الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدِّمَة:
اللهم لك الحمد كما نقول وخيرًا مما نقول، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، حمدًا يوافي نعمك ويكافئ مزيدك، اللهم صلِّ على سيدنا محمد خاتم رسلك، وخيرتك من خلقك، وصفوتك من عبادك، البشير النذير والسراج المنير، وسلم تسليمًا كثيرًا أفضل صلاة وأزكى تسليم، كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد البشير النذير، والسراج المنير، وعلى آل محمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد. وارضَ اللهم عن أصحابه الأبرار واجزهم عن دينك وكتابك خير الجزاء، واشمل اللهم التابعين وأئمتنا وعلماءنا وشيوخنا برحمتك ورضاك. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا، واجعل ذلك خالصًا لوجهك الكريم زادًا لنا يوم ينفد الزاد ولا يسأل حميم حميمًا .. أما بعد فمن نعم الله تبارك وتعالى التي لا تُحصى أن وفقنا وجعلنا دعاة للخير، وهذا هو القسم الثالث الذي أتناول فيه مناهج المفسرين في العصر الحديث، فلقد أتم الله علينا النعمة وله الشكر والمنة بإتمام القسمين الأولين اللذين ضمنتهما: الجزء الأول: القسم الأول: نشأة التفسير وأساسياته، والقسم الثاني اتجاهات التفسير.
ولقد ترددت كثيرًا في كيفية ترتيب هذا الجزء، أأتحدث عن المفسرين من حيث أزمنتهم، أم من حيث أمكنتهم أم من حيث مدارسهم، وآراؤهم، أم من حيث الترتيب الذي سلكوه في تفاسيرهم، أم من حيث الإيجاز والإطناب، أم من حيث إتمامهم لتفاسيرهم وعدم إتمامها، كل هذه كانت خواطر، وكان المسلك الذي هديت إليه راجيًا - من الله أن يكون صوابًا - الحديث عن المفسرين من حيث مدارسهم والصبغة التي عرفت بها تفاسيرهم، فقسمت هذا الباب إلى مدارس أربع.
الأولى: المدرسة العقلية الاجتماعية، وأعني بها مدرسة الإمام محمد عبده أو مدرسة المنار، وسنتحدث فيها عن:
1 -
الأستاذ محمد عبده.
2 -
الأستاذ محمد رشيد رضا.
3 -
الشيخ عبد القادر المغربي.
4 -
الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي.
5 -
الشيخ أحمد مصطفى المراغي.
6 -
الأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت.
7 -
الأستاذ الشيخ عبد الجليل عيسى.
الثانية: المدرسة العلمية الكونية، وأعني مدرسة الشيخ طنطاوي جوهري.
وسنتحدث فيه عن تفسيره جواهر التفسير.
الثالثة: المدرسة التربوية الوجدانية، وأعني بها مدرسة ظلال القرآن للأستاذ الشهيد سيد قطب، ونتحدث فيه عن تفسيره في ظلال القرآن.
أما المدرسة الرابعة فهي مدرسة الجمهور، ونعني بمدرسة الجمهور تلك التي لم تسترسل ولم تغال في تحكيم العقل، حتى إنها لترد بعض ما صح من الأحاديث والآثار - كما رأينا في مدرسة المنار - وتلك التي لم تغال في تفسير آي القرآن الكريم بما جاء في العلم الحديث، سواء أكان من النظريات العلمية أم من الحقائق، وليس معنى هذا أن مدرسة الجمهور لم تعرض لهذين النهجين، بل إنها لم تغال تلك المغالاة التي رأيناها في مدرسة المنار، ومدرسة الشيخ طنطاوي جوهري كما أننا لا نجد لها تلك الخصائص التي وجدناها في مدرسة التربية الوجدانية، ونعني مدرسة الظلال، وإن كان في بعضها كثير من آثار هذه المدرسة.
وعلى هذا فإن جل التفاسير في العصر الحديث، يمكن أن نصنفها من هذه
المدرسة أعني مدرسة الجمهور
…
ولما كان هذا التصنيف قد يصعب لكثرة هذه التفاسير فقد رأيت تيسيرًا للأمر ومن الله التيسير، وتسهيلًا على القارى أن نقسم التفاسير في هذه المدرسة إلى أنماط، وأن نميز كل نمط من غيره على الترتيب التالي:
أولًا: تفاسير منهجية: أراد منها مؤلفوها أن تدرس لطلاب الجامعات ويمثل هذا النمط التفسير الوسيط الذي صدرت منه عدة أجزاء للأستاذين: الأستاذ الفاضل مربي الأجيال الدكتور أحمد السيد الكومي رحمه الله، والأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر في هذه الأيام، الذي كان مدرسًا في كلية أصول الدين، ثم صدر هذا التفسير بعد ذلك دون أن يكون للأستاذ الكومي رحمه الله أيّ ذكر، وهذا مما يؤسف له.
