفُون للمرض، بمعنى أنهم يتعرضون للمرض أكثر من غيرهم من الأطفال الذين هم في مثل سنهم، وقد يرجع ذلك إلى ضعفٍ وراثيٍّ أو ظروف بيئية سيئة، إلّا أن السبب الأهم يرجع إلى الظروف التي تكون عليها حياة الطفل في هذه المرحلة، فقد يكون أسلوب التنشئة الوالدية فيه قدر كبير من التسامح يصل إلى حَدِّ الفوضى، وفي هذه الحالة يأكل الطفل وينام ويفعل ما يشاء، وقد يكون فيما يأكل ويفعل ضرر على صحته، وقد يكون الأسلوب تسلطيًّا؛ بحيث يضع الطفل طول الوقت تحت ظروف التوتر والضغط إلى الحدِّ الذي يستثير فيه مشاعر القلق، ويجعله مستهدفًا للمرض.
وبعض خبرات المرض والاستهداف للمرض التي يعاني منها الطفل يكون حقيقيًّا، وبعضها الآخر قد يكون متوهمًا؛ فالطفل يتعلم من خبراته السابقة أنه حين يكون مريضًا فإنه لا يتوقع منه القيام بالأنشطة المعتادة، ويلقى اهتمامًا ورعايةً أكبر، ويتحرر بعض الشيء من قيود النظام المنزلي، وعلى هذا فحين تنشأ ظروف غير سارّة في حياته، أو حين يُطْلَبُ منه أداء عملٍ مدرسيٍّ أو منزليٍّ لا يحبه، أو يشعر بعدم القدرة عليه، فإنه يستخدم المرض كحيلة هروبية، وقد يتحول ذلك إلى حيلة لا شعورية من نوع الميكانيزمات النفسية.
وقد يعاني الطفل من أيّ نوعٍ من أنواع التعويق الجسمي، بعضه قد يكون فيه منذ الولادة، والبعض الآخر يحدث له في أوقات مختلفة من مراحل نموِّه بسبب المرض أو الحوادث أو الإهمال في الرعاية الصحية له، وأشهر أنواع التعويق ضعف السمع والبصر وشلل الأطفال، وهذه العوائق تؤثِّرُ في الطفل وخاصةً حين تحرمه من المشاركة مع أقرانه في النشاط المدرسي وغير المدرسي، ويتوقف هذا الأثر على معاملة الآخرين له، وخاصة أعضاء جماعة الأقران، في هذه الحالة لا نجد إلّا القليل منهم من يشارك الطفل المعوَّق وجدانيًّا ويهتم به، أما الأغلبية فغالبًا ما يتجاهلونه أو يرفضونه.
وتعتبر الحوادث من أهم أسباب وفيات الأطفال في هذه المرحلة، فعلى الرغم من أن الحوادث تكون عادةً أقل حدوثًا في هذا السن، إلّا أنها إذا وقعت تكون أخطر، ومعظم هذه الحوادث يقع خارج المنزل -على عكس حوادث المراحل السابقة، وهي بين الذكور أكثر حدوثًا من الإناث، وقد يرجع ذلك إلى أن طبيعة الدور الجنسي للذكور يتطلب قدرًا من الجسارة والإقدام، وإصابة الرأس هي الأكثر حدوثًا، بينما إصابة الساقين أقل حدوثًا، وقد يكون بعض الأطفال من النوع المستهدف للحوادث والإصابات، وهم عادةً أولئك الذين يتسمون بالنشاط الزائد وعدم الاستقرار والقلق والاندفاعية والمخاطرة ومقاومة السلطة، والأقل تقبلًا من الزملاء، وعكس هؤلاء هم الأقل استهدافًا للحوادث.