الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل [سر التفرقة في الوصف بين صلاة الليل وصلاة النهار]
وأما التفريق بين صلاة الليل وصلاة النهار في الجهر والإسرار ففي غاية المناسبة والحكمة؛ فإن الليل مظنة هدوِّ الأصوات وسكون الحركات وفراغ القلوب واجتماع (1) الهمم المـ[ـشتتة بالنهار](2)، فالنهار محل السبح الطويل بالقلب والبدن، والليل محل مواطأة القلب للسان ومُواطأة اللسان للأذن؛ ولهذا كانت السنة تطويل قراءة الفجر على سائر الصلوات (3)، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بالستين إلى المائة (4).
وكان الصِّدِّيقُ يقرأ فيها بالبقرة (5)، وعُمر بالنحلِ وهود وبني إسرائيل ويونس
(1) في (ق): "واحتمال"، وقال في الهامش:"لعله: واجتماع".
(2)
في (ك) و (ق): "في النهار".
(3)
أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة في صلاة الفجر كانت أطول من غيرها.
فقد روى مسلم في "صحيحه"(455) في (الصلاة): باب القراءة في الصبح من حديث عبد اللَّه بن السائب أنه استفتح سورة (المؤمنون) حتى إذا وصل عند ذكر موسى وهارون أصابته سعلة فركع، وعلقه البخاري في "صحيحه" (2/ 255 - فتح) في (الأذان): باب الجمع بين السورتين في ركعة.
وروى مسلم -أيضًا- (458) من حديث جابر بن سمرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بسورة (ق). وفي "الصحيحين" -كما يأتي في الذي بعده- أنه كان يقرأ فيها من الستين إلى مئة آية.
وفي "صحيح مسلم" -أيضًا- (459 و 460) من حديث جابر بن سمرة: أنه كان يقرأ فيها بأطول من الظهر والعصر.
وروى أحمد (2/ 26)، والنسائي (2/ 95)، والطيالسي (1816)، والطبراني (13194)، وابن حبان (1817)، والبيهقي (3/ 118) من حديث ابن عمر: أنه كان يقرأ بالصَّافات.
إلا أنه ورد عنه -أيضًا- أنه كان يخفف، ففي حديث جابر بن سمرة السابق في قراءته بسورة (ق) قال: وكانت صلاته بعد تخفيفًا.
وفي صحيح مسلم (456) من حديث عمرو بن حريث أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر (والليل إذا عسعس). وفي بعض الروايات أنه قرأ فيهم (المعوذتين).
(4)
رواه البخاري (541) في (المواقيت): باب وقت الظهر عند الزوال، و (547) باب وقت العصر، و (599) باب ما يكره من السمر بعد العشاء، و (771) في (الأذان): باب القراءة في الفجر، ومسلم (461) في (الصلاة): باب القراءة في الصبح، و (647) في (المساجد): باب استحباب التبكير بالصبح، من حديث أبي برزة.
(5)
رواه عبد الرزاق (2711)، وابن أبي شيبة (1/ 389)، والبيهقي في "السنن الكبرى" =