الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإن عصيتم مقالي اليوم فاعترفوا
…
أن سوف تلقون خِزْيًا ظاهر العار
لترجعن أحاديثا ملعَّنة
…
لهو المقيم ولهو المدلج الساري1
من كان في نفسه حوجاء يطلبها
…
عندي فإني له رهن بإصحار2
أقيم عوجته إن كان ذا عوج
…
كما يقوِّمُ قدح النبعة الباري3
وصاحب الوتر ليس الدهر مدركه
…
عندي، وإني لدرَّاك بأوتار
"الأمالي 1: 12".
1 أدلج: سار من أول الليل، فإن سار من آخره فقد ادلج بالتشديد، والساري: الذي يسير بالليل.
2 الحوجاء: الحاجة. وقوله بأصحار: أي لا أستتر عنه، ولا أمتنع في الأماكن الحصينة، من أصحر القوم: برزوا إلى الصحراء.
3 العوج بالفتح في كل ما كان منتصبا مثل الإنسان والعصار والعود وشبهه، والعوج بالكسر: ما كان في بساط أو أرض معاش أو دين، قيل بالفتح مصدر وبالكسر اسم منه، والقدح: السهم قبل أن يراش وينصل، جمعه قداح، والنبعة واحدة النبع وهو شجر القسي والسهام.
170-
خطبته عام حجه:
وحج عبد الملك في بعض أعوامه، فأمر الناس بالعطاء، فخرجت بدرة1 مكتوب عليها من الصدقة، فأبى أهل المدينة قبولها، وقالوا: إنما كان عطاؤنا من الفيء، فقال عبد الملك وهو على المنبر:
"يا معشر قريش، مثلنا ومثلكم أن أخوين في الجاهلية خرجا مسافرين، فنزلا في ظل شجرة تحت صفاة2، فلما دنا الرواح خرجت إليهما من تحت الصفاة حية تحمل دينارًا، فألقته إليهما، فقالا: إن هذا لمن كنز، فأقاما عليها ثلاثة أيام، كل يوم تخرج إليهما دينارا، فقال أحدهما لصاحبه: إلى متى ننتظر هذه الحية؟ ألا نقتلها ونحفر هذا الكنز فنأخذه، فنهاه أخوه، وقال: ما تدري لعلك تعطب ولا تدرك المال، فأبى عليه
1 البدرة: كيس فيه ألف أو عشرة آلاف درهم أو سبعة آلاف دينار.
2 الصفاة: الحجر الصلد الضخم.