الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفرج بكم الكربة، وأنت والله ما علمت أيها الأمير كريم الغراس، عالم بالناس، جواد في المحل1، بسام في البذل، حليم عند الطيش، في ذروة قريش، ولباب عبد شمس، ويومك خير من أمس".
فضحك هشام وقال: "ما رأيت كتخلصك يابن صفوان في مدح هؤلاء ووصفهم، حتى أرضيتهم جميعا، وسلمت منهم".
"الأغاني 7: 69، وزهر الآداب 2: 263"
1 القحط والجدب.
406-
خالد بن صفوان وبلال بن أبي بردة:
قال أبو المنذر هشام بن محمد السائب الكلبي: كان بلال بن أبي بردة1 جلدًا حين ابتلي، أحضره يوسف بن عمر في قيوده، لبعض الأمر، وهم بالحيرة؛ فقام خالد بن صفوان، فقال ليوسف:"أيها الأمير، إن عدو الله بلالًا ضربني وحبسني، ولم أفارق جماعة، ولا خلعت يدًا من طاعة"، ثم التفت إلى بلال فقال:"الحمد لله الذي أزال سلطانك، وهد أركانك، وأزال جمالك، وغير حالك، فوالله لقد كنت شديد الحجاب، مستخفًا بالشريف، مظهرًا للعصبية2".
فقال بلال: "يا خالد، إنما استطلت علي بثلاث، هن معك علي، الأمير مقبل عليك، وهو عني معرض؛ وأنت مطلق، وأنا مأسور؛ وأنت في طينتك وأنا غريب"، فأفحمه.
وكان سبب ضرب بلال خالدًا في ولايته، أن بلالًا مر بخالد في موكب عظيم، فقال خالد: سحابة صيف عن قليل تقشع3، فسمعه بلال، فقال: والله لا تقشع أو يصببك منها شؤبوب4 برد، وأمر بضربه وحبسه.
"زهر الآداب 3: 190"
1 هو بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري
2 وكان أصله من العرب اليمانين.
3 تنكشف وتتفرق.
4 الشؤبوب: الدفعة من المطر.