الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النمو العقلي المعرفي:
يطلق بياجيه على هذا الطور من النموّ الإنساني اسم طور العمليات العيانية أو المحسوسة Concrete Operations، وفيه تظهر العمليات الاستدلالية التي يمكن أن تتفق مع أسس المنطق، فالتفكير المنطقي -أو ما يسميه بياجيه التفكير الإجرائي Operational- لا يظهر إلّا حين تتوافر للطفل ذخيرة من المفاهيم التي تنتظم فيما بينها في نسقٍ متماسكٍ "أي: على هيئة مبدأ". وهذه الأنساق التي تشكِّل التفكير المنطقي أو الإجرائي تسمى العلميات Operations، والعمليات في هذا الطور توصف بأنها محسوسة أو عيانية Concrete، أي: تكون على اتصالٍ وثيق بأصولها الحسية الحركية، وهي في ذلك تشبه الإدراك بصفة عامة في أنها مقيدة بالزمن، ومحددة بترتيب زمني طبيعي معين، وتتضمن قدرًا ضيئلًا من التجريد Abstraction "ومعناه أن تكون الأفكار منفصلة عن الأشياء والأحداث في العالم الواقعي"، وما يعين الطفل على القيام بالعمليات المحسوسة في هذا الطور اكتساب الطفل لمبدئي ثبات الكم والمقلوبية "راجع شرحهما بالتفصيل في الفصل السابق".
وتُفْهَمُ العمليات بطريقة أفضل في إطار الأبنية المنطقية -الرياضية التي تمثل الطبيعة الجوهرية للتفكير، فالمنطق -عند بياجيه- هو مرآة الفكر، ولكنه مثل مرآة سنووايت Snow White، تعكس الحقيقة وليس المظهر. وهذا لا يعني أن سلوك التفكير يمكن اختزاله إلى صيغ المنطق أو معادلات الرياضيات، كما لا يعني أن أحدهما يُعَدُّ نموذجًا للآخر، وإنما يعني أن الأبنية المنطقية الرياضية تُعَدُّ المستوى الأكثر عمومية، وتجريدًا في تحليل عمليات التفكير.
ومن أمثلة عمليات التفكير، الجمع والطرح والضرب والقسمة والمطابقة والتصنيف والترتيب، كما توجد عمليات "دون منطقية" infra-logical تتناول علاقات الموضع والمساقة، وعلاقات الجزء بالكل، وذلك بالنسبة للأشياء الحقيقية؛ لأن العمليات محسوسة كما قلنا.
وقد اهتم بياجيه في هذه المرحلة بأبنية منطقية تظهر فيها العمليات، يسميها "التجمعات groupments"، ويوجد منها 9 أنواع، ثمانية أنواع منها أولية، ونوع واحد فقط يعد ثانويًّا، ومن بين الأنواع الثمانية الأولية تظهر أربعة منها في عمليات أو قواعد يمكن تطبيقها على الفئات "التي تعتمد على التصنيف"، وتظهر الأربعة الأخرى في علمياتٍ تطبق على العلاقات "التي تعتمد على الترتيب"، وتوحد في كل حالة عمليات ثابتة لا تتغير هي عمليات التركيب والارتباط والذاتية والمقلوبية.
ولعل التغير الجوهري الذي يطرأ على الطفل في هذا الطور أنه يستطيع التفكير باستخدام المعلومات التي يدركها إدراكًا مباشرًا، كما يصبح أكثر مرونةً في استخدام هذه المعلومات، فعلى عكس طور ما قبل العمليات الذي يعتمد فيه الطفل في حَلِّ المشكلات على خاصية واحدة في الشيء المدرك، نجده يصبح الآن قادرًا على أن يحوّلَ انتباهه من خاصيةٍ إدركيةٍ في الشيء الذي يدركه إلى خاصية أخرى، بل قد يتعامل مع عدة خصائص في وقت واحد، ويترتب على ذلك قدرة الطفل على تجميع ملاحظات وعمليات عديدة في مفهوم واحد، متجاوزًا بذلك الحاجة إلى المعالجة الفيزيائية للتحول من حالة لأخرى. إن الطفل في هذه المرحلة يبدأ في الانتباه إلى ما هو مهم، وتجاهل ما هو غير مرتبط أو منبت الصلة، وبالتالي يميز السمات والخصائص الجوهرية لتجميع الشياء تجميعًا منطقيًّا في فئات فيما يسمى تكوين المفاهيم Concep Formition. ويؤدي التحرر من كلٍّ من التمركز حول الذات والمركزية في الإدراك في زيادة المرونة في التفكير، كما تزداد القدرة على بناء فئات فرعية، وكذلك الوصول إلى تصنيفات متعددة منفصلة أو متداخلة أو هرمية. ومن أهم خصائص تفكير الأطفال في هذه المرحلة، ما أشرنا إليه من التحرر من التركيز على خاصية واحدة، أو بُعْدٍ واحدٍ في الشيء أو الحدث، وهذه العملية تسمى اللا تمركز decentration، وتبدأ بالفعل قبل ظهور التفكير باستخدام العمليات المحسوسة، ثم تصبح أكثر عمومية وشيوعًا في الاستخدام مع مشكلات أكثر تعقدًا خلال طور التمييز.
أما الإنجاز العرفي الهام الآخر الذي يظهر في هذا الطور، فيتمثل في قدرة الطفل على قلب أو عكس عمليات تفكيره، ومثال ذلك: أن الطفل يستطيع أن يجري ذهنيًّا عمليات قلب أو عكس مكاني حين يحاول وضع فردة الحذاء اليمنى في القدم الأيمن لشخص آخر بالمقارنة بقدمه، وتسمى هذه العملية "المقلوبية" Reversibiliy"، وتعتمد على عملية أساسية أخرى هي عملية التعدي Transitivity، أو ما يسميه بياجيه: الاستدلال التحويلي Transformational Reasoning، فحالما يستطيع الطفل أن يبدأ تفكيره من نقطة معينة "أ"، ويفهم جميع الخطوات التي تؤدي إلى نقطة أخر "ب"، فإنه يستطيع أيضًا أن يمتد بهذا المسار إلى نقطة ثالثة "جـ"، وهذه العملية تظهر في طفل المرحلة الابتدائية في صورة تعدي لخاصية التساوي من نوع أ=ب، ب=جـ، إذن: أ=جـ، وهي عملية أساسية في التفكير المنطقي.
ونعود إلى خاصية المقلوبية، فحالما يستطيع الطفل القيام بعملية التعدي
يمكنه أن يتابع هذا المسار المعرفي من نقطة إلى أخرى، أو يعكسه، أو يدور حوله، أو يغيره دون أن يفقد خصائصه الأصلية، ومن ذلك مثلًا أن يصنع الطفل طائرة ورقية، ثم يفرد الورقة ليرى خطوط الطي، كما يستطيع استخدام نفس السلم الموسيقي صعودًا وهبوطًا، وقد يفك اللعبة إلى أجزائها، ثم يعيد تركيبها، وتعد هذه أيضًا من العمليات الأساسية في فهم عمليات الجمع والطرح في الحساب.
ولكي نوضح ذلك أكثر، نذكر مثال بياجيه المشهور في تجارب ثبات الكم conservation أو المقدار، فإذا عُرِضَ على الطفل في هذا الطور إناءين متساوين مليئين بالماء، ثم صُبَّ أحدهما في إناءٍ أطول وأضيق، فإنه يحكم على مقدار الماء في هذ الحالة بأنه لم يتغير "على عكس حكمه في الطور السابق بأن المياء يزداد مقداره بعد صبه في الإناء الثاني"؛ لأن الطفل أصبح يستطيع أن يسترجع الخطوات بتتابع صب الماء من الإناء الأصلي إلى الإناء الآخر، كما أن الطفل أصبح أكثر قدرة على اللا تمركز؛ بحيث أصبح إدراكه يشمل كلًّا من طول الإناء وعرضه معًا عند الحكم على مقدار الماء في كلٍّ من الإناءين، ولهذا يحكم عليهما بأنهما متساويان.
وفي الحكم على أن مقدار السائل لم يتغير رغم تغير الأواني، يظهر الطفل ما يسميه بياجيه القدرة على إدراك ثبات الكم أو المقدار، وهكذا يدرك الطفل أن بعض جوانب الأشياء أو المواد لا تتغير، حتى ولو تعرضت لبعض التحولات، وبذلك يظهر الطفل بعض الثبات الإدراكي للعالم الخارجي، ومع اكتساب هذ المهارة يصبح قادرًا على التنبؤ بما يحدث للأشياء المادية التي يحتك بها في حياته اليومية.
وكان بياجيه وإنهلدير "Piaget & lnhelder" يريان أن جميع الأطفال يمرون بنفس المراحل في اكتساب ثبات الحكم لجميع خصائص الأشياء، إلّا أن البحوث التالية كشفت عن أن ثبات الخصائص المختلفة تظهر في أعمار مختلفة، فثبات الأعداد يظهر في حوالي السادسة من العمر، فعند هذه السن يدرك الطفل أن الأعداد متساوية بصرف النظر عن طريقة تنظيمها "في أكوام أو صفوف، إلخ"، ويظهر ثبات الكتلة في سن السابعة، وحينئذ يدرك الطفل بأن كتلتين من الصلصال تكونان متساويتين من حيث كمية ما فيهما من الصلصال، بصرف النظر عن الشكل الذي تكون عليه "كرة أو خيط طويل"، وفي سن التاسعة يظهر ثبات الوزن حيث يدرك أن كرتي الصلصال متساويتان في الوزن، بصرف النظر عن الشكل الذي يكون عليه كل منهما، أما ثبات الحجم volum
فلا يظهر إلّا في سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة "مطلع المراهقة"، ويقاس ثبات الحجم بإدراك الطفل لمقدار السائل المزاح "حجم الماء" نتيجة وضع إسطوانتين معدنيتين فيه على التوالي تكونان متساويتين في السعة، ومختلفتين في الوزن، ويحتاج الأمر أن يكون الطفل أكثر نضجًا لكي يدرك أن المتغير الأساسي في تغيير حجم السائل هو سعة size الشيء الذي يوضع فيه، وليس وزنه، فالأشياء ذات السعة الأكبر تزيح كمية من السائل أكبر من الأشياء الأصغر.
وكان بياجيه يعتقد أن الأطفال من جميع الثقافات يظهرون القدرة على ثبات المقدار لمختلف الخصائص بنفس الترتيب السابق، على الرغم من أن معدَّل اكتسابهم للمفاهيم المختلفة قد يختلف تبعًا لاختلاف الخبرات التي يتعرضون لها "كخبرة دخول المدرسة أو عدم دخولها". ومعنى ذلك عنده: أن ثبات العدد يسبق ثبات الكم، ويسبق هذا ثبات الوزن، ويكون ثبات الحجم هو آخر ما يكتسبه الطفل "Brainred 1978"، إلّا أن بعض الدراسات التي أجريت على ثقافاتٍ غير غريبة -ومنها مصر- أظهرت أن هذا التتابع ليس بالضرورة صحيحًا "سنية جمال عبد الحميد، 1987".
ويوجد مظهر آخر لاختلاف تفكير الطفل في هذا الطور عن تفكير طفل طور ما قبل العمليات، في أن تفكير طور التمييز يتسم بالقدرة على إدراك التحويلات transformations، والتي تؤدي إلى تغيير الشيء من حالة إلى أخرى، ويمكن للطفل أن يكوِّن صورة ذهنية كلية عن سلسلة من الأحداث، كما يستطيع أن يصف هذه السلسلة التي قد تتضمن الماضي والحاضر والمستقبل، دون أن يكون في حاجة إلى أدائها مرة أخرى. وهذا على عكس طفل الطور السابق الذي لا يستطيع مثل هذا الوصف، ويحتاج إلى أداء الأحداث أداءً فعليًّا؛ لأنه متمركز في الحاضر فقط، وإحدى النتائج العملية لهذا الوعي أن الطفل يصبح أكثر قدرة على الاستفادة من قواعد التحكم في سلوكه، وخاصة حين يخبر عن نواتج أخطائه السلوكية نحو ذاته والآخرين. فالطفل في الطور السابق يركز انتباهه على حالة العقاب الراهنة، بينما هو الطوار الحالي أكثر قدرة على ربط العقاب الذي يتعرض له بسلوكه في الماضي والمستقبل.
ومن العمليات المعرفية الهامة التي تظهر في هذا الطور القدرة على التصنيف classification، التي تعتمد على القدرة على تكوين المفهوم وبناء الفئات التي أشرنا إليها، ويشمل ذلك القدرة على تحديد العناصر الراهنة التي تؤلف الفئة، أو ما يسميه بياجيه: مفهوم النطاق الداخلي للفئة class intension، والقدرة على
إعداد قائمة بالعناصر الجديدة التي يمكن أن تتضمنها الفئة، أو ما يسميه بياجيه: النطاق الخارجي للفئة class extension، وخلال سنوات المدرسة تزداد مهارات الطفل في التجمع وربط هذه التجمعات بعضها إلى بعض؛ ففي سن السابعة يستطيع الجمع باستخدام فئة العدد "5" أو"10" ومضاعفاتها، وفي سن الثامنة يستطيع استخدام فئة العدد "2" ومضاعفاته، وإحدى الهوايات الشائعة لدى أطفال هذا الطور "من 7-12 سنة" جمع الأشياء "طوابع البريد، الملصقات، العينات، إلخ"، ثم تصنيفها تبعًا لأبعاد مختلفة عديدة: اللون، الحجم، المحتوى، النوع، إلخ.
وتوجد عملية معرفية هامة أخرى تظهر في هذا الطور، وهي عملية التسلسل seriation، ويُقْصَدُ بها: القدرة على ترتيب الأشياء تبعًا لمتصل كمي، فإذا عرضت على الطفل مجموعة من العصي ذات الأطوال المختلفة، فإنه يستطيع ترتيبها من الأقصر إلى الأطول أو العكس "piaget lnheldr 1959". ولعلنا نذكر أن طفل الطور السابق "قبل العمليات" يستخدم في مثل هذه الحالة المقارنات العشوائية بين أزواج الأشياء بدلًا من المقارنة المنظمة المنسقة التي تبدو في طور العمليات العيانية.
وهكذا فإن قدرة الطفل في طور التمييز على التفكير تكون أكبر من قدرة الطفل الأصغر سنًّا، إنه يستطيع التعامل مع عدة متغيرات في وقت واحد، ويتضح هذا على سبيل المثال من التعامل مع عدة متغيرات في وقت واحد، ويتضح هذا على سبيل المثال من التعامل مع الزمان والمكان معًا "كما هو الحال في الجغرافيا والتاريخ" أو مع السرعة والمسافة "كما هو الحال في الرياضيات"، إلّا أن ما يجب أن نؤكده أن قدرة الطفل في هذه المرحلة على التعامل مع عدة متغيرات في وقت واحد تكون في بدايتها، ولا تعني نهاية هذه المرحلة وصول هذه الخاصية إلى اكتمال النضج المعرفي، وعلى هذا، فعلى الرغم من أن طفل المدرسة الابتدائية يظهر قدرًا من الموضوعية، إلّا أنه توجد فروق بين الأطفال في بداية هذه المرحلة ونهايتها، وهي فروق تؤثر في قدرة الطفل على التفكير، ومن ذلك مثلًا: أن قدرة طفل هذه المرحلة على فهم الأفكار والمفاهيم أكبر بوضوح من قدرة الطفل في المراحل السابقة، ومع ذلك فإن طفل المدرسة الابتدائية قد يواجه صعوبة مع التجريدات التي تقع خارج نطاق خبرته، أو التي لا يدركها بالتمثيل Representaion "أو التصور الذهني".
وعمومًا نستطيع القول أنه باتساع عالم الطفل عند دخوله المدرسة تتزايد أيضًا ميوله، ومع تنوّع ميوله وألعابه يزداد فهمه للناس والأشياء التي لم يكن لها
معنى في المراحل السابقة، ولا يزيد فهمه للبيئة عن طريق التعليم الرسمي الذي يتلقاه في المدرسة فحسب، ولكنه يزيد أيضًا من وسائل الإعلام، وخاصة السينما والراديو والتليفزيون والفيديو، ومن تبادل الأفكار مع أقرانه، ومن قدرته على القراءة، وبالنمو السريع في تكوين مفاهيم جديدة في هذا العمر مع عدم وجود وفرة كافية من المعلومات تقوم بدور المراجعة النقدية على تكوين هذه المفاهيم، تكثر لدى الطفل الأخطاء؛ فكثيرًا ما يخطئ في تقدير الزمن، كما قد يكوّنُ مفهومًا خاطئًا عن الذات إذا قلَّلَتْ الجماعة من قدراته، أو بالغت في تقديرها، وقد يمارس حاسة الفكاهة بشكل فج، وقد يحكم على الشخصية الكلية للآخر في ضوء سمة أو سمتين فقط، وليس في ضوء نمط الشخصية ككل، وبمرور الوقت، وبزيادة الخبرة، يصبح الطفل أكثر نقدًا في تقديراته، ويصاحب ذلك نقصان تدريجي في أخطاء الإدراك.
ومن خبرات الطفل المباشرة يكتشف معنى المكان، وباستخدام المقاييس المختلفة "الأوزان والأطوال" يتعلم معنى الوزن بالجرام والكيلو جرام، والقياس بالسنتيمتر والمتر والكيلو متر، ويساعده العمل المدرسي في الحساب على تكوين أفكار أوضح عن المكان والمسافة، مما لو ترك وحده لخبراته الشخصية. كما أن الأعداد تأخذ معانٍ جديدة عندما يبدأ في استخدام النقود، وحين يبدأ في حلِّ مسائل الحساب، ودراسة التاريخ والجغرافيا، مع التأكيد على عادات وتقاليد وطرق حياة الناس في البلدان الأخرى، وفي عصور مختلفة من التاريخ تزيد من معنى مفهوم الزمن، حتى الجدول المدرسي واليوم المدرسي، وما يصاحب ذلك كالجرس والحصص على فترات منتظمة، تساعد الطفل على تقدير الزمن بدقة أفضل مما كان يفعل في المراحل السابقة.
ومن الخبرات الواسعة في المدرسة يمكن لطفل مرحلة الطفولة المتأخرة أن يكوّن مفاهيم واقعية عن الأشياء الصحيحة، فلم يعد مستساغًا أن يعزو صفات الحياة إلى جميع الأشياء غير الحية، كما كان يفعل من قبل. وبعض الأطفال في هذا السن يواجهون صعوبة التمييز بين ما هو حي، وما فيه صفات حية؛ مثل القمر والنهر. كما أنه يصبح واقعيًّا حول مفهوم الموت ويدرك معناه، إلّا أنه لا يهتم كثيرًا بما بعد الموت، ويعود هذا إلى عدم اهتمامه عمومًا في هذا السن بالدين كموضوع شخصي، ويزداد مفهوم الذات وضوحًا عندما يرى الطفل نفسه في عيون المعلمين والأقران، وليس في عيون الوالدين فقط، ويستفيد أيضًا في توضيح مفهومه عن ذاته بالمقارنة بين قدراته الآخرين من زملائه، ويصبح واعيًا بالفروق الجنسية، والأدوار الجنسية التي هي بطبيعتها جزء من مفهوم الذات.