الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا لك من قْبَّرَةٍ بِمَعْمَرِ
…
خلا لك الجوُّ فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري1
هذا حسين يخرج إلى العراق، وعليك بالحجاز.
1 القبرة واحد القبر: ضرب من الطير، ويقال القنبراء: بضم القاف والباء، والجمع قنابر.
قال صاحب القاموس: ولا تقل قنبرة "كقنفذة" أو هي لغية، وقال صاحب اللسان والصحاح:"والعامة تقول: القنبرة وقد جاء ذلك في الرجز" ورويا شاهدًا عليه أنشده أبو عبيدة، والمعمر: المنزل الكثير الماء والكلأ، وهو مثل، وأول من قاله طرفة بن العبد، وذلك أنه كان مع عمