المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ رد الحسن بن علي عليهم: - جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة - جـ ٢

[أحمد زكي صفوت]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الثاني

- ‌مقدمة

- ‌فهرس مآخذ في هذا الجزء

- ‌الباب الثالث: الخطب والوصايا في العصر الأموى

- ‌خطب بنى هاشم وشيعتهم وما يتصل بها

- ‌خطبة الحسن بن على بعد وفاة أبيه

- ‌تعبئته الجيوش لقتال معاوية

- ‌مدخل

- ‌ خطبة الحسن بن علي في الحث على الجهاد:

- ‌ مقال عدي بن حاتم:

- ‌ خطبة الحسن وقد جنح إلى مصالحة معاوية:

- ‌ خطبته يبرر مصالحته لمعاوية:

- ‌ خطبته في الصلح بينه وبين معاوية:

- ‌ خطبة له بعد الصلح:

- ‌ خطبة لمعاوية في أهل الكوفة:

- ‌ رد الحسن بن علي على معاوية حين نال منه ومن أبيه:

- ‌ خطبة سليمان بن صرد في استنكار الصلح:

- ‌ خطبة الحسن يرد على مستنكري الصلح:

- ‌ خطبة له في عهد خلافته:

- ‌ خطبة أخرى له:

- ‌مخاصمة ومهاجاة

- ‌مدخل

- ‌ مقال عمرو بن العاص:

- ‌ مقال الوليد بن عقبة بن أبي معيط:

- ‌ مقال عتبة بن أبي سفيان:

- ‌ مقال المغيرة بن شعبة:

- ‌ رد الحسن بن علي عليهم:

- ‌ رثاء محمد بن الحنفية لأخيه الحسن

- ‌مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه:

- ‌تأبيه عن بيعة يزيد وخروجه إلى مكة:

- ‌ نصيحة محمد بن الحنفية للحسين رضي الله عنهما:

- ‌بعثه مسلم بن عقيل إلى الكوفة:

- ‌ خطبة عابس بن أبي شبيب الشاكري:

- ‌ خطبة النعمان بن بشير:

- ‌ خطبة عبيد الله بن زياد:

- ‌ خطبة كثير بن شهاب:

- ‌خطبة أخرى لعبيد الله بن زياد

- ‌خروج الحسين إلى الكوفة:

- ‌ نصيحة ابن عباس له:

- ‌ نصيحة أبي بكر بن عبد الرحمن المخزومي له:

- ‌ خطبة عبيد الله بن زياد:

- ‌ خطبة للحسين رضي الله عنه:

- ‌ خطبة أخرى له:

- ‌خطبة أخرى للحسين

- ‌ خطبة زهير بن القين البجلي:

- ‌ خطبة للحسين أيضًا:

- ‌ خطبته ليلة قتله:

- ‌ رد أهل بيته عليه:

- ‌ رد أصحابه:

- ‌ خطبته غداة يوم قتله:

- ‌ دعاؤه وقد صَبَّحَتُهُ الخيل:

- ‌ خطبته وقد دنا منه القوم:

- ‌ خطبة أخرى:

- ‌ خطبة زهير بن القين:

- ‌ خطبة الحر بن يزيد:

- ‌طلب التوابين بدم الحسين

- ‌مدخل

- ‌ خطبة المسيب بن نجبة الفزاري:

- ‌ خطبة رفاعة بن شداد:

- ‌ خطبة خالد بن سعد بن نفيل:

- ‌ خطبة سعد بن حذيفة بن اليمان:

- ‌خطبة عبد الله بن بن الحنظل الطائى

- ‌ خطبة عبيد الله بن عبد الله المري:

- ‌ خطبة عبد الله بن يزيد الأنصاري:

- ‌ رد المسيب بن نجبة:

- ‌ رد عبد الله بن وال التيمي:

- ‌خطبة أخرى لسليمان بن صرد

- ‌ خطبة صخير بن حذيفة بن هلال:

- ‌ ما أشار به عبد الله بن سعد:

- ‌ رأي ابن صرد:

- ‌ خطبة عبد الله بن يزيد:

- ‌ خطبة أخرى له:

- ‌ خطبة أخرى

- ‌ خطبة عبد الملك بن مروان:

- ‌طلب المختار بن أبي عبيد الثقفي بدم الحسين رضي الله عنه:

- ‌ خطبته حين قدم الكوفة:

- ‌ ما كان يردده على زائريه في سجنه:

- ‌ خطبة عبد الله بن مطيع العدوي حين قدم الكوفة:

- ‌ رد السائب بن مالك الأشعري عليه:

- ‌ خطبة عبد الرحمن بن شريح:

- ‌ خطبة أخرى له:

- ‌ خطبة محمد بن الحنفية:

- ‌ خطبة المختار:

- ‌خطبة أخرى لعبد الرحمن بن شريح

- ‌ خطبة المختار في دار إبراهيم بن الأشتر:

- ‌ خطبة يزيد بن أنس الأسدي:

- ‌ خطبة عبد الله بن مطيع:

- ‌ تحريض ابن الأشتر أصحابه:

- ‌ خطبة ابن مطيع وهو محصور:

- ‌ خطبة المختار بعد هرب ابن مطيع:

- ‌ خطبة المختار وقد استنصره ابن الحنفية:

- ‌ خطبته وقد شيع ابن الأشتر لقتال عبيد الله بن زياد:

- ‌ خطبته وقد سار إليه مصعب بن الزبير:

- ‌ خطبة محمد بن الحنفية يرد على عبد الله بن الزبير وقد تنقص الإمام:

- ‌ عبد الله بن عباس ومعاوية:

- ‌عبد الله بن عباس ومعاوية أيضا

- ‌مدخل

- ‌ مقال معاوية:

- ‌ مقال معاوية لابن عباس:

- ‌ مقال ابن عباس:

- ‌ مقال معاوية لبني هاشم:

- ‌مقال آخر لمعاوية

- ‌ عبد الله بن عباس ومعاوية أيضًا:

- ‌ عبد الله بن عباس وعتبة بن أبي سفيان:

- ‌مخاصمة بين عبد الله بن عباس وبين معاوية وأصحابه

- ‌مدخل

- ‌ جواب ابن عباس:

- ‌ مقال عمرو بن العاص:

- ‌ مقال زياد:

- ‌ مقال عبد الرحمن بن أم الحكم:

- ‌ مقال المغيرة بن شعبة:

- ‌ مقال يزيد بن معاوية:

- ‌مقال آخر لمعاوية

- ‌عبد الله بن عباس وعمرو بن العاص

- ‌مدخل

- ‌ مقال ابن عباس:

- ‌ رد ابن العاص:

- ‌عبد الله بن عباس وعمر بن العاص أيضا

- ‌ عمرو بن العاص وابن عباس:

- ‌ مفاخرة عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس:

- ‌ابن عباس وابن الزبير في مجلس مروان بن الحكم

- ‌مدخل

- ‌ مقال ابن الزبير:

- ‌ مقال ابن عباس:

- ‌ خطبة عبد الله بن عباس يرد على عبد الله بن الزبير

- ‌ خطبة ابن الزبير يتنقص ابن عباس:

- ‌ رد ابن عباس عليه:

- ‌عبد الله بن جعفر وعمرو بن العاص

- ‌ الحسن بن علي وعمرو بن العاص:

- ‌ الحسن بن علي ومروان بن الحكم:

- ‌ عقيل بن أبي طالب ومعاوية:

- ‌ خطبة السيدة أم كلثوم بنت عليِّ في أهل الكوفة

- ‌ خطبة السيدة زينب بنت علي عليهما السلام

- ‌ رثاء الحسين لأخيه الحسن عليهما السلام:

- ‌ عبد الله بن هاشم بن عتبة، وعمرو بن العاص في مجلس معاوية:

- ‌ عبد الله بن هاشم في مجلس معاوية:

- ‌قيس بن سعد بن عبادة ومعاوية:

- ‌ مقال معاوية:

- ‌ معاوية وصعصعة بن صوحان وعبد الله بن الكواء:

- ‌ صعصعة بن صوحان ومعاوية:

- ‌ صعصعة بن صوحان وعبد الله بن عباس:

- ‌ صعصعة بن صوحان ورجل من بني فزارة:

- ‌ وصف عقيل بن أبي طالب لآل صوحان:

- ‌خطب الزبيريين وما يتصل بها

- ‌عبد الله بن الزبير ومعاوية

- ‌ مقال ذكوان:

- ‌ مقال معاوية:

- ‌مقال آخر لمعاوية

- ‌ عبد الله بن الزبير ومعاوية أيضًا:

- ‌ عبد الله بن الزبير ومعاوية وعمرو بن العاص:

- ‌ خطبة ابن الزبير لما قتل الحسين عليه السلام:

- ‌ مناظرة ابن الزبير للخوارج:

- ‌ أبو صخر الهذلي وعبد الله بن الزبير:

- ‌ خطبته وقد قدم عليه وفد العراق:

- ‌ خطبته لما بلغه قتل مصعب:

- ‌ خطبة أخرى له:

- ‌ خطبته وقد بلغه قتل عمرو الأشدق:

- ‌ عبد الله بن الزبير وأمه أسماء بنت أبي بكر:

- ‌ خطبته يوم قتله:

- ‌ خطبة أخرى:

- ‌ خطبة مصعب بن الزبير:

- ‌خطب الأمويين خطباء البيت الأموى

- ‌خطبته بالمدينة عام الجماعة

- ‌ خطبة أخرى له بالمدينة:

- ‌ خطبة له بالمدينة:

- ‌ خطبة له في يوم صائف:

- ‌ آخر خطبة له:

- ‌خطبته وقد حضرته الوفاة

- ‌ وصيته لابنه يزيد:

- ‌خطب يزيد بن معاوية

- ‌خطبته بعد موت معاوية

- ‌ خطبة أخرى له:

- ‌ خطبة معاوية بن يزيد

- ‌ وصية مروان بن الحكم لابنه عبد العزيز:

- ‌خطب عبد الملك بن مروان

- ‌خطبته بمكة

- ‌ خطبة له موجزة:

- ‌خطبته حين قتل عمر الأشدق بن سعيد بن العاص

- ‌ خطبته لما دخل الكوفة بعد قتل مصعب بن الزبير:

- ‌ خطبته عام حجه:

- ‌ خطبته وقد علم بخروج ابن الأشعث:

- ‌ وصيته لبعض أمرائه:

- ‌ وصيته للشعبي:

- ‌ وصيته لأخيه عبد العزيز بن مروان:

- ‌ وصيته لولده عند وفاته:

- ‌ خطبة للوليد بن عبد الملك بعد دفن أبيه

- ‌ خطبة لسليمان بن عبد الملك

- ‌خطب عمر بن عبد العزيز

- ‌أولى خطبه

- ‌ خطبة له بالمدينة:

- ‌ خطبة له يوم عيد:

- ‌ خطبة له:

- ‌خطبة له2

- ‌خطبة له3

- ‌ آخر خطبة له:

- ‌خطبة عاشرا أخرى

- ‌ كلامه في مرضِهِ الذي مات فيه:

- ‌ مناظرة عمر بن عبد العزيز للخوارج:

- ‌ تأبينه ابنه عبد الملك:

- ‌ وصية يزيد بن معاوية لسلم بن زياد حين ولاه:

- ‌خطب عتبة بن أبي سفيان

- ‌خطبة له في تهدد أهل مصر

- ‌خطبة له في تقريعهم وتهددهم

- ‌ خطبة له فيهم وقد أرجفوا بموت معاوية:

- ‌ خطبته فيهم وقد منعوا الخراج:

- ‌ خطبته فيهم إذ طعنوا على الولاة:

- ‌ خطبته بمكة:

- ‌ خطبته في علته التي مات فيها:

- ‌ وصيته لمؤدب ولده:

- ‌خطب عمرو بن سعيد الأشدق

- ‌خطبة له بالمدينة

- ‌ خطبة له بمكة:

- ‌ ملاحاة الوليد بن عقبة معه في مجلس معاوية:

- ‌ خطبته حين غلب على دمشق:

- ‌ خالد بن يزيد وعبد الملك بن مروان:

- ‌ نصيحة لعمرو بن عتبة بن أبي سفيان:

- ‌ تأديب معاوية لجلسائه:

- ‌ كلام معاوية وقد سقطت ثنيتاه:

- ‌ تقريع عبد الملك بن مروان لأحد عماله:

- ‌طلب معاوية البيعة ليزيد

- ‌مدخل

- ‌ خطبة الضحاك بن قيس الفهري:

- ‌ خطبة عبد الرحمن بن عثمان الثقفي:

- ‌ خطبة ثور بن معن السلمي:

- ‌ خطبة عبد الله بن عصام الأشعري:

- ‌ خطبة عبد الله بن مسعدة الفزاري:

- ‌ خطبة عمرو بن سعيد الأشدق:

- ‌ خطبة الأحنف بن قيس:

- ‌ خطبة الضحاك بن قيس:

- ‌ خطبة معاوية:

- ‌ خطبة يزيد بن المقنع:

- ‌ خطبة الأحنف:

- ‌ خطبة عبد الله بن عباس:

- ‌ خطبة عبد الله بن جعفر:

- ‌ خطبة عبد الله بن الزبير:

- ‌ خطبة عبد الله بن عمر

- ‌ خطبة مروان بن الحكم:

- ‌ مروان وعبد الرحمن بن أبي بكر:

- ‌ خطبة الحسين:

- ‌تهنئة وتعزية:

- ‌ خطبة عبد الله بن همام السلولي:

- ‌ خطبة عطاء بن أبي صيفي الثقفي:

- ‌ خطبة عبد الله بن مازن:

- ‌ خطبة غيلان بن مسلمة الثقفي:

- ‌خطب ولاة الأمويين وقوادهم

- ‌خطبته بفارس وقد كتب إليه معاويه يتهدده

- ‌ خطبته وقد بعث معاوية إليه المغيرة بن شعبة يستقدمه:

- ‌ خطبته وقد استلحقه

- ‌خطبته حين ولى البصرة

- ‌ خطبته بالكوفة وقد ضمت إليه:

- ‌ خطبة أخرى له بالكوفة

- ‌ خطبته بالكوفة يتهدد الشيعة

- ‌ خطبة أخرى له:

- ‌خطبة ثالثة له

- ‌ وصية لزياد:

- ‌ ما كان يقوله لمن ولاه عملًا:

- ‌ خطبة الضحاك بن قيس الفهري بالكوفة

- ‌ خطبته عند موت معاوية:

- ‌ خطبة النعمان بن بشير بالكوفة

- ‌ خطبة عبيد الله بن زياد بن أبيه بين يدي معاوية

- ‌ رد معاوية على ابن زياد:

- ‌ مقال يزيد بن معاوية:

- ‌ وصية المهلب بن أبي صفرة لأبنائه عند موته:

- ‌خطب الحجاج بن يوسف الثقفي

- ‌خطبته بمكة بعد مقتل ابن الزبير

- ‌ خطبته بعد قتل ابن الزبير:

- ‌ خطبته حين ولي العراق

- ‌ خطبته وقد سمع تكبيرًا في السوق:

- ‌ خطبته وقد قدم البصرة:

- ‌ خطبته بعد وقعة دير الجماجم:

- ‌ خطبة أخرى له في أهل الكوفة وأهل الشام:

- ‌ خطبة له بالبصرة:

- ‌ خطبة أخرى له بالبصرة:

- ‌ خطبته في أهل العراق يصارحهم بالكراهية:

- ‌ خطبة أخرى:

- ‌ خطبته حين أراد الحج:

- ‌ خطبته لما أصيب بولده محمد وأخيه محمد في يوم واحد:

- ‌ خطبته وقد أرجف أهل العراق بموته:

- ‌ خطبه الوعظية:

- ‌خطب قتيبة بن مسلم الباهلى

- ‌خطبته يحث على الجهاد وقد تهيأ لغزو

- ‌ خطبته وقد تهيأ لغزو بلاد السُّغْد:

- ‌ خطبته وقد سارت إليه جيوش الشاش وفرغانة:

- ‌ خطبه حين دعا إلى خلع سليمان بن عبد الملك:

- ‌ كلمات حكيمة لقتيبة بن مسلم:

- ‌ خطبة طارق بن زياد في فتح الأندلس:

- ‌ نص آخر لخطبة طارق:

- ‌ خطبة عثمان بن حيان المري بالمدينة:

- ‌ وصية يزيد بن المهلب لابنه مخلد

- ‌ نصيحة عمر بن هبيرة لبعض بنيه:

- ‌خطب خالد بن عبد الله القسرى

- ‌خطبته بمكة يدعو إلى الطاعة ولزوم الجماعة

- ‌ خطبة أخرى يشيد فيها بفضل الوليد:

- ‌ خطبته بمكة في الحجاج:

- ‌ خطبة له في الحث على مكارم الأخلاق:

- ‌ خطبة له يوم عيد:

- ‌ قوله وقد سقطت جرادة على ثوبه:

- ‌ خطبة يوسف بن عمر الثقفي

- ‌ خطبة يوسف بن عمر:

- ‌خطب الفتن والأحداث

- ‌خطبة عبد الله بن حنظلة الأنصارى

- ‌ خطبة مسلم بن عقبة يؤنب أهل الشأم:

- ‌ خطبة مسلم يحرضهم:

- ‌ خطبة ابن حنظلة يحرض أصحابه:

- ‌اضطراب الأمر بعد موت يزيد:

- ‌ خطبة عبيد الله بن زياد بن أبيه:

- ‌ خطبة أخرى له:

- ‌ خطبة عمرو بن حريث:

- ‌ خطبة عمرو بن مسمع:

- ‌خطبة الأحنف بن قيس

- ‌ خطبته يؤيد مبايعة مروان بن الحكم بالخلافة:

- ‌ خطبة مطرف بن المغيرة بن شعبة:

- ‌خطبة أخرى لمطرف بن المغيرة بن شعبة

- ‌ خطبة سعيد بن المجالد:

- ‌فتنة ابن الأشعت

- ‌مدخل

- ‌ خطبة ابن الأشعث بسجستان:

- ‌ خطبته يعرض على الجند رأي الحجاج:

- ‌ خطبة عامر بن واثلة الكناني:

- ‌ خطبة عبد المؤمن بن شبث بن ربعيّ:

- ‌ خطبة ابن الأشعث بالمربد:

- ‌ خطبته حين أراد عبد الملك أن يترضّى أهل العراق:

- ‌ عامر الشعبي والحجاج:

- ‌ كلمة لابن القرية:

- ‌فتنة يزيد بن المهلب:

- ‌ أيوب بن سليمان بن عبد الملك يسأل عمه الوليد أن يؤمن يزيد بن المهلب:

- ‌ خطبة يزيد بين يدي الوليد:

- ‌ خطبة مخلد بن يزيد بن المهلب بين يدي عمر بن عبد العزيز:

- ‌ خطبة يزيد بن المهلب يحرض أصحابه على القتال

- ‌ خطبة أخرى له

- ‌ خطبة ثالثة له:

- ‌ خطبة الحسن البصري يثبط الناس عن يزيد بن المهلب:

- ‌ خطبة مروان بن المهلب:

- ‌خطب الأحنف بن قيس التميمي:

- ‌ الأحنف ومعاوية:

- ‌ قوله في مدح الولد:

- ‌ شفاعته لدى مصعب بن الزبير:

- ‌ نصيحته لقومه:

- ‌ خطبته في قوم كانوا عنده:

- ‌ كلمات حكيمة للأحنف:

- ‌ صفية بنت هشام المنقرية تؤبن الأحنف:

- ‌خطب الوفود وما ألقي بحضرة الخلفاء والأمراء والرؤساء

- ‌وفود الأحنف بن قيس والنمر بن قطبة على معاوية

- ‌ وفد أهل العراق على معاوية وفيهم الأحنف:

- ‌وفد أهل العراق على معاوية ومعهم زياد وفيهم الأحنف:

- ‌خطبة زياد

- ‌ خطبة معاوية:

- ‌ خطبة الأحنف بن قيس:

- ‌ وفد العراق على معاوية وفيهم دغفل النسابة:

- ‌ دغفل وجماعة من الأنصار:

- ‌دغفل أهل العراق على معاوية وفيهم صعصعة بن صوحان

- ‌ وفود العرب ومعاوية:

- ‌ وفود عبد العزيز بن زرارة على معاوية:

- ‌وفود زيد بن منية على معاوية

- ‌ وفود ضرار بن حمزة الصدائي على معاوية:

- ‌الوافدات على معاوية:

- ‌ وفود سودة بنت عمارة على معاوية:

- ‌ وفود أم سنان بنت خيثمة على معاوية:

- ‌ وفود بكارة الهلالية على معاوية:

- ‌ وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية:

- ‌ أم البراء بنت صفوان ومعاوية:

- ‌ دارمية الحجونية ومعاوية:

- ‌ شداد بن أوس ومعاوية:

- ‌ معاوية ورجل من أهل سبأ:

- ‌ حديث معاوية مع عبد الله بن عبد الحجر بن عبد المدان:

- ‌ حديث الخيار بن أوفى النهدي مع معاوية:

- ‌ حديث عرابة بن أوس بن حارثة مع معاوية:

- ‌ سعيد بن عثمان بن عفان ومعاوية:

- ‌ مصقلة بن هبيرة ومعاوية:

- ‌ روح بن زنباع ومعاوية:

- ‌ مخاصمة أبي الأسود الدؤلي وامرأته بين يدي زياد بن أبيه:

- ‌ صورة أخرى:

- ‌ وفد أهل البصرة إلى عبد الله بن الزبير:

- ‌ كلام خطيب الأزد بين يدي عبد الملك بن مروان:

- ‌ سؤال عبد الملك للعجاج وما أجاب به:

- ‌ وفود الحجاج بإبراهيم بن محمد بن طلحة على عبد الملك بن مروان

- ‌ قدوم الحجاج مع أشراف المصرين على عبد الملك:

- ‌ وفود مالك بن بشير على الحجاج بقتل الأزارقة:

- ‌ وفود كعب الأشقري على الحجاج:

- ‌ سليك بن سلكة والحجاج:

- ‌ جامع المحاربي والحجاج:

- ‌ ليلى الأخيلية والحجاج:

- ‌ الغضبان بن القبعثري والحجاج:

- ‌ ابن القرّية يعدد مساوئ المزاح:

- ‌ يزيد بن أبي مسلم وسليمان بن عبد الملك:

- ‌ وفود العراق على سليمان بن عبد الملك:

- ‌ كلام أبي حازم لسليمان بن عبد الملك:

- ‌ أبو حازم وسليمان بن عبد الملك أيضًا:

- ‌ وفد أهل الحجاز عند عمر بن عبد العزيز:

- ‌ خالد بن صفوان يعزي عمر بن عبد العزيز ويهنئه:

- ‌ خطبة عبد الله بن الأهتم:

- ‌ مقام محمد بن كعب القرظي بين يدي عمر بن عبد العزيز:

- ‌ وفد أهل الحجاز على هشام بن عبد الملك:

- ‌ مقام خالد بن صفوان بين يدي هشام:

- ‌ خالد بن صفوان يصف جريرًا والفرزدق والأخطل:

- ‌ خالد بن صفوان وبلال بن أبي بردة:

- ‌ خطبة الكميت بن زيد بين يدي هشام يستعطفه:

- ‌ مخاصمة عدي بن أرطأة لامرأته عند شريح القاضي:

- ‌ كلمة لعمرو بن عتبة بن أبي سفيان:

- ‌ خطبة دينار:

- ‌ رجل يمدح خالد بن عبد الله القسري:

- ‌خطب الخوارج وما يتصل بها:

- ‌ خطبة حيان بن ظبيان السلمي:

- ‌ائتمار الخوارج

- ‌مدخل

- ‌ مقال المستورد بن علفة:

- ‌ مقال حيان بن ظبيان:

- ‌ مقال معاذ بن جوين:

- ‌ خطبة المغيرة بن شعبة أمير الكوفة

- ‌ خطبة صعصعة بن صوحان:

- ‌ خطبة المستورد:

- ‌ خطبة معقل بن قيس:

- ‌ كلمات حكيمة للمستورد:

- ‌ائتمار الخوارج ثانية:

- ‌ خطبة حيان بن ظبيان:

- ‌ خطبة معاذ بن جوين:

- ‌ رد حيان بن ظبيان:

- ‌ مقال عتريس بن عرقوب:

- ‌ رد حيان:

- ‌ خطبة حيان:

- ‌خطبة مسلم بن عويس حين خرج لقتال الأزارقة

- ‌خطب المهلب بن أبي صفرة:

- ‌ خطبته في حث جنده على قتال الأزارقة:

- ‌ خطبة أخرى له في جنده:

- ‌ نص آخر:

- ‌خطبته في جنده وقد استخلف عليهم ابنه المغيرة

- ‌خطبة الزبير بن على في الأزارقة

- ‌ خطبة عتاب بن ورقاء الرياحي وقد طال عليه الحصار:

- ‌ نصيحة عرهم العدوي لخالد بن عبد الله:

- ‌ خطبة قطري بن الفجاءة:

- ‌ خطبة عبد ربه الصغير:

- ‌ خطبة صالح بن مسرح:

- ‌ خطبة أخرى له:

- ‌ خطبة أخرى:

- ‌ خطبة زائدة بن قدامة:

- ‌ خطبة الحجاج بن يوسف:

- ‌ خطبة أخرى للحجاج:

- ‌ خطبة شبيب بن يزيد الشيباني:

- ‌ خطبة عتاب بن ورقاء:

- ‌ خطبة الحجاج:

- ‌ خطبة عبد الله بن يحيى الإباضي:

- ‌خطب أبي حمزة الشاري:

- ‌ خطبته حين دخل المدينة:

- ‌ خطبة أخرى له:

- ‌خطبته وقد بلغه أن أهل المدينة يعيبون صحابه

- ‌ خطبة أخرى:

- ‌ خطبة له في سب أهل المدينة وتقريعهم:

- ‌خطبة ثالثة

- ‌ خطبته حين خرج من المدينة:

- ‌ عمران بن حطان والحجاج:

- ‌الخطب الوعظية والوصايا:

- ‌ خطبة سحبان بن زفر الوائلي

- ‌ خطبة معاوية:

- ‌ خطبة عبد الملك بن مروان:

- ‌خطبة لعمر بن عبد العزيز

- ‌كلام الحسن البصرى

- ‌خطبه له

- ‌ خطبة أخرى:

- ‌ مقام الحسن البصري عند عمر بن هبيرة:

- ‌ مقام الحسن عند النضر بن عمرو:

- ‌ مقام آخر له عند النضر:

- ‌ مقال الحسن حين رأى دار الحجاج التي بناها بواسط:

- ‌ صفة الإمام العادل:

- ‌ موعظته لعمر بن عبد العزيز:

- ‌ موعظته لعمر بن عبد العزيز أيضا:

- ‌ كلمات حكيمة للحسن البصري:

- ‌ وصية عبد الملك بن مروان لبني أمية:

- ‌ وصية عبد الله بن شداد لابنه:

- ‌ وصية أسماء بن خارجة لابنته:

- ‌ رجل ينصح لهشام بن عبد الملك:

- ‌ وصية عبد الحميد بن يحيى الكاتب للكتاب:

- ‌الصراع بين الأموية والعباسية:

- ‌ خطبة قحطبة بن شبيب الطائي:

- ‌ خطبة أخرى له

- ‌استدراك على الجزء الأول

- ‌خطبة السيدة عائشة حين أنبئت بقتل عثمان

-

- ‌الفهارس

-

الفصل: ‌ رد الحسن بن علي عليهم:

16-

‌ مقال عتبة بن أبي سفيان:

ثم تكلم عتبة بن أبي سفيان، فقال:

"يا حسن: كان أبوك شرَّ قريش لقريش، لسفكه لدمائها، وقطعه لأرحامها، طويل السيف واللسان، يقتل الحي ويعيب الميت، وإنك ممن قتل عثمان ونحن قاتلوك به.

وأما رجاؤك الخلافة فلست في زندها1 قادحًا، ولا في ميزانها راجحًا، وإنكم يا بني هاشم قتلتم عثمان، وإن في الحق أن نقتلك وأخاك به، فأما أبوك فقد كفانا الله أمره، وأقاد2 منه، وأما أنت فوالله ما علينا لو قتلناك بعثمان إثم ولا عدوان".

1 الزند: العود الذي يقدح به النار.

2 أقاد القاتل بالقتيل: قتله به.

ص: 22

17-

‌ مقال المغيرة بن شعبة:

ثم تكلم المغيرة بن شعبة، فشتم عليًّا، وقال: والله ما أعيبه في قضية يخون، ولا في حكم يميل، ولكنه قتل عثمان، ثم سكتوا

ص: 22

18-

‌ رد الحسن بن علي عليهم:

فتكلم الحسن بن علي عليه السلام، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:

"أما بعد يا معاوية، فما هؤلاء شتموني، ولكنك شتمتني، فحشًا ألفته، وسوء رأي عُرِفْتَ به، وخلقًا سيئًا ثَبَتّ عليه، وبغيًا علينا، عداوة منك لمحمد وأهله، ولكن اسمع يا معاوية واسمعوا، فلأقولن فيك وفيهم ما هو دون ما فيكم، أنشدكم الله أيها الرهط، أتعلمون أن الذي شتمتموه منذ اليوم صلى القبلتين1 كلتيهما، وأنت يا معاوية

1 كان صلى الله عليه وسلم يستقبل الكعبة وهو بمكة، فلما هاجر إلى المدينة أمر أن يستقبل بيت المقدس تألفًا لليهود، فصلى إليه ستة أو سبعة عشر شهرًا ثم حول.

ص: 22

بهما كافر، تراها ضلالة وتعبد اللات والعزى1 غواية، وأنشدكم الله هل تعلمون أنه بايع البيعتين كلتيهما: بيعة الفتح2 وبيعة الرضوان3، وأنت يا معاوية بإحداهما كافر، وبالأخرى ناكث، وأنشدكم الله هل تعلمون أنه أول الناس إيمانًا، وأنك يا معاوية وأباك من المؤلفة قلوبهم، تسرون الكفر وتظهرن الإسلام، وتُستمالون بالأموال، وأنشدكم الله ألستم تعلمون أنه كان صاحب راية رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يوم بدر، وأن راية المشركين كانت مع معاوية ومع أبيه؟ ثم لقيكم يوم أحد ويوم الأحزاب ومعه راية رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، ومعك ومع أبيك راية الشرك، وفي كل ذلك يفتح الله له، ويفلج4 حجته، وينصر دعوته، ويصدق حديثه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وآله في تلك المواطن كلها عنه راضٍ، وعليك وعلى أبيك ساخط؛ وأنشدك الله يا معاوية أتذكر يومًا جاء أبوك على جمل أحمر، وأنت تسوقه، وأخوك عتبة هذا يقوده، فرآكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"اللهم العن الراكب والقائد والسائق" أتنسى يا معاوية الشعر الذي كتبته إلى أبيك لما هم أن يسلم تنهاه عن ذلك:

يا صخر لا تسلمن يومًا فتفضحنا

بعد الذين ببدر أصبحوا مِزَقا5

خالي وعمي وعم الأم ثالثهم

وحنظل الخير قد أهدى لنا الأرقا6

1 اللات: صنم ثقيف بالطائف، والعزى: أكبر صنم لقريش، وكان ببطن نخلة.

2 روى الطبري في تاريخه –بعد أن أورد خبر فتحه صلى الله عليه وسلم مكة سنة ثمان للهجرة، وخطبته حين وقف على باب الكعبة –قال:"ثم اجتمع الناس بمكة لبيعة رسول الله على الإسلام فجلس لهم- فيما بلغني – على الصفا، وعمر بن الخطاب تحت رسول الله أسفل من مجلسه يأخذ على الناس، فبايع رسول الله على السمع والطاعة لله ولرسوله فيما استطاعوا، وكذلك كانت بيعته لمن بايع رسول الله من الناس على الإسلام، فلما فرغ رسول الله من بيعة الرجال بايع النساء، واجتمع إليه نساء من نساء قريش فيهن هند بنت عتبة "أم معاوية"

إلى آخر القصة –تاريخ الطبري 3: 121– وكان معاوية ممن أسلم بعد الفتح.

3 بيعة الرضوان كانت سنة ست هجرية في غزوة الحديبية حين دعا الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين للبيعة على القتال، فبايعوه على الموت تحت شجرة هناك سميت بعد بشجرة الرضوان.

4 ينصر.

5 المزق: جمع مِزقة بالكسر، وهي القطعة من الثوب وغيره.

6 أي لشدة الحزن والأسى.

ص: 23

لا تركنن إلى أمر تُكَلِّفُنَا

والراقصاتُ به في مكة الخرقا1

فالموت أهون من قول العداة "لقد

حاد ابن حرب عن العزى إذا فرقا"2

والله لَمَا أخفيتُ من أمرك، أكبر مما أبدي؛ وأنشدكم الله أيها الرهط أتعلمون أن عليًّا حرم الشهوات على نفسه بين أصحاب رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فأنزل فيه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} . وأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بعث أكابر أصحابه إلى بني قريظة، فنزلوا من حصنهم، فهزموا، فبعث عَلِيًّا بالراية؛ فاستنزلهم على حكم الله، وحكم رسوله، وفعل في خيبر مثلها، ثم قال: يا معاوية أظنك لا تعلم أني أعلم ما دعا به عليك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، لما أراد أن يكتب كتابا إلى بني جذيمَة3، فبعث إليك ونَهَمك4 إلى أن تموت، وأنتم أيها الرهط

1 الخرق محرَّكة: ألا يحسن الرجل العمل والتصرف في الأمور، والحمق.

2 فرق: فزع.

3 في الأصل "خزيمة"، وهو تحريف، وهم بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة، وقد بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد حين افتتح مكة داعيًا، ولم يبعثه مقاتلا، فلما رآه القوم أخذوا السلاح، فقال خالد: ضعوا السلاح، فإن الناس قد أسلموا، فلما وضعوه أمر بهم خالد عند ذلك فكتفوا، ثم عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم – وكان بنو جذيمة قد أصابوا في الجاهلية عوف بن عبد عوف أبا عبد الرحمن بن عوف، والفاكه بن المغيرة عم خالد، وكانا أقبلا تاجرين من اليمن حتى إذا نزلا بهم قتلوهما، وأخذوا أموالهما – فلما انتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه إلى السماء، ثم قال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد، ثم دعا علي بن أبي طالب، فقال: يا علي اخرج إلى هؤلاء القوم، فانظر في أمرهم، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك، فخرج علي حتى جاءهم، ومعه مال قد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم به، فودى لهم الدماء، وما أصيب من الأموال، حتى إنه ليدي ميلغة الكلب، "والميلغة بالكسر: الإناء يلغ فيه الكلب" حتى إذا لم يبق شيء من دم أو مال إلا وداء بقيت معه بقية من المال. قال لهم: هل بقى لكم دم أو مال لم يرد إليكم؟ قالوا: لا، قال: فإني أعطيكم هذه البقية من هذا المال احتياطا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما لا يعلم ولا تعلمون، ففعل، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره الخبر، فقال: أصبت وأحسنت، ثم استقبل القبلة قائما شاهرا يديه، وهو يقول: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ابن الوليد، ثلاث مرات.

4 الذي في كتب اللغة: "نهمه: زجره، وحذفه بالحصى وغيره" ومراده هنا أنه دعا عليه بالنهم وعدم الشبع، وقد تقدم الكلام عليه.

ص: 24

نشدتكم الله ألا تعلمون أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لعن أبا سفيان في سبعة مواطن لا تستطيعون ردها؟ أولها: يوم لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله خارجًا من مكة إلى الطائف يدعو ثقيفًا إلى الدين؛ فوقع به، وسبه، وسفهه، وشتمه، وكذبه، وتوعده، وهم أن يبطش به، فلعنه الله ورسوله، وصرف عنه، والثانية: يوم العير1 إذ عَرَضَ لها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وهي جائية من الشأم، فطردها أبو سفيان وساحل2 بها، فلم يظفر المسلمون بها، ولعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله ودعا عليه، فكانت وقعة بدر لأجلها.

والثالثة: يوم أحد؛ حيث وقف تحت الجبل، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ في أعلاه، وهو ينادي: اُعْلُ هبل3 مرارًا، فلعنه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عشر مرات، ولعنه المسلمون.

والرابعة: يوم جاء بالأحزاب، وغطفان، واليهود، فلعنه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وابتهل.

والخامسة: يوم جاء أبو سفيان في قريش، فصدوا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عن المسجد والهدي معكوفا أن يبلغ محله4، ذلك يوم الحديبية، فلعن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أبا سفيان، ولعن القادة والأتباع، وقال: ملعونون كلهم، وليس فيهم من يؤمن.

فقيل: يا رسول الله، أفما يرجى الإسلام لأحد منهم، فكيف باللعنة؟ فقال: لا تصيب اللعنة أحدا من الأتباع، وأما القادة فلا يفلح منهم أحد5. والسادسة: يوم الجمل الأحمر.

والسابعة: يوم وقفوا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ في العقبة؛ ليستنفروا ناقته، وكانوا اثنى عشر رجلا منهم أبو سفيان. فهذا لك يا معاوية.

وأما أنت يا بن العاص، فإن أمرك مشترك، وضعتك أمك مجهولا من عهر6

1 العير: الإبل تحمل الميرة.

2 أتى بها ساحل البحر.

3 أي: اعل وانتصر يا هبل؛ وهو صنم كان في الكعبة.

4 والهدي معطوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والهدي ما يهدى إلى مكة، ومعكوفًا أي محبوسًا وهو حال. أن يبلغ محله أي مكانه الذي ينحر فيه عادة وهو الحرم.

5 لا يتعارض مع هذا أن أبا سفيان أفلح بعد وأسلم، إذ النفي فيه بلا، وليس النفي بلن.

6 فجور: ذكروا أن النابغة أم عمرو بن العاص كانت أمة لرجل من عنزة "بالتحريك" فسبيت: فاشتراها عبد الله بن جدعان التيمي بمكة، فكانت بغيًّا، ثم أعتقها، فوقع عليها أبو لهب بن عبد المطلب =

ص: 25

وسفاح، فتحاكم فيك أربعة من قريش، فغلب عليك جزّارها؛ ألأمهم حسبا، وأخبثهم منصبا، ثم قام أبوك فقال: أنا شاني محمد الأبتر1. فأنزل الله فيه ما أنزل، وقاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله في جميع المشاهد، وهجوته وآذيته بمكة، وكدته كيدك كله، وكنت من أشد الناس له تكذيبا وعداوة، ثم خرجت تريد النجاشي مع أصحاب السفينة؛ لتأتي بجعفرٍ وأصحابه إلى أهل مكة2. فلما أخطأك ما رجوت، ورجعك الله خائبًا وأكذبك واشيًا، جعلت حسدك على صاحبك عمارة بن الوليد، فوشيت به إلى النجاشي حسدًا لما ارتكب من حليلته3، ففضحك الله، وفضح صاحبك، فأنت عدو بني هاشم

= وأمية بن خلف الجمحي، وهشام بن المغيرة المخزومي، وأبو سفيان بن حرب، والعاص بن وائل السهمي في طهر واحد، فولدت عمرًا، فادعاه كلهم، فحكمت أمه فيه، فقالت: هو من العاص بن وائل؛ وذاك لأن العاص كان ينفق عليها كثيرًا، قالوا: وكان أشبه بأبي سفيان، وفي ذلك يقول أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب في عمرو بن العاص:

أبوك أبو سفيان لا شك قد بدت

لنا فيك منه بينات الشمائل

ويقال: إنه جعل لرجل ألف درهم أن يسأل عمرًا وهو على المنبر: من أمه؟ فسأله، قال: أمي سلمى بنت حرملة تلقب بالنابغة من بني عنزة أصابتها رماح العرب فبيعت بعكاظ، فاشتراها الفاكه بن المغيرة، ثم اشتراها منه عبد الله بن جدعان، ثم صارت إلى العاص بن وائل، فولدت، فأنجبت، فإن كان جُعل لك شيء فخذه.

