الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التغيرات الجوهرية في طور أرذل العمر:
أشرنا في الفصل السابق -حول الشيخوخة- إلى أن الإنسان في عمره الثالث من نموه يتعرض لتحديات توافقية خاصة تتزايد حدتها مع مزيد من التقدم في العمر، وتتلخص هذه التحديات في الفقدان الشخصي والعجز الجسمي والتحيزات الثقافية، وتتداخل هذه المجالات الثلاثة في وقت واحد، ومن أمثلة ذلك ما نلاحظه أحيانًا من ضعفٍ في قدرة المسن على القراءة؛ فقد يرجع ذلك إلى ضعفٍ جسميٍّ مثل تدهور قوة البصر أو الشعور بالألم في العين أثناء القراءة، وقد يرجع إلى السأم من المواد التي سبق له قراءتها عدة مرات، ولا تتوافر له إمكانات الحصول على الجديد، أو إلى الإجهاد النفسي الناجم عن فقدان الدور أو الاكتئاب، ومن الممكن أيضًا أن يكون السبب الجوهري في ذلك الاعتقاد الاجتماعي السائد في أن الشخص الطاعن في السن يفتقد القدرة على الفهم، وهذه العملية المتعددة أو المعقدة تؤكد أن الظواهر النفسية والجسمية ترتبط فيما بينها في طور الشيخوخة المتأخرة.
ولهذا فمن الضروري عادةً أن يسعى المسنون -وخاصة من يبلغ من العمر 75 عامًا أو يزيد- إلى التوافق جسميًّا ونفسيًّا لضعف الوظائف الجسمية والأمراض المزمنة، أما الأشخاص الذين لا يستطيعون تكامل هذه التغيرات مع إحساسهم بالذات، قد يشعرون بالنقص في تقديرات الذات، ويجدون أنفسهم في موقف ضاغط أو مجهد.
صحيح أن الإنسان في أيّ مرحلة نمائية يظهر بعض الاضطراب السلوكي وسوء التوافق في ظروف الضغط أو الإجهاد، والخصائص الثلاثة لسوء توافق المسنين في أرذل العمر التي أشرنا إليها فيما سبق يمكن أن تظهر أيضًا في أيّ سنٍّ؛ فالشعور بالضيق والكرب والتعاسة قد ينشأ لدى الإنسان -في أي عمر- نتيجة حزنه الشديد على فقدان عزيز، ونقص الكفاءة قد يظهر أيضًا في أيِّ سن إذا كانت المطالب أكبر من قدرات الفرد، أو إذا عومل على أنه لا يتوقع منه إلا الفشل، وإزعاج الآخرين قد يترتب على سلوك الشخص في أي سن أيضًا، نتيجة عدم الحساسية، أو نقص الفهم للموقف الذي يوجد فيه، أو التغير في أسلوب الحياة داخل الأسرة، إلّا أن هذه الخصائص جميعًا إذا حدثت في أيّ طور آخر غير أزذل العمر تكون مؤقتة، وتتطور نحو الأحسن "أو الأفضل"، إلّا في هذا الطور فإنها تظل مستقرة إن لم تتدهور نحو الأسوأ "أو الأرذل".
وصحيح أيضًا أن الإنسان تحت ظروف الضغط أو الإجهاد قد يظهر في أي مرحلة عمرية بعض الميكانيزمات الدفاعية للتعامل مع الظروف المهددة لتوافقه.
وهذا ما يحدث أيضًا في طور أرذل العمر؛ فمعظم الحيل اللاشعورية التي تفيض بها المؤلفات المتخصصة تظهر في هذا الطور، وخاصة الإنكار والتبرير والإسقاط
والتقمص وتكوين رد الفعل والخُلْفَةِ أو العناد وأحلام اليقظة والانسحاب والنكوص التي تحدث لا شعوريًّا ولا يتلفظ بها المسنون، كما أن بعضهم يتلفظ بما لا حصر له من الشكوى والتذمر، ومنهم من يظهر بالفعل أمراضًا جسمية لها الطابع السيكوسوماتي Psychosomatic؛ فالمرض الجسمي، مهما كان خطيرًا، أهون من الاعتراف بالتقدم في السن، والمرض -مهما طال- قابل للعلاج، أما التقدم في الشيخوخة فلا علاج له، ناهيك بالطبع عن الأمراض العصابية والذهانية التي تظهر في هذا الطور، والتي سنتناولها بالتفصيل فيما بعد.
