الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المظلوم، ثم بدلوا وغيروا وجاروا في الحكم، وأخافوا أهل البر والتقوى من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلطكم عليهم، لينتقم منهم بكم، ليكونوا أشد عقوبة؛ لأنكم طلبتموهم بالثأر، وقد عهد إلي الإمام1 أنكم تلقونهم في مثل هذه العدة، فينصركم الله عز وجل عليهم، فتهزمونهم وتقتلونهم".
وقد قرئ على قحطبة كتاب أبي مسلم: "من أبي مسلم إلى قحطبة، بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فناهض عدوك، فإن الله عز وجل ناصرك، فإذا ظهرت عليهم، فأثخن في القتل" فالتقوا في مستهل ذي الحجة سنة 130هـ في يوم الجمعة، فقال قحطبة:
1 هو إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وكان نصر بن سيار حين أظهر أبو مسلم الدعوة العباسية في خراسان وقويت شوكته. كتب إلى مروان يعلمه بحال أبي مسلم ومن معه، وأن الذي تدعو الدعاة إليه هو إبراهيم الإمام؛ فأرسل مروان إلى عامل البلقاء "في أطراف الشام" أن يسير إل الحميمة "كجهينة" حيث يقيم إبراهيم فيشده وثاقا، فحمل إلى مروان فحبسه في حران ثم قتله في سجنه، ولما قبض على إبراهيم الإمام خاف أخواه السفاح والمنصور وجماعة من أقاربه، فهربوا إلى الكوفة، فأخلى لهم أبو سلمة الخلال دارا بالكوفة، وكتم أمرهم حتى وصل أبو مسلم بالجنود من خراسان إلى الكوفة، ودخل على بني العباس، وسلم على السفاح بالخلافة، وبويع بها سنة 132هـ.
482-
خطبة أخرى له
"يا أهل خراسان: إن هذا يوم قد فضله الله تبارك وتعالى على سائر الأيام، والعمل فيه مضاعف، وهذا شهر عظيم، فيه عيد من أعظم أعيادكم عند الله عز وجل، وقد أخبرنا الإمام أنكم تنصرون في هذا اليوم من هذا الشهر على عدوكم، فالقوه بجد واحتساب، فإن الله مع الصابرين"
ثم ناهضهم فاقتتلوا وصبر بعضهم لبعض، فانهزم أهل الشام، وقتل منهم عشرة آلاف، وقتل نباتة، وبعث قحطبة برأسه ورأس ابنه حية إلى أبي مسلم.
"تاريخ الطبري 9: 106"