الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[على من لا يعلم أن يقول: لا أدري]
وَذكر أيضًا عن علي رضي الله عنه قال: خمسٌ إذا (1) سافر فيهن رجل إلى اليمن كن فيه عوضًا عن (2) سفره: لا يخشى عبدٌ إلا ربَّه، ولا يخاف إلا ذنبه، ولا يستحي مَنْ لا يعلم أن يتعلَّم، ولا يستحي منْ يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: اللَّه أعلم، والصَّبرُ من الدين بمنزلة الرأس من الجسد (3).
وقال الزُّهري، عن خالد بن أسلم وهو أخو زيد بن أسلم: خرجنا مع ابن عمر نمشي، فلحقنا أعرابي فقال: أنت عبد اللَّه بن عمر؟ قال: نعم، قال: سألتُ عنك فدُلِلتُ عليك، فأخبرني أتَرث العمة؟ قال: لا أدري، قال: أنت لا تدري؟ قال: نعم، اذهب إلى العلماء بالمدينة فاسألهم؛ فلما أدبر قَبَّل يديه وقال: نِعِمّا، قال أبو عبد الرحمن؛ سُئل عما لا يدري فقال: لا أدري (4).
وقال ابن مسعود: مَنْ كان عنده علمٌ فليقل به؛ ومن لم يكن عنده علم فليقل: "اللَّه أعلم" فإن اللَّه قال لنبيه: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86](5).
(1) في (ق) و (ك): "لو".
(2)
في (ق) و (ك): "من".
(3)
رواه البيهقي في "المدخل"(795)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ ق 391) من طريق إبراهيم الكناني عن علي.
ورواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(ص 382 رقم 547) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 76)، والكنجي في "كفاية الطالب"(389 - 390) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن علي، وإسناده حسن.
وله إسناد آخر في "الجامع" أيضًا (رقم 548) لكن فيه راو متروك.
ورواه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 75 - 76) من طريق آخر عن علي.
(4)
رواه هكذا بطوله البيهقي في "المدخل"(796) من طريق أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس عن الزهري، به وإسناده حسن.
ورواه الدارمي (1/ 63)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(4/ 144)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(1/ 493)، وأبو داود في "الناسخ والمنسوخ" والذهلي في "جزئه" وابن مردويه في "التفسير المسند" -كما في "فتح الباري"(3/ 273) و"موافقة الخبر الخُبر"(1/ 108) -، والآجري في "أخلاق العلماء"(ص 131 - 132)، وابن عبد البر (1563) و (1565، 1566)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(2/ 172)، وابن الجوزي في "تعظيم الفتيا"(24 - بتحقيقي) من طرق أخرى وبلفظ آخر، وبعضها صحيح على شرط البخاري.
(5)
هو جزء من كلام طويل لابن مسعود: رواه البخاري (4774) في "التفسير" سورة الروم، و (4809) في (تفسير سورة ص): باب {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} ، ومسلم (2798) في صفات المنافقين.
وصح عن ابن مسعود وابن عباس: مَنْ أفتى النَاسَ في كل ما يسألونه عنه فهو مجنون (1).
وقال ابن شبرمة: سمعت الشعبي إذا سُئل عن مسألة شديدة قال: رُبّ ذاتِ وبَر لا تنقاد ولا تَنْساق؛ ولو سُئل عنها الصحابة لعضلت بهم (2).
وقال أبو حَصين الأسدي: إن أحدهم ليفتي في المسألة ولو وردت على عُمر لَجمعَ لها أهل بدر (3).
وقال ابنُ سيرين: لأن يموت الرجلُ جاهلًا خيرٌ له من أن يقولَ ما لا يعلم (4).
وقال القاسم: من إكرام الرجل نفسه أن لا يقول إلا ما أحاط به علمه (5). وقال: يا أهل العراق واللَّه لا نعلم كثيرًا مما تسألوننا عنه، ولأن يعيش الرجل جاهلًا إلا أن يعلمَ ما فرض اللَّه عليه خيرٌ له من أن يقول على اللَّه ورسوله ما لا يعلم (6).
وقال مالك: من فقه العالم أن يقول: "لا أعلم"؛ فإنه عسى أن يتهيأ له الخير (7).
وقال: سمعتُ ابن هرمز يقول: ينبغي للعالم أن يُورث جلساءه من بعده: "لا أدري"، حتى يكون ذلك أصلًا في أيديهم يفزعون إليه (8).
(1) سبق تخريجه.
(2)
أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 593 - 594)، والبيهقي في "المدخل"(802)، وأبو نعيم (4/ 319) وابن بطة في "إبطال الحيل"(ص 65).
(3)
أخرجه البيهقي في "المدخل"(803) وابن بطة (62) وابن عساكر (38/ 410 - 411).
(4)
أخرجه البيهقي في "المدخل"(804) والفسوي في "التاريخ والمعرفة"(1/ 547)، ومن طريقه الخطيب في "المتفق والمفترق"(رقم 1115)، وابن الجوزي في "تعظيم الفتيا"(رقم 57 - بتحقيقي)، وذكره ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1577).
(5)
أخرجه البيهقي في "المدخل"(805)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(2/ 173 - ط المصرية).
(6)
أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(1/ 548)، وأبو خيثمة في "العلم"(90)، والدارمي (1/ 48)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(5/ 188)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(2/ 173)، والبيهقي في "المدخل"(806، 807)، وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 184)، وابن بطة في "إبطال الحيل"(64)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(2/ 66) وابن الجوزي في "تعظيم الفتيا"(57).
(7)
أخرجه البيهقي في "المدخل"(407) وفيه: "من تقية العالم. . . "! وذكره ابن عبد البر (2/ 839 رقم 1574) عن أبي وهب في "المجالس" بنحوه.
(8)
أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(1/ 655)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(2/ 173)، والبيهقي في "المدخل"(809)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(2/ 835 رقم 1564). =