الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا تتعظون، أفنقتدي بسيرتكم في أنفسكم، أم نطيع أمركم بألسنتكم؟ فإن قلتم: اقتدوا بسيرتنا، فأنى وكيف؟ وما الحجة؟ وما المصير من الله؟ أنقتدي بسيرة الظلمة الفسقة، الجورة الخونة، الذين اتخذوا مال الله دولا1، وعبيده خولا2؟ وإن قلتم: اسمعوا نصيحتنا، وأطيعوا أمرنا، فكيف ينصح لغيره من يغش نفسه؟ أم كيف تجب الطاعة لمن لم تثبت عند الله عدالته؟ وإن قلتم خذوا الحكمة من حيث وجدتموها، واقبلوا العظة ممن سمعتموها. فعلام وليناكم أمرنا، وحكمناكم في دمائنا وأموالنا؟ أما علمتم أن فينا من هو أنطق منكم باللغات، وأفصح بالعظات؟ فتخلوا عنها3، وأطلقوا عقالها، وخلوا سبيلها، ينتدب4 إليها آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين شردتموهم في البلاد، ومزقتموهم في كل وادٍ، بل تثبت في أيديكم لانقضاء المدة، وبلوغ المهلة، وعظم المحنة، إن لكل قائم قدرا لا يعدوه، ويوما لا يخطوه، وكتابا بعده يتلوه:{لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} تم الْتُمِسَ الرجلُ فلم يوجد
"نهاية الأرب 7: 249".
1 جمع دولة بالضم: أي جعلوه متداولا بينهم.
2 الخول: ما أعطاك الله تعالى من النعم "محركة" والعبيد والإماء وغيرهم من الحاشية الواحد والجميع والذكر والأنثى، ويقال للواحد: خائل.
3 أي عن الخلافة
4 انتدب إليه: أسرع.
135-
وصف عقيل بن أبي طالب لآل صوحان:
قال معاوية لعقيل بن أبي طالب: "مَيِّزْ لي أصحاب علي وابدأ بآل صوحان، فإنهم مخاريق الكلام1"، قال:
1 مخاريق جمع مخراق بالكسر: وهو السيف، والسيد والمتصرف في الأمور، الذي لا يقع في أمر إلا خرج منه "والثور البري يسمى مخراقًا؛ لأن الكلاب تطلبه، فيفلت منها، وفلان مخراق حرب أي صاحب حروب يخف فيها".
"أما صعصعة فعظيم الشان، عضب اللسان1، قائد فرسان، قاتل أقران، يَرتُق2 ما فُتِقَ، ويفْتُق ما رُتِقَ، قليل النظير. وأما زيد وعبد الله فإنما نهران جاريان، يصب فيهما الخلجان3، ويغاث بهما البلدان، رجلا جد لا لعب معه، وأما بنو صوحان فكما قال الشاعر:
إذا نزل العدو فإن عندي
…
أسودًا تخْلِسُ الأُسْدَ النفوسا4
"مروج الذهب 2: 75"
1 العضب: القاطع.
2 الرتق: ضد الفتق.
3 الخليج: نهر في شق من النهر الأعظم.
4 خلس الشيء كضرب خلسًا: استلبه.
136-
وصية محمد الباقر 1 لعمر بن عبد العزيز:
دخل أبو جعفر محمد الباقر بن علي زين العابدين، بن الحسين عليهم السلام، على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقال: يا أبا جعفر أوصني، قال:
"أوصيك أن تتخذ صغير المسلمين ولدًا، وأوسطهم أخًا، وكبيرهم أبًا، فارحم ولدك، وصل أخاك، وبر أباك، وإذا صنعت معروفًا فَرَبِّهِ2".
"الأمالي 2: 312"
1توفى سنة 113هـ.
2 أي أَدِمْه، يقال: رب بالمكان وأرب: أقام به ودام.