ومع دخول المسن طور أرذل العمر يزداد التدهور الذي شهدناه في طور الشيخوخة حدة وشدة، وفي رأينا أن الفرق بين الشيخوخة وطور أرذل العمر هو فرق في الدرجة والنوع معًا؛ فالتدهور في الطور الأول أقل حدَّةً ويمكن التعامل والتعايش معه، أما مع أرذل العمر فهو تدهور عنيف يصاحبه تغير كيفي في سلوك المسنين، ونعرض فيما يلي لجوانب هذا التغير الذي حظيت بالبحث العلمي في السنوات الأخيرة.
تبدأ معالم أرذل العمر حين يتعرض المسن لتغيرات جسمية ونفسية وعقلية حادة، ومن العمليات الفسيولوجية التي تحدث في هذا الطور فشل أعضاء الجسم في القيام بوظائفها، صحيح أن هذه العملية طويلة الأمد وتحدث منذ وقت مبكر في حياة الإنسان، إلّا أن خلل الوظائف وفشلها يظهر بوضوح في هذا الطور، وقد يتطور إلى مرض عضال، وقد وصفت "Kubler-Ross، 1965" خطوات الاستجابة لمعرفة المريض بالظرف الصحي القاتل، وكانت الممارسة الطبية في الماضي عدم إخبار المريض بذلك رأفةً به، أما الآن فإن الرأي الطبي السائد ضرورة إخبار المريض بالحقيقة حتى يمكن إجراء التوافقات اللازمة من النواحي النفسية والاجتماعية، وتتلخص استجابات المسن لمعرفة حقيقة مرضه العضال فيما يلي:
1-
الإنكار والعناد: الاستجابة الأولى المعتادة للشخص الهرم عند معرفته بأن مرضه هو المرض الأخير -وقد يكون مرض الموت- هي الصدمة متبوعة بالإنكار والتبرير، ومن ذلك القول بأن الأطباء مخطئون، أو أن التشخيص غير صحيح، وفي الحالات المتطرفة يرفض الهرم العلاج، ويصر على القيام بمهامه المعتادة، ومعظم المرضى الذين يستخدمون حيلة الإنكار بحدَّةٍ خلال مرضهم، هم أولئك الذين تعودوا على التعامل مع مواقف الحياة الصعبة بهذه
الطريقة، وفي الواقع فإن حيلة الإنكار تؤدي إلى مزيدٍ من تدهور الحالة وخطورتها كما هو الحال حين يرفض الشخص طلب الرعاية الطبية عند بداية المرض، وفي العادة يعتمد المسن على الإنكار في بداية المرض أو ربما بعد ذلك بقليل، ولكنه حين يواجه الحقيقة يصبح شخصًا لا يُطَاقُ، ويتحول إلى حيلة مضايقة للآخرين وإزعاجهم، سواء كانوا من الأقارب أو الأطباء أو المرضى، وتصبح حيلة الإنكار "والعناد المصاحب لها" عنيفة، ويتمثّل ذلك في رفض العلاج أو المكابرة في محاولة إصدار أنماط سلوك لا يستطيعها.
