الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"إن استقمتم فبنصر الله، وإن حصتم حيصة1 فإني أجد في محكم الكتاب، وفي اليقين والصواب، أن الله مؤيدكم بملائكة غِضَابٍ، تأتي في صور الحمام دوين2 السحاب".
"الكامل للمبرد 2: 169"
1 حاص يحيص حيصا: عدل وهرب.
2 مصغر دو: أي قريبًا منه.
81-
خطبته وقد سار إليه مصعب بن الزبير:
ولما بلغ المختار مسير مصعب بن الزبير إليه من البصرة1 قام في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
"يأهل الكوفة، يأهل الدين، وأعوان الحق، وأنصار الضعيف، وشيعة الرسول، وآل الرسول، إن فُرَّارَكم الذين بغوا عليكم أتوا أشباههم من الفاسقين فاستغْوَوْهم عليكم، ليمْصَحَ2لحق، وينتعش الباطل، ويقتل أولياء الله، والله لو تهلكون ما عبد الله في الأرض إلا بالفري3على الله، واللعن لأهل بيت نبيه،
1 وكان أخوه عبد الله بن الزبير بعثه عليها "سنة 67هـ" بعد عزل القباع عنها "والقباع كشجاع هو الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي أخو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة الشاعر" فقدم على مصعب شبث بن ربعي، وجاءه أشراف الناس من أهل الكوفة، وأخبروه بما اجتمعوا له وبما أصيبوا به، ووثوب عبيدهم ومواليهم، وشكوا إليه وسألوه النصر لهم، والسير إلى المختار معهم.
2 مصح كمنع: ذهب وانقطع، والثوب أخلق، والنبات ولى لون زهره: والظل قصر.
3 فرى الكذب كرمى: اختلقه كافتراه.
انتدبوا1 مع أحمر بن شميط: فإنكم لو قد لقيتموهم لقد قتلتموهم إن شاء الله قتل عاد2 وإرم".
وتزاحف الجندان، وانهزم أصحاب المختار، وقتل "في رمضان سنة 67"3.
"تاريخ الطبري 7: 148"
1 انتدب إليه: أسرع.
2 أي أبدتموهم كما باد هؤلاء.
3 قال أبو العباس المبرد في الكامل "2: 167" وكان المختار لا يوقف له على مذهب كان خارجيًا، ثم صار زبيريًّا، ثم صار رافضيًّا في ظاهره، وكان يدعي أنه يلهم ضربًا من الشجاعة لأمور تكون ثم يحتال، فيوقعها، فيقول للناس: هذا من عند الله عز وجل" فمن ذلك قوله ذات يوم: "لتنزلن من السماء نار دهماء، فلتحرقن دار أسماء" فذكر ذلك لأسماء بن خارجة، فقال: أو قد سجع أبو إسحق؟ هو والله محرق داري، فتركه والدار وهرب من الكوفة، وقال في بعض سجعه: "أما والذي شرع الأديان، وجنب الأوثان، وكره العصيان، لأقتلن أزد عمان، وجُلَّ قيس عيلان، وتميمًا أولياء الشيطان، حاشا النجيب ظبيان" فكان ظبيان النجيب يقول:"لم أزل في عمر المختار أنقلب آمنا".
وقال ابن عبد ربه في العقد الفريد "2: 265": "ثم إن المختار لما قتل ابن مرجانة، وعمر بن سعد جعل يتتبع قتلة الحسين بن علي ومن خذله، فقتلهم أجمعين، فلما أفناهم دانت له العراق، ولم يكن صادق النية، ولا صحيح المذهب، وإنما أراد أن يستأصل الناس، فلما أدرك بغيته أظهر للناس قبح نيته، فادعى أن جبريل ينزل عليه، ويأتيه بالوحي من الله، وكتب على أهل البصرة "بلغني أنكم تكذبونني وتكذبون رسلي، وقد كذبت الأنبياء من قبلي، ولست بخير من كثير منهم" فلما انتشر ذلك عنه كتب أهل الكوفة إلى ابن الزبير "يعني مصعبًا" وهو بالبصرة فخرج إليه، وبرز إليه المختار فأسلمه إبراهيم بن الأشتر ووجوه أهل الكوفة، فقتله مصعب وقتل أصحابه".
وقال الشهرستاني في الملل والنحل "1: 153": "ومن مذهب المختار أنه يجوز البدء على الله تعالى، والبدء له معانٍ، البدء في العلم وهو أن يظهر له خلاف ما علم، والبدء في الإرادة، وهو أن يظهر له صواب على خلاف ما أراد وحكم، والبدء في الأمر وهو أن يأمر بشيء ثم يأمر بعده بخلاف ذلك، وإنما صار المختار إلى اختيار القول بالبدء، لأنه كان يدعي علم ما يحدث من الأحوال، إما بوحي يوحى إليه، وإما برسالة من قبل الإمام "ابن الحنفية"، فكان إذا وعد أصحابه بكون شيء وحدوث حادثة، فإن وافق كونه قوله جعله =