الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم إن القوم اجتمعوا بعد ذلك بأيام إلى منزل معاذ بن جوين؛ فقال لهم حيان:
عباد الله، أشيروا برأيكم، أين تأمرونني أن أخرج؟ فقال معاذ: إني أرى أن تسير بنا إلى حلوان1 حتى ننزلها؛ فإنها كورة بين السهل والجبل، وبين المصر والثغر -يعني بالثغر الري- فمن كان يرى رأينا من أهل المصر والثغر والجبل والسواد2 لحق بنا.
1 بلد بفارس.
2 أي سواد العراق.
423-
رد حيان بن ظبيان:
فقال له حيان: "عدوك معاجلك قبل اجتماع الناس إليك، لعمري لا يتركونكم حتى يجتمعوا إليكم؛ ولكن قد رأيت أن أخرج معكم في جانب الكوفة والسبخة، أو زرارة3 والحيرة، ثم نقاتلهم حتى نلحق بربنا؛ فإني والله لقد علمت أنكم لا تقدرون -وأنتم دون المائة رجل- أن تهزموا عدوكم، ولا أن يشتد نكايتكم فيهم؛ ولكن متى علم الله أنكم قد أجهدتم أنفسكم في جهاد عدوه وعدوكم، كان لكم به العذر، وخرجتم من الإثم" قالوا: رأينا رأيك.
1 محلة بالكوفة.
434-
مقال عتريس بن عرقوب:
فقال لهم عتريس بن عرقوب: ولكن لا أرى رأي جماعتكم؛ فانظروا في رأي لكم، إني لا إخالكم تجهلون معرفتي بالحرب، وتجربتي للأمور، فقالوا له: أجل، أنت كما ذكرت، فما رأيك؟ قال: ما أرى أن تخرجوا على الناس بالمصر، إنكم قليل في كثير، والله ما تزيدون على أن تحرزوهم1 أنفسكم، وتقروا أعينهم بقتلكم، وليس هكذا تكون المكايدة، إذا آثرتم أن تخرجوا على قومكم، فكيدوا عدوكم.
1 أي تملكوهم.