‌المبحث الخامس: القرآن والعلوم الحديثة - قضايا منهجية (ص 94): - التفسير والمفسرون في العصر الحديث - فضل عباس - جـ ٢

والواقع أن كلام سيد قطب -الذي استند إليه المؤلف- ينصبّ بالدرجة الأولى والمباشرة وبشكل واضح على اعتبار أن القرآن هو المصدر الوحيد الذي يجب التلقي عنه، وأن الإسلام يظل بريئًا من هذا الواقع التاريخي الذي ينحرف عن منهج القرآن

…

3 -

وفي موضوع قصص القرآن يقرر ما يلي:

أ- أن القرآن يبقى المصدر الوحيد الذي لم يحرف رواية القصص التاريخي القديم

…

ص 88.

ب- أن النص القرآني لا يعرض الحوادث عرضًا تاريخيًا مسلسلًا بقصد التسجيل، وإنما هو يعرضها للعبرة والتربية واستخلاص القيم

…

ص 88.

ج- أن القرآن يجرد هذه الروايات من طابعها الأسطوري الذي يخدع الجماهير ببريقه

…

ص 90.

* بقي أن أقول: هناك قضايا متعددة مما ذكره المؤلف عن الظلال مما وثقه أو لم يوثقه تحتاج إلى نقاش وحوار وردّ

…

‌

‌المبحث الخامس: القرآن والعلوم الحديثة - قضايا منهجية (ص 94):

* عرض المؤلف في بداية هذا المبحث إلى الفطرة الإسلامية والخطاب القرآني المؤثر لهذه الفطرة الذي يتولى التوجيه التربوي لها في رغائب الإنسان ودوافعه

…

* ويمكن تلخيص ما ذكره المؤلف عن منهج القرآن في حديثه عن الحقائق العلمية كما يعرضه سيد بما يلي:

1 -

إنه يخاطب الفطرة ولا يلجأ إلى الأسلوب الجدلي كما هو الحال عند الفلاسفة وعلماء الكهنوت (ص 95).

2 -

إن القرآن لا يفصّل كثيرًا في ماهية الظواهر الكونية وعللها. إنما يتخذ منها أداة لوصل القلب البشري بالوجود وخالق الوجود (ص 96).

3 -

القرآن يقرر أن الغيب علم، وكل ما يتعلق بالألوهية الذي هو من الغيب هو علم، لا كما يروج في البلاد الإسلامية من أن (الغيبيّة) لا مكان لها في الأنظمة العلمية (ص 95).

4 -

إن منهج الإسلام هو الذي يوجه العقل للمعرفة والانتفاع بكل إبداع مادي في نطاق منهجيّة للحياة (ص 98).

5 -

إن القرآن ليس كتاب نظريات علمية ولم يجئ ليكون علمًا تجريبيًا كذلك (ص 98).

6 -

إننا نتقبل النظريات الفلكية التي لا تخالف الحقائق المجملة التي قررها القرآن

…

(ص 98).

* ثم ينقل عن سيد (الظلال/182) ما ذكره من الأخطاء المنهجية التي تتعلق بالمزالق العلمية التي يجب تجنبها عند قراءة القرآن:

1 -

تخيل البعض أن العلم هو المهيمن والقرآن تابع

…

2 -

سوء فهم طبيعة القرآن ووظيفته، حيث إن البعض يحاول أن يبحث في القرآن عن أدلة أو معلومات علمية مادية كالتي يقدمها علم الإنسان.

3 -

التأويل المستمر -مع التمحل والتكلف- لنصوص القرآن، كي نحملها ونلهث بها وراء الفروض والنظريات

…

* وفي استكشافه لموقف القرآن من العلوم الحديثة ركز المؤلف على نقطتين هامتين عالجهما سيد في الظلال: (ص 101):

الأولى: أصل الكون وخلق الإنسان.

الثانية: إعمال المعجزات وعالم الغيب.

وفي النقطة الأولى عرض لموقف سيد في الأمور التالية:

1 -

تفسير حقيقة (الأيام الستة) لخلق الكون.