الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[نهي الصحابة عن الاستنان بالرجال]
وذكر أبو عمر (1) عن أبي البَختري عن علي قال: إياكم والاستنان بالرجال، فإن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة ثم ينقلب لعلم اللَّه فيه فيعمل بعمل أهل النار، فيموت وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، فينقلب لعلم اللَّه فيه فيعمل بعمل أهل الجنة، فيموت وهو من أهل الجنة، فإن كنتم لا بُدّ فاعلين فبالأموات لا بالأحياء (2).
= (4/ ق 648 و 14/ ق 606)، والرافعي في "التدوين"(ق 90/ أ)، والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(1/ 11)، والمزي في "تهذيب الكمال"(ق 1150 - نشر دار المأمون و 24/ 220 - ط مؤسسة الرسالة) من طريق عاصم بن حميد الحنّاط عن أبي حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب الفزاري عن كميل بن زياد النخعي، قال أخذ علي. . .
قلت: أبو حمزة الثمالي اسمه ثابت بن أبي صفية، ضعيف رافضي، وعبد الرحمن بن جندب الفزاري مجهول؛ كما قال الحافظ في "لسان الميزان"(3/ 408).
والأثر ذكره ابن عبد البر في "الجامع"(149) و (284) و (1878) عن علي دون إسناد.
وله طرق تراها عند النهرواني في "الجليس الصالح"(3/ 331 - 332)، والخطيب في "تاريخه"(6/ 679)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(14/ ق 607 و 14/ ق 605)، والدينوري في "المجالسة"(رقم 1824 - بتحقيفي).
ولذا قال المزي: "وروي من وجوه أخر عن كميل بن زياد".
وقال ابن عبد البر في "الجامع"(2/ 112): "وهو حديث مشهور عند أهل العلم، يستغني عن الإسناد؛ لشهرته عندهم".
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية"(9/ 47): "وله الأثر المشهور عن علي بن أبي طالب الذي أوّله: "القلوب أوعية؟ فخيرُها أوعاها"، وهو طويل، وقد رواه جماعة من الحفاظ الثقات، وفيه مواعظ وكلام حسن، رضي اللَّه عن قائله".
وقال الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(1/ 50): "هذا الحديث من أحسن الحديث معنى، وأشرفها لفظًا".
وقال المصنف في "مفتاح دار السعادة"(1/ 144 - ط القديمة، و 1/ 403 - ط ابن عفان): "والحديث مشهور عن علي" -وشرح فيه الوصية شرحًا وافيًا-.
وقال الذهبي في "تذكرة الحفاظ"(1/ 12): "ففيه تنبيهات على صفات العالم المتقن، والعالِم الذي دونه، والهمج المخلط في دينه أو علمه".
والوصية بتمامها في: "عيون الأخبار"(2/ 283 - ط دار الكتب العلمية)، و"العقد الفريد"(2/ 212)، و"شرح نهج البلاغة"(4/ 311)، و"الاعتصام"(3/ 466 - بتحقيقي)، و"الاتباع"(ص 85 - 86) لابن أبي العز الحنفي.
(1)
في "جامع بيان العلم وفضله"(2/ 114 ط القديمة).
(2)
رواه ابن عبد البر في "الجامع"(1881)، وخشيش في "الاستقامة"؛ -كما في "كنز =
وقال ابن مسعود: لا يقلدنّ أحدكم دينه رجلًا إنْ آمن آمن، وإنْ كفر كفر فإنه لا أُسوةَ في الشر (1).
قال أبو عمر (2): و [قد] ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يذْهبُ العلماء، ثم يتخذ الناس رءوسًا جُهّالًا، يُسألون فيفتون بغير علم، فيَضِلُّون ويُضِلُّون"(3) قال أبو عمر: وهذا كله نفي قلت للتقليد، وإبطال له لمن فهمه وهُدِيَ لرشده.
ثم ذكر من طريق يونس بن عبد الأعلى: ثنا سفيان بن عُيينة قال: اضطجع ربيعة مقنعًا رأسه وبكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: رياءٌ ظاهر، وشهوة خَفية، والناس عند علمائهم كالصبيان في إمامهم (4): ما نهوهم عنه انتهوا، وما أمروهم (5) به ائتمروا (6).
= العمال" (1/ 360/ رقم 1594) - وابن حزم في "الإحكام" (6/ 181) من طريق بكر بن حماد ثنا بشر بن حجر أنا خالد بن عبد اللَّه الواسطي عن عطاء بن السائب عن أبي البختري عن علي رضي الله عنه.
وعطاء اختلط، وخالد بن عبد اللَّه سمع منه بعد اختلاطه، انظر "الكواكب النيرات"(ص 322، 327، 330)، وعطاء في روايته عن أبي البختري نظر؛ فقد قال شعبة:"ما حدثك عطاء عن رجاله زاذان وميسرة وأبي البختري، فلا تكتبه" اهـ.
وقد جاء نحو هذا الأثر عن ابن مسعود وابن عمر: وانظر الأثر وكلامًا جيدًا عليه عند الشاطبي رحمه الله في "الاعتصام"(3/ 152، 467 - بتحقيقي)، و"الموافقات"(4/ 460) و (5/ 36 - بتحقيقي).
(1)
رواه الطبراني في "الكبير"(8764)، وابن حزم في "الإحكام"(6/ 97) وفيه زيادة، وليس فيه:"فإنه لا أسوة في الشر" قال في "المجمع": (1/ 180)، "ورجاله رجال الصحيح".
قلت: لكنه منقطع، كما قال ابن حزم.
وذكره ابن عبد البر في "الجامع"(1882) دون إسناده ثم وجدتُ ابن حزم أسنده في "الإحكام"(6/ 147) عن هبيرة وأبي الأحوص عن ابن مسعود قال: "إذا وقع الناس في الشر، قل: لا أسوة لي في الشر".
(2)
في "الجامع"(2/ 988 - 989 - ط دار ابن الجوزي)، وما بين المعقوفتين بعدها سقط من (ق) و (ك).
(3)
أخرجه البخاري (100)(كتاب العلم): باب كيف يقبض العلم، و (7307) (كتاب الاعتصام): باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس، ومسلم (2673) (كتاب العلم): باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
(4)
في مطبوع: "الجامع": "كالصبيان في حجور أمهاتهم! وبعدها في (ك): "ما نهوا".
(5)
في المطبوع: "وما أمروا"، وما أثبتناه من "الجامع" والنسخ الخطية.
(6)
أخرجه ابن عبد البر في "الجامع"(1885) بإسناد صحيح.