الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سيد قطب/ صاحب الظلال
تعريف بصاحب الظلال
(1):
هو سيد قطب بن الحاج قطب إبراهيم هاجر جده السادس (عبد الله) من الهند إلى مصر، ولد في إحدى قرى محافظة أسيوط عام 1906 ميلادي.
نشأ في أسرة متدينة كان لها أعظم الأثر في تربيته وتكوين شخصيته، يدلنا على هذا إهداؤه لكتابيه (التصوير الفني) و (المشاهد) حيث يقول في إهداء الكتاب الأول: -
(إليك يا أماه أرفع هذا الكتاب فطالما تسمعت من وراء (الشيش) في القرية للقراء يرتلون في دارنا القرآن، طوال شهر رمضان، وأنا معك -أحاول أن ألغو كالأطفال- فتردني منك إشارة حازمة وهمسة حاسمة فأنصت معك إلى الترتيل وتشرب نفسي موسيقاه وإن لم أفهم بعد معناه).
كما يقول في إهداء الثاني:
(إلى روحك يا أبي أتوجه بهذا العمل/ لقد طبعت في حسي -وأنا طفل صغير-
(1) لقد آثرنا الاختصار في ترجمتنا لحياة سيد قطب رحمه الله وهناك كتب عديدة صدرت عن حياته رحمه الله منها:
1 -
سيد قطب/ محمد توفيق بركات.
2 -
سيد قطب وتراثه الأدبي والفكري/ إبراهيم البلهيني.
3 -
العالم الرباني الشهيد سيد قطب/ للعشماوي أحمد سليمان.
4 -
رائد الفكر الإسلامي المعاصر الشهيد سيد قطب/ يوسف العظم.
5 -
سيد قطب الأديب الناقد/ د. عبد الله الخباص.
6 -
سيد قطب الشهيد الحي/ د. صلاح الخالدي وكتابان آخران: سيد من الميلاد إلى الاستشهاد وسيد قطب الأديب الناقد والداعية المجاهد والمفكر المفسر الرائد.
مخافة اليوم الآخر، لم تعظني ولم تزجرني، ولكنك كنت تعيش أمامي واليوم الآخر في حسابك، وذكراه في ضميرك وعلى لسانك
…
إن صورتك مطبوعة في مخيلتي ونحن نفرغ كل مساء من طعام العشاء فتقرأ الفاتحة وتتوجه بها إلى روح أبيك في الدار الآخرة ونحن أطفالك الصغار نتمتم مثلك آيات منها متفرقات قبل أن نجيد حفظها كاملة).
تلقى علومه الأولية في الكتاتيب وهناك حفظ القرآن، واستمر في دراسته إلى أن تخرج في دار العلوم سنة 1933 م وشغل مناصب كثيرة، وكان للمعاهد العلمية التي دخلها ولكتب التفسير التي قرأها باعث الأسف في نفسه كما يقول في مقدمة كتابه (التصوير الفني). لم أجد فيما أقرأ أو أسمع ذلك القرآن اللذيذ الجميل الذي كنت أجده في الطفولة والصبا، لقد طمست كل معالم الجمال فيه، وخلا من اللذة والتشويق ترى أهما قرآنان؟ والقرآن الذي كان يجده في الطفولة والصبا هو الذي عاد يبحث عنه إذا عاد إلى القرآن يقرؤه في المصحف لا في كتب التفسير، وعاد يجد قرآنه اللذيذ الجميل، قرآنه الذي يجد فيه صوره المشوقة اللذيذة التي يقول عنها (إنها ليست في سذاجتها التي كانت هناك لقد تغير فهمي لها فعدت الآن أجد مراميها وأغراضها.
ولقد عرف سيد في الوسط الأدبي بنشاطه وأسلوبه ونتاجه ودفاعه عن مدرسته التي ارتضاها لنفسه لقد تأثر بالعقاد، ومساجلاته مع الرافعي رحمه الله كانت مادة غزيرة للقراء في تلك الحقبة من الزمن، إلا أن هذا النشاط الأدبي لم يصرف حسّ سيد عن شعوره بجمال القرآن، وعدّه الأصل الأول للفن الأدبي والتصوير البياني.
وقد سافر إلى أمريكا موفدًا مرتين، فكان لذلك أثر كبير في نفسه، فلقد عاد بانطباعات عن الحضارة الغربية ومسالك أهلها، والتي سحرت الكثيرين غيره من أبناء المسلمين، أما هو فلقد أحدثت عنده رد فعل عنيف لا بما هاجمهما به فحسب، وإنما بتصميمه على أن الإسلام لا بد أن يبعث من جديد في أمته، وذلك