"ورأيي فيما رُويَ من نسب عمرو بن العاص أن الإسلام يجب ما قبله".

1 الشانئ: المبغض، ويسهل: وذلك أن العاص بن وائل سمى النبي صلى الله عليه وسلم أبتر عند موت ابنه القاسم، فنزل فيه:{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} أي المنقطع عن كل خير، الذي لا يفوز بالذكر الحسن بعد موته، وأما أنت يا محمد فسيبقى حسن ذكرك، وآثار فضلك إلى يوم القيامة، فهو الأبتر لا أنت.

2 يشير إلى هجرة الحبشة الثانية، وقد هاجر إليها من المسلمين نحو ثلاثة وثمانين رجلا وثمان عشرة امرأة، وكان من الرجال جعفر بن أبي طالب، ولما رأت قريش ذلك أرسلت في أَثَرِهِم عمرو بن العاص، وعمارة بن الوليد، بهدايا إلى النجاشي وبطارقته، ليسلم المسلمين، فرجعا خائبين، وأبى النجاشي أن يخفر ذمته.

3 وذلك أن عمرا وعمارة ركبا البحر إلى الحبشة كما قدمنا –وكان عمارة جميلا وسيما تهواه النساء، وكان مع عمرو بن العاص امرأته- فلما صاروا في البحر ليالي أصابا من خمر معهما، فانتشى عمارة، فقال لامرأة عمرو: قبليني، فقال لها عمرو: قبلي ابن عمك، فقبلته، فهويها عمارة، وجعل يراودها عن نفسها =

ص: 26

في الجاهلية والإسلام. ثم إنك تعلم، وكل هؤلاء الرهط يعلمون أنك هجوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله بسبعين بيتًا من الشعر، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: اللهم إني لا أقول الشعر، ولا ينبغي لي. اللهم العنه بكل حرف ألف لعنة، فعليك إذن من الله ما لا يحصى من اللعن، وأما ما ذكرت من أمر عثمان؛ فأنت سعرت1 عليه الدنيا نارا، ثم لحقت بفلسطين، فلما أتاك قتله قلت:"أنا أبو عبد الله إذا نكأت قرحة أدميتها" ثم حبست نفسك إلى معاوية، وبعت دينك بدنياه، فلسنا نلومك على بغض، ولا نعاتبك على ود، وبالله ما نصرت عثمان حيًّا ولا غضبت له مقتولا، ويحك يابن العاص! ألست القائل في بني هاشم لما خرجت من مكة إلى النجاشي:

تقول ابنتي: أين هذا الرحيل؟

وما السير مني بمستنكر

= فامتنعت منه، ثم إن عمرا جلس على منجاف السفينة يبول "منجاف السفينة هو سكانها الذي تعدل به" فدفعه عمارة في البحر، فلما وقع عمرو سبح حتى أخذ بمنجاف السفينة، وضغن عمرو عليه في نفسه، وعلم أنه كان أراد قتله، ومضيا حتى نزلا الحبشة، فلما اطمأنا بها لم يلبث عمارة أن دب لامرأة النجاشي، فأدخلته، فاختلف إليها، وجعل إذا رجع من مدخله ذلك يخبر عمرا بما كان من أمره، فيقول عمرو: لا أصدقك أنك قدرت على هذا، إن شأن هذه المرأة أرفع من ذلك، فلما أكثر عليه عمارة بما كان يخبره، ورأى عمرو من حاله وهيئته ومبيته عندها حتى يأتي إليه مع السحر ما عرف به ذلك، قال له: إن كنت صادقا، فقل لها فلتدهنك بدهن النجاشي الذي لا يدهن به غيره، فإني أعرفه وأتني بشيء منه حتى أصدقك، قال: أفعل، فسألها ذلك، فدهنته منه، وأعطته شيئًا في قارورة، فقال عمرو: أشهد أنك قد صدقت، لقد أصبت شيئًا ما أصاب أحد من العرب مثله قط، امرأة الملك! ما سمعنا بمثل هذا، ثم سكت عنه حتى اطمأن ودخل على النجاشي، فأعلمه شأن عمارة، وقدم إليه الدهن، فلما أثبت أمره دعا بعمارة، ودعا نسوة أخر، فجردوه من ثيابه، ثم أمرهن ينفخن في إحليله، ثم خلى سبيله، فخرج هاربًا.

1 سعر النار: كمن أوقدها، وكان عمرو أول خلافة عثمان واليا على مصر –منذ خلافة عمر بن الخطاب- ثم إن عثمان ولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح -وهو أخو عثمان من الرضاع- خراج مصر، وولى عمرو بن العاص على الجند، فلم يتفقا، فجمع لعبد الله الخراج والجند وعزل عمرا، فلما قدم عمرو المدينة جعل يطعن على عثمان، ويؤلب عليه، وخرج عمرو بعدئذ حتى انتهى إلى أرض له بفلسطين، فكان يقول: أنا أبو عبد الله إذا حككت قرحة نكأتها، والله إن كنت لألقى الراعي، فأحرضه عليه "نكأ القرحة: قشرها قبل أن تبرأ فنديت".

ص: 27

فقلت: ذريني فإني امرؤ

أريد النجاشي في جعفر

لأكويه عنده كية

أقيم بها نخوة الأصعر1

وشانئ أحمد من بينهم

وأقولهم فيه بالمنكر

وأجري إلى عتبة جاهدا

ولو كان كالذهب الأحمر2

ولا أنثني عن بني هاشم

وما اسطعت في الغيب والمحضر

فإن قبل العتب مني له

وإلا لويت له مشفري3

فهذا جوابك. هل سمعته؟

وأما أنت يا وليد، فوالله ما ألومك على بغض علي، وقد جلدك ثمانين في الخمر4، وقتل أباك بين يدي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ صَبْرًا5، وأنت الذي سماه اللهُ الفاسق

1 الصعر محرَّكة: الميل في الخد، صعر: كفرح فهو أصعر، وصعر خده تصعيرًا: أماله من الكبر.

2 كان من بين المهاجرين من المسلمين إلى الحبشة عتبة بن غزوان، وهو من بني نوفل بن عبد مناف، وعتبة بن مسعود "وهو أخو عبد الله بن مسعود" من هذيل من حلفائهم، وأظنه يعني عتبة بن غزوان، وقوله: ولو كان كالذهب الأحمر: أي في صعوبة الوصول إليه.

