الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(لطيفة: الذرية مثلثة ولم تسمع إلا غير مهموزة اسم لنسل الثقلين
…
).
وقوله عند تفسيره لقوله تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} [البقرة: 276]
…
فوائد الأولى قال القاشاني: لأن الزيادة والنقصان إنما يكون باعتبار العاقبة والنفع في الدارين
…
) (1).
عنايته بالقضايا العلمية:
يظهر من خلال تفسير القاسمي رحمه الله تعالى اهتمامه بالمسائل العلمية وبالآيات ذات المضامين العلمية، ولكنه مع ذلك لم يتحدث عن جميع الآيات التي فيها إشارات إلى العلم، ويظهر اهتمامه من خلال نقله عن بعض علماء الفلك.
من ذلك نقله عنه عند تفسيره لقوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ} [البقرة: 22] حيث قال: (قال بعض علماء الفلك في معنى الآية: أي كالبنيان يشد بعضه بعضًا فجميع السماوات أو الكواكب كالبناء المرتبط بعضه ببعض من كل جهة، المتماسك كأجزاء الجسم الواحد بالجاذبية التي تحفظ نظامها في مداراتها، وهو جذب الشمس لها).
ونقله كذلك عن بعض علماء الفلك بعد تفسيره لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 29] قال (2): (تنبيه: قال بعض علماء الفلك: السماوات السبع المذكورة كثيرًا في القرآن هي هذه السيارات السبع، وإنما خصت بالذكر - مع أن السيارات كثر من ذلك؛ لأنها أكبر السيارات وأعظمها، على أن القرآن الكريم لم
(1)(4/ 710).
(2)
(2/ 91). وسأقوم بنقل العبارة كلها كاملة كما هي في كتابه، وإن كانت طويلة، لما يترتب على ما فيها من أمور خطيرة تؤخذ على القاسمي رحمه الله.
يذكرها في موضع واحد على سبيل الحصر فلا ينافي ذلك أنها أكثر من سبع.
وقال بعض علماء اللغة: إن العرب تستعمل لفظ سبع، وسبعين، وسبعمائة للمبالغة في الكثرة: فالعدد إذن غير مراد، ومنه آية (سبع سنابل) وآية (والبحر يمده من بعده سبعة أبحر) وآية (سبعين مرة) والله أعلم.
وذهب بعض علماء الفلك إلى أن الحصر في السبع حقيقي، وأن المراد به العالم الشمسي وحده دون غيره، وعبارته: إن قيل: إن كل ما يعلو الأرض من الشمس والقمر والكواكب هو سماء، فلماذا خصص تعالى عددًا هو سبع؟ فالجواب: لا شك أنه يشير إلى العالم الشمسي الذي أحطنا الآن به علما، وأن حصر العدد لا يدل على احتمال وجود زيادة عن سبع؛ لأن القول بذلك يخرج تطبيق القرآن على الفلك؛ لأن العلم أثبتها سبعا كالقرآن الذي لم يوجد فيه احتمال الزيادة؛ لأن الجمع لدخل فيه جميع العوالم التي لا نهاية لها حتى يمكن أن يقال: إن سبعًا للمبالغة كسبعين وسبعمائة، ولا يصح أن يكون العدد سبعة للمبالغة لأنه قليل جدًّا بالنسبة إلى العوالم التي تعد بالملايين مثل العالم الشمسي ويؤيد الحصر في هذا العدد آية {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} [نوح: 15 - 16] فأخرج الشمس؛ لأنها مركز، وأخرج القمر؛ لأنه تابع للأرض، ولم يبق بعد ذلك إلا سبع.
قال: وبذلك تتجلى الآن معجزة واضحة جلية، لأنه في عصر التقدم والمدنية العربية، حينما كان العلم ساطعًا على الأرض بعلماء الإسلام، كان علماء الفلك لا يعرفون من السيارات إلا خمسًا بأسمائها العربية إلى اليوم وهي: عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل، وكانوا يفسرونها بانها هي السماوات المذكورة في القرآن، ولما لم يمكنهم التوفيق بين السبع والخمس، أضافوا الشمس والقمر لتمام العدد مع أن القرآن يصرح بأن السماوات السبع غير الشمس والقمر، وذلك في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