الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النهي عنه فحرمته مؤقتة، أو أن النهي عنه للكراهة فقط، ولكن عباراته في سورة المائدة تشعر بغير هذا فهو يقول:
(أما الطيبات فهي ما عدا المنصوص على تحريمه كبهيمة الأنعام، وصيد البر والبحر، أي ما من شأنه أن يصاد منهما، فالبحر كل حيوانه يصاد منه ما يؤكل، ما عدا سباع الوحش والطير لحديث ابن عباس (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير) وحديث ابن ثعلبة الخشني (كل ذي ناب من السباع فأكله حرام) رواهما أحمد ومسلم وأصحاب السنن) (1).
وأكتفي بما ذكرته عن تفسير المراغي من إغراب في التأويل، ورد للأحاديث وخروج عن رأي الجمهور.
رأينا في التفسير:
وبعد، فلا بد من كلمة أخيرة حول هذا التفسير، بعد أن أعطيت فكرة عنه أرجو أن تكون واضحة، ولكن قبل ذلك أورد ما قاله الأستاذ محمد عزة دروزة، صاحب التفسير الحديث -الذي سنتحدث عنه إن شاء الله- حول هذا التفسير، يقول (2):
(ولقد اطلعنا على تفسير حديث، نشر معظمه للأستاذ المراغي، ومع أنه قصد التحرز والتحاشي وعدم الإغراب، والسير بأسلوب قريب المتناول على أوساط الأفهام، فإنه يأخذ كثيرًا من الروايات والأقوال الضعيفة، وغير المتسقة مع الآيات سندًا، أو كقضايا مسلمة، ولا يندمج في جو القرآن ونزوله وبيئته، وليس فيه تلك الحرارة والحيوية اللتان يثيران الاهتمام والشوق، فضلًا عن تفصيلات كثيرة لا طائل من ورائها، أدخلته في عداد كتب التفسير الضخمة، التي لا تسمح لكثير من الراغبين بالإحاطة به واستيعابه، حيث تبلغ صفحاته نحو سبعة آلاف ونيفًا، وكل
(1) تفسير المراغي جـ 30 ص 104.
(2)
التفسير الحديث.
ذلك لا يجعله تفسيرًا مثاليًا فيما نعتقد).
ونحن لا نؤيد الأستاذ دروزة فيما ذهب إليه، فمع غموض عبارته فيما ذكره من التحرز والتحاشي، والحرارة والحيوية، فالتفسير لا يعد من التفاسير الضخمة ولا تبلغ صفحاته العدد الذي ذكر.
وإذا كان الأستاذ المراغي، قد جمع تفسيره من عبارات من سبقوه، فإن ذلك لا يقلل من شأن هذا التفسير نفسه، ولكنه مأخذ كبير على المفسر، وهذه المسألة لا تضير القارئ، لكن ما ينبغي التنبيه عليه هو التأويل الذي اشتط فيه الشيخ أحيانًا، وإيراده أقوال من يسمون بعلماء الأرواح على أنها قواعد مسلم بصحتها وصدقها، والتفسير بعد ذلك لا يخلو من فوائد، بل ربما يكون من التفاسير المفضلة لغير ذوي الاختصاص.