3 المشفر للبعير: كالشفة للإنسان، وقد يستعمل في الناس.

4 وذلك أن عثمان رضي الله عنه بعد أن عزل سعد بن أبي وقاص من إمارة الكوفة، ولى عليها الوليد بن عقبة –وهو أخوه لأمه- ورووا أنه شرب الخمر بالكوفة وسكر حتى دخل عليه، وأخذ خاتمه من أصبعه وهو لا يعلم، وأنه تكلم في الصلاة، والتفت إلى من يقتدون به فيها وهو سكران، وقال لهم: أزيدكم؟ قالوا: لا قد قضينا صلواتنا، وشهد الشهود عليه بذلك عند عثمان في وجهه، فأدخله بيتًا، وأراد أن يحده، فجعل إذا بعث إليه رجلا من قريش ليضربه ناشده الوليد ألا يقطع رحمه، فلما رأى عليٌّ ذلك أخذ السوط ودخل عليه فجلده به.

5 القتل صبرا: أن يحبس الرجل ويرمى حتى يموت، وكان عقبة بن أبي معيط شديد الإيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم الاستهزاء به، صنع مرة وليمة ودعا إليها كبراء قريش، وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: والله لا آكل من طعامك حتى تؤمن بالله، فتشهد، فبلغ ذلك أبي بن خلف الجمحي، وكان صديقًا له، فقال: ما شيء بلغني عنك؟ قال: لا شيء دخل منزلي رجل شريف، فأبى أن يأكل طعامي حتى أشهد له، فاستحييت أن يخرج من بيتي ولم يطعم، فشهدت له، قال أُبي: وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمدًا فلم تطأ عنقه، وتبزق في وجهه، وتلطم عينه، فلما رأى عقبة رسول الله =

ص: 28

وسَمَّى عَلِيًّا المؤمن، حيث تفاخرتما، فقلت له: اسكت يا عليُّ، فأنا أشجع منك جَنَانًا، وأطول منك لسانًا، فقال لك علي: اسكت يا وليد، فأنا مؤمن وأنت فاسق، فأنزل الله تعالى في موافقة قوله:{أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ} ثم أنزل فيك على موافقة قوله أيضًا {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} 1 ويحك يا وليد؟ مهما نسيت فلا تنس قول الشاعر فيك وفيه:

أنزل الله "والكتاب عزيز"

في علي وفي الوليد قُرانا2

فتبوَّا الوليد إذ ذاك فسقا

وعلي مبوَّأٌ إيمانا3

ليس من كان مؤمنًا "عمرك اللـ

ـه" كمن كان فاسقا خوَّانا

سوف يُدعَى الوليد بعد قليل

وعلي إلى الحساب عيانا

فعلي يجزى بذاك جنانا

ووليد يجزى بذاك هوانا

رب جد لعقبة بن أبان

لابس في بلادنا تُبَّانا4

= صلى الله عليه وسلم فعل به ذلك، فأنزل الله فيه:{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً} وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يصلي في حجر الكعبة، فأقبل عقبة، فوضع ثوبه في عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر، فأخذ بمنكبه، ودفعه عن الرسول، وقال:{أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} فلما كانت غزوة بدر كان عقبة من أسراها، وقد قتله عليه الصلاة والسلام وهو راجع.

1 وذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام كان قد بعث الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق لأخذ الصدقات -وكان بينه وبينهم ترة في الجاهلية- فلما سمعوا به استقبلوه، فحسبهم مقاتليه، فرجع، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنهم قد ارتدوا ومنعوا الزكاة، فهم بقتالهم، فأتوه منكرين ما قاله عنهم، فنزلت الآية:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} .

2 مسهل عن: "قرآنا".

3 فتبوا: مسهل عن: "فتبوأ".

4 أبان: هو والد أبيه عقبة، فهو الوليد بن عقبة بن أبي معيط أبان بن أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس، والتبان: سروال صغير مقدار شبر يستر العورة المغلظة فقط يكون للملاحين.

ص: 29

وما أنت وقريش!، إنما أنت عِلْجٌ من أهل صفورية1، وأقسم بالله لأنت أكبر في الميلاد وأسن ممن تدعى إليه.

وأما أنت يا عتبة، فوالله ما أنت بحصيف2 فأجيبك، ولا أقل فأحاورك وأعاتبك، وما عندك خير يرجى، ولا شر يتقى، وما عقلك وعقل أمتك إلا سواء، وما يضر عَلِيًّا لو سببته على رءوس الأشهاد؟ وأما وعيدك إياي بالقتل، فهلا قتلت اللحياني إذ وجدته على فراشك؟ أما تستحيي من قول نصر بن حجاج فيك:

يا للرجال وحادث الأزمان

ولسبة تخزي أبا سفيان3

نبئت عتبة خانه في عرسه

جنس لئيم الأصل من لحيان4

وبعد هذا ما أربأ بنفسي عن ذكره لفحشه، فكيف يخاف أحد سيفك؟ ولم تقتل فاضحك. وكيف ألومك على بغض عليٍّ، وقد قتل خالك الوليد مبارزة يوم بدر، وشرك حمزة في قتل جدك عتبة، وأوحدك من أخيك حنظلة في مقام واحد.

وأما أنت يا مغيرة، فلم تكن بخليق أن تقع في هذا وشبهه، وإنما مثلك مثل البعوضة إذ قالت للنخلة:"استمسكي فإني طائرة عنك" فقالت النخلة: وهل علمت بك واقعةً عليَّ، فأعلم بك طائرة عني؟ والله ما نشعر بعداوتك إيانا، ولا اغتممنا إذ علمنا بها ولا يشق علينا كلامك، وإنَّ حد الله في الزنا لثابت عليك ولقد درأ عمر عنك حقًّا، الله سائله عنه. ولقد سألتَ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: هل ينظر الرجل إلى المرأة يريد أن يتزوجها؟ فقال: لا بأس بذلك يا مغيرة ما لم ينو الزنا، لعلمه بأنك زانٍ، وأما

1 صفورية: بلد بالأردن "بضم الهمزة والدال وتشديد النون"، والعلج: الرجل من كفار العجم وذلك أن جده ذكوان كان يلقب بالصفوري، ذكر جماعة من النسابين أن ذكوان هذا كان مولى لأمية بن عبد شمس، فتبناه، وكناه أبا عمرو، فبنوه موالٍ، وليسوا من بني أمية لصلبه "شرح ابن أبي الحديد م1: ص154".

2 حصف: ككرم استحكم عقله، فهو حصيف.

3 السبة: العار.

4 عرس الرجل: امرأته: وبنو لحيان: حي من هذيل، وهو لحيان بن هذيل بن مدركة.

ص: 30