الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طلبتم ابنا لنبيكم ما بين جَابَرْسَ إلى جَابَلْقَ1 لم تجدوه غيري وغير أخي: "وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين" فساء ذلك عمرًا، وأراد أن يقطع كلامه، فقال له: أبا محمد، هل تنعت الرطب2؟ فقال:"أجل تلقحه الشمال، وتخرجه الجنوب، وينضجه برد الليل، بحر النهار3" قال: أبا محمد، هل تنعت الخراءة4؟ قال:"نعم، تبعد الممشى في الأرض الصحصح5، حتى تتوارى من القوم، ولا تستقبل القبلة، ولا تستدبرها، ولا تستنج بالروثة، ولا العظم، ولا تبل في الماء الراكد" وأخذ في كلامه.
"العقد الفريد 2: 115، وعيون الأخبار م2: 172، ومعجم البلدان 3: 22"
1 جابرس: مدينة بأقصى المشرق، وجابلق: مدينة بأقصى المغرب، وضبطها ياقوت في معجمه بسكون اللام، وفي القاموس ولسان العرب بفتحها، قال ياقوت:"وفي رواية: جابلص" وضبطها صاحب اللسان بفتح اللام. وفي القاموس بفتح اللام أو سكوها: بلد بالمغرب ليس وراءه إنسي، وفي العقد الفرد:"لو طلبتم أبناء أبيكم ما بين لابتيها" ولابتا المدينة: حرتان تكتنفانها.
2 يسأله هذا وما بعده تعجيزًا له.
3 وفي العقد: "وتنضجه الشمس، ويصبغه القمر".
4 خري كسمع خراءة بفتح الخاء وكسرها: سلح.
5 الصحصح: ما استوى من الأرض. وفي العقد الفريد "للصحيح" وهو تحريف.
121-
الحسن بن علي ومروان بن الحكم:
بينما معاوية بن أبي سفيان جالس في أصحابه إذ قيل له: الحسن بالباب، فقال معاوية: إن دخل أفسد علينا ما نحن فيه، فقال له مروان بن الحكم: ائذن له، فإني أسأله ما ليس عنده فيه جواب، قال معاوية: لا تفعل، فإنهم قوم قد ألهموا الكلام. وأذن له، فلما دخل وجلس، قال له مروان: أسرع الشيب إلى شاربك يا حسن، ويقال: إن ذلك من الخرق1، فقال الحسن: ليس كما بلغك، ولكنا معشر بني هاشم، أفواهنا عذبة
1 الخرق كسبب: الحمق، وألا يحسن الرجل العمل والتصرف في الأمور والاسم الخرق كقفل.