ثانيًا: تفاسير تقليدية، وهذه التفاسير منها ما هو موجز طبع مع المصحف الشريف، ومنها تفاسير مطولة، وهذه ليست سواء، فمنها ما أطال المفسر فيه النفس، ومنها ما هو دون ذلك، فمن التفاسير الموجزة:
1 -
تفسير الأستاذ محمد فريد وجدي الذي كتبه عام 1321 هـ.
2 -
تفسير العلامة الشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية سابقًا، رحمه الله.
3 -
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله.
ومن التفاسير المطولة:
1 -
تفسير القاسمي للشيخ محمد جمال الدين القاسمي رحمه الله.
2 -
التحرير والتنوير لابن عاشور رحمه الله.
3 -
تفسير الشنقيطي (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) للشيخ محمد أمين الشنقيطي رحمه الله.
4 -
تفسير القرآن بالقرآن لعبد الكريم الحظيب رحمه الله.
5 -
تفسير الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله.
6 -
تفسير الدكتور وهبي الزحيلي.
ثالثأ: النمط الدعوي في التفسير، وقد جاء جلها مقالات في الصحف والمجلات ونتحدث إن شاء الله في هذا النمط عما يلي:
1 -
تفسير الشيخ ابن باديس رحمه الله.
2 -
تفسير الشيخ حسن البنا رحمه الله.
3 -
تفسير الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله.
4 -
تفسير الشيخ إبراهيم الجبالي رحمه الله.
5 -
تفسير أبي الأعلى المودودي رحمه الله.
6 -
تفسير الشيخ النورسي رحمه الله.
7 -
تفسير الشيخ سعيد حوى رحمه الله.
8 -
تفسير الشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله.
9 -
تفسير الأستاذ أحمد مظهر العظمة رحمه الله.
10 -
تفسير الشيخ محمد محمود الصواف رحمه الله.
رابعًا: تفسير ألقاها أصحابها دروسًا على أشرطة ثم فرغت وسنتكلم عن:
1 -
تفسير الشيخ الشعراوي رحمه الله.
2 -
تفسير الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله.
خامسًا: تفاسير خالف أصحابها المفسرين من حيث الترتيب، حيث لم يبدءوا تفاسيرهم حسب ترتيب المصحف الشريف، بل حسب ترتيب النزول كما ادعوا وسنتحدث عن تفاسير ثلاثة:
1 -
التفسير الحديث للأستاذ محمد عزة دروزة رحمه الله.
2 -
بيان المعاني لعبد القادر ملا حويش رحمه الله.
3 -
معارج التفكر للأستاذ عبد الرحمن حبنكة الميداني ابن العلامة - المجاهد الشيخ حسن حبنكة رحمه الله تعالى.
كما سأتحدث إن شاء الله عن بعض الموضوعات القرآنية التي كثرت فيها الآراء واختلفت حولها أقوال العلماء، مثل اختلافهم في ذي القرنين ويأجوج ومأجوج وغيرهما من القضايا، وكثير من هذه القضايا ذكرها الكاتبون ذكرًا مستقلًا.
سادسًا: بعض تفاسير الفرق من غير أهل السنة، وسأتحدث عن:
1 -
تفسير الميزان للطباطبائي رحمه الله.
2 -
تفسير الشيخ محمد حسين فضل الله رحمه الله وهما من تفاسير الشيعة.
كما سنختار بعض تفاسير الإباضية، وقد تكون هناك تفاسير غير ما ذكرت، وسأحاول أن أسير على هذا الترتيب الذي ذكرت، لكنني قد أخرج عنه فأقدم أو أؤخر حسب المادة الموجودة المتوافرة، والله ولي التوفيق. ومن الله وحده أستمد العون وعليه وحده أتوكل، وهو حسبي ونعم الوكيل.
وسأتحدث في هذا الجزء، من هذه المدرسة عن:
1 -
تفسير القاسمي.
2 -
التفسير الوسيط.
3 -
تفسير الأستاذ محمد فريد وجدي.
4 -
صفوة البيان لمعاني القرآن للشيخ حسنين مخلوف.
5 -
تفسير الشيخ السعدي.
6 -
تفسير ابن باديس.
7 -
تفسير الشيخ حسن البنا.
8 -
الأستاذ الأكبر الشيخ محمد الخضر حسين.
والله أسأل أن يوفق لإتمامه كما أتم القسمين السابقين، إن ربي قريب مجيب، سميع الدعاء. والله ولي التوفيق، ومن الله وحده أستمد العون وعليه وحده أتوكل، وهو حسبي ونعم الوكيل. وصلى الله وسلم تسليمًا كثيرًا وبارك على سيدنا محمد وآله، ورضي الله عنه الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
فضل حسن أحمد عباس
الجمعة/ الرابع عشر من ربيع الثاني 1427 هـ
الثاني عشر من شهر أيار سنة 2006 م