الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
91-
مقال ابن عباس:
قال: "أقول ليس حي يفخرون بأمر إلا وإلى جنبهم من يشركهم إلا قريشًا، فإنهم يفخرون بالنبوة التي لا يُشاركون فيها، ولا يُساوون بها، ولا يُدفعون عنها، وأشهد أن الله لم يجعل محمدًا من قريش إلا وقريش خير البرية، ولم يجعله في بني عبد المطلب إلا وهم خير بني هاشم، يريد أن يفخر عليكم إلا بما تفخرون به، إن بنا فُتح الأمر وبنا يُختم، ولك مُلكٌ مُعَجَّل، ولنا مُلكٌ مُؤَجَّل، فإن يكن ملككم قبل ملكنا، فليس بعد ملكنا ملك، لأنَّا أهلُ العافية، والعاقبة للمتقين".
"العقد الفريد 2: 112"
92-
عبد الله بن عباس ومعاوية أيضًا:
لما بلغ معاوية نعي الحسن بن علي رضي الله عنه أظهر الفرح والسرور، حتى سَجَدَ وسَجَدَ من كان معه، فبلغ ذلك عبد الله بن عباس، وكان بالشام يومئذ، فدخل على معاوية، فلما جلس قال معاوية: يابن عباس هلك الحسن بن علي، ولم يُظهِر حزنًا؛ فقال ابن عباس:
"نعم هلك إنا لله وإنا إليه راجعون، ترجيعًا مكررًا، وقد بلغني الذي أظهرت من الفرح والسرور لوفاته، أما والله ما سَدَّ جَسَدُه حفرتَك، ولا زادَ نقصانُ أجلِهِ في عُمرِك، ولقد مات وهو خيرٌ منك، ولئن أُصِبنا به لقد أُصِبنا بمن كان خيرًا منه، جَدِّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجبر الله مصيبتَه، وخلف علينا من بعده أحسن الخلافة.
فقال له معاوية: كم كانت سنه؟ قال: مولده أشهر من أن تُتَعَرّف سنه! قال: أحسبه ترك أولادًا صغارًا؟ قال: كلنا كان صغيرًا فكبر، ولئن اختار الله لأبي محمد