الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما يضرهم" قالوا: فما الرأي؟ قال: تسيرون إلى الكورة التي أشار بنزولها معاذ بن جوين، يعني حلوان، أو تسيرون بنا إلى عين التمر، فنقيم بها؛ فإذا سمع بنا إخواننا أتونا من كل جانب وأوب1".
1 الأوب: الطريق والجهة.
425-
رد حيان:
فقال له حيان: "إنك والله لو سرت بنا أنت وجميع أصحابك نحو أحد هذين الوجهين، ما اطمأننتم به حتى يلحق بكم خيول أهل المصر؛ فأنى تشفون أنفسكم؟ فوالله ما عدتكم بالكثيرة، التي ينبغي أن تطمعوا معها بالنصر في الدنيا على الظالمين المعتدين؛ فاخرجوا بجانب من مصركم هذا، فقاتلوا عن أمر الله من خالف طاعة الله، ولا تربصوا ولا تنتظروا؛ فإنكم إنما تبادرون بذلك إلى الجنة، وتخرجون أنفسكم بذلك من الفتنة" قالوا: أما إذا كان لا بد لنا، فإنا لن نخالفك، فاخرج حيث أحببت.
426-
خطبة حيان:
ثم إن أصحاب حيان بن ظبيان اجتمعوا إليه؛ فقال لهم: يا قوم: إن الله قد جمعكم لخير، وعلى خير، والله الذي لا إله غيره ما سررت بشيء قط في الدنيا بعد ما أسلمت سروري لمخرجي هذا على الظلمة الأثمة؛ فوالله ما أحب أن الدنيا بحذافيرها لي، وأن الله حرمني في مخرجي هذا الشهادة، وإني قد رأيت أن نخرج حتى ننزل جانب دار جرير فإذا خرج إليكم الأحزاب ناجزتموهم".
فقال عتريس بن عرقوب: أما أن نقاتلهم في جوف المصر؛ فإنه يقاتلنا الرجال،