2-
الغضب: مع امتداد فترة المرض الأخير -مرض الموت- بالمسن تصبح صيحته اليومية "لماذا أنا كذلك؟ " وبهذه ينتقل إلى مرحلة أخرى لا يرضى عنها بحاله، ويصبح غاضبًا من كل شيء وكل شخص يوجد في عالمه، وقد يصاحب ذلك نوع من الغيظ من الأصحاء، وخاصة أولئك الذين يقومون برعايته. وقد يمتد غضبه إلى الناجحين والقادرين منهم، وتكون مشاعره إزاءهم مزيجًا من السخط والكراهية والحسد، حتى ولو كانوا أقرب الناس إليه "أبنائه مثلًا".
3-
المساومة: في هذه المرحلة يغيِّر الشخص الهرم اتجاهه، ويحاول المساومة "مع الحياة"، فيظهر رغبة في الحياة، ويزداد سؤاله لله تعالى أن يمنحه "بعض الوقت" يعود فيه إلى السلوك الطيب والتعاون في العلاج، وقد يعد بتغير سلوكه، وقد يصل به الأمر أن يكرِّسَ حياته للتدين، وبعضهم يتذكر ذنوبه وآثامه في الماضي ويندم على ما فرّطَ في حق الله والعباد.
4-
الاكتئاب: حين يصبح الهرم غير قادر على إنكار مرضه، وحين يكون مضطرًا إلى القيام ببعض الجراحة أو الإقامة في المستشفى، وحين يبدأ في إظهار المزيد من الأعراض، ويصير أضعف وأنحف، فإنه لا يستطيع تجاهل ذلك كله، فيحل محل الغضب شعور بالفقدان العظيم، وحينئذ يدخل المرء في مرحلة الاكتئاب العميق.
5-
التقبل: وأخيرًا فإن الشخص الهرم يقبل الحقيقة، لقد انتهى الصراع وبدأ الشخص في الشعور "بالراحة النهائية بعد رحلة طويلة"، وعندئذ يكون الشخص متعبًا ضعيفًا، ينام معظم الوقت، ويظل كذلك حتى يموت.
وبالطبع لا يتطلب الأمر المرور بكل هذه المراحل حتى يموت المسن الهرم، فقد يموت الشخص في أي مرحلة من مراحل الهرم السابقة، كما أن هؤلاء الأشخاص لا تقتصر استجاباتهم على مرحلة دون سواها؛ فالمكتئب قد تصدر عنه
في نفس الوقت نوبات من الغضب، كما لاحظت الباحثة أن جميع المرضى في جميع المراحل يتمسكون بالأمل، فحتّى الأشخاص الذين أصبحوا أكثر تقبلًا وأكثر واقعية، يوجد لديهم رجاء في العيش والشفاء.
ويبدو لنا أن طور أرذل العمر هو طور موت بطيء ليس من الناحية الجسمية والفسيولوجية وحدها، وإنما من جميع النواحي الأخرى؛ فمن الدراسات التي تناولت التغيرات العقليلة والانفعالية نذكر نتائج دراستين هامتين، قام بأولاهما "Leberman، 1965" على 25 مفحوصًا من النساء والرجال المعمرين الذين يقيمون في أحد بيوت رعاية المسنين، تمتد أعمارهم بين 70، 89 عامًا، وقد طَبَّقَ الباحث علهم أربعة اختبارات تطبيقًا فررديًّا لتقويم جوانب مختلفة من نشاط الأنا والجوانب الانفعالية لديهم، وكانت الاختبارات الأربعة هي:
1-
نقل الأشكال التي تشمل أنماطًا لدوائر صغيرة ونقاطًا.
2-
النقل الحر لشكل بشري.
3-
وصف رسوم للشكل الإنساني تعرض على هيئة خطوط في ضوء المشاعر التي تستثيرها.
4-
إعادة إنتاج مثيرات معينة بعد انقضاء زمن معين.
وقد بينت النتائج أنه بعد محاولات عديدة أظهر الأشخاص الذين وصلوا إلى هذا الطور من الحياة، في مقابل من لا يزالون في طور الشيخوخة، صعوبة في تنظيم وتكامل المثيرات في بيئتهم، كما ظهر أن مستويات الطاقة عندهم تناقصت بشكل حادٍّ، ويستنتج ليبرمان من ذلك أنه تحدث تغيرات سيكولوجية منتظمة للشيوخ المتأخرين بسبب اقترابهم من الموت؛ فطور أرذل العمر هو موت بطيء، قد يطول وقد يقصر، ويرى أن الأشخاص في هذا الطور قد يشعرون بنوعٍ من الاضطراب السيكولوجي العنيف، ليس بسبب الخوف من الموت، ولكن بسبب الخلل في تنظيم العمليات العقلية مع الدخول في هذا الطور الذي يقرب المرء من الموت، والأشخاص الذين ينسحبون من الحياة في هذا الطور ربما يكونون أقرب إلى بناء نوع من القوقعة الواقية حول أنفسهم، في محاولةٍ لإحداث قدرٍ من التماسك في الأنا، وخفض الخلل والتدهور المتزايدين.
ودخول الإنسان في طور أرذل العمر يؤثِّرُ أيضًا في أدائه العقلي؛ ففي الدراسة الثانية وهي دارسة تتبعية امتدت عشر سنوات أجراها
"Riegel & Riegel، 1972" على عينة من المفحوصين من النساء والرجال الألمان، كانت أعمارهم عند بداية البحث بين 65- 85 عامًا، واستمرا معهم حتى وفاتهم، وقد طبقت عليهم بطارية اختبارات تشمل مقاييس للذكاء وتداعي الكلمات والتحصيل اللغوي والاتجاهات والميول، وقد وجد الباحثان أن الأشخاص الذين أداؤهم في اختبارات الذكاء أقل من المتوسط، هم في الواقع الأقرب إلى الموت بالمقارنة بأقرانهم الأكثر نجاحًا، ويصف الباحثان ذلك بأنه "الهبوط النهائي" terminal drop" أو بلغة القرآن الكريم "الانتكاس" النهائي، وقد حلَّلَ الباحثان درجات المفحوصين بالرجوع إلى الوراء في سني حياتهم بدءًا من لحظة الوفاة، فوجدا أن الهبوط في أداء اختبارات الذكاء يرجع إلى انتكاس فجائي في القدرة يحدث خلال السنوات الخمس السابقة على الموت، وتتفق هذه النتائج مع ما تتوصل
إليه "Leberman، 1965"، من أن المفحوصين الذين يقتربون من الموت يشعرون بخللٍ منتظم في التكامل، وبالطبع فإن هذه النتائج لا تزال في حاجة إلى مزيد من البحث للتحقق منها، كما أننا في حاجة إلى بحوث تجرى في مجتمعاتنا العربية والإسلامية حول هذا الموضوع.
ومع تحوّل المسن إلى الطور الأخير من حياته فإنه يواجه تغيرات خطيرة أيضًا في علاقاته مع الأشخاص، فيتناقص التفاعل الاجتماعي كما تتلاشى تقريبًا الأدوار الاجتماعية، باستثناء دور المريض، وبالطبع فإن العلاقات بين الأشخاص ضرورية لدعم الحياة الانفعالية والوجدانية والاجتماعية للإنسان، وما يؤثر في قدرة الإنسان في الحفاظ على هذه العلاقات ونوعيتها عوامل كثيرة؛ منها: نمط شخصيته "الاستقلال - الاعتماد خاصة"، ودرجة الصعوبات العضوية التي يعاني منها، ومفهوم الذات وإدراكها، وبالطبع فإن هذه العوامل جميعًا تكون في الاتجاه السلبي في طور أرذل العمر، ولهذا يظهر المسنون في هذا الطور طرقًا مميزة للحفاظ على هذه العلاقات.
فمع العجز في مختلف جوانب السلوك، والضعف في وظائف الجسم، يتحول المسن في طور أرذل العمر إلى الاعتماد، وحتى يبقي على علاقاته مع الآخرين يظهر لونًا من النكوص إلى أنماط مبكرة -أقرب إلى النمط الطفولي- من السلوك، وهذا النكوص هو الذي عَبَّرَ عنه القرآن الكريم بإحكامٍ وبلاغةٍ بلفظ "الانتكاس"، ومن معالم ذلك أن يبدأ الهرم المتأخر في معاملة المحيطين به "الأطباء والممرضين والأبناء" على أنهم بدائل الوالد بالنسبة له Parent surrogate، فلم يَعُدْ هو "والد" الجميع، وأكثرهم حكمة وخبرة، وإنما أصبح
ابن الجميع، ينشد رعياتهم وحمايتهم، وهذا التغير في الدور -وهو جزء من دوره كمريض- يسبب مشاكل جمة لجميع المهتمين به. إن المسن في هذا الطور -ومع هذا التدهور الانتكاسي الحاد- أصبح كالأطفال الصغار يتوقع من الآخرين -بل يطلب منهم- إشباع حاجاته الضرورية من تغذية ونظافة وإخراج، وإذا لم يفعلوا يلجأ إلى حيل الأطفال "مثل التبول أو التبرز في الفراش"، بل قد يصل الأمر إلى اعتبار ذلك حقَّه في الرعاية، وسدادًا لدين قديم "على الأبناء خاصة"، حين كان يتولى هو رعايتهم في هذه الأمور حين كانوا أو كان أبناؤهم صغارًا، وفي نفس الوقت يحتفظ أحيانًا بحقِّه في اتخاذ القرار - كالتصرف في أمواله، وبالطبع فإن هذا التصرف قد يكون -كتصرف الأطفال- سفيهًا، ومن هنا جاءت حكمة الفقه الإسلامي في الحجر على تصرفات السفهاء -ومنهم سفهاء أرذل العمر.
ومن معالم سلوك أرذل العمر -الشبيه بسلوك الأطفال الصغار- الغيرة، إلّا أن التعبير السلوكي عنها يختلف، فإذا كان الطفل الصغير يعبر عن غيرته من شقيقٍ جديدٍ له وُلِدَ حديثًا بمصِّ أصابعه، فإن الهرم المتقدم في السن يظهر غيرته "وخاصة من الناجحين ممن هم حوله، وقد يكونون من أبنائه" بإظهار ألوان شتّى من الاضطرابات الوظيفية والعضوية، ومنها الاكتئاب، أو الشعور بالذنب، أو احتقار الذات، وقد يظهر أحيانًا ما يشبه سلوك الطفل فعلًا كالعناد والشكوى المستمرة.
وعادة ما يستبدل المسنون في هذا الطور "السلع" المادية بالسلع المعنوية والوجدانية في علاقاتهم بالآخرين، فمع زوراهم يركزون على تقديم الطعام والهدايا والنقود لهم حتى يعاودوا زيارتهم، ويكمن وراء ذلك السلوك خوف عميق من أن يكون اعتبارهم الشخصي في ذاته ليس حافزًا قويًّا يدفع الآخرين لزيارتهم، وهم في ذلك أشبه بالطفل المنبوذ الذي يسعى لجذب انتباه الكبار بالوسائل المادية؛ كتقديم قطعة من الحلوى للوالد حتى يظل إلى جواره أطول فترة ممكنة.
وحين يواجه المسنون في أرذل العمر بالحقيقة، وهي أنهم فقدوا علاقاتهم الشخصية، فإنهم يتحولون إلى التمركز حول الذات، إلّا أن التمركز حول الذات في هذا الطور يختلف عنه في طوري المراهقة أو الشيخوخة، إنه هنا أقرب -مرة أخرى- إلى تمركز الطفل حول ذاته، حيث يعيش في الحاضر فقط، ويظهر لونًا متطرفًا من النرجسية، ومع هذه النرجسية المتطرفة يشعر المسن في هذا الطور بحاجته للإبقاء على علاقته مع الآخرين حتى يشعر بأنه إنسان حي، ويؤدي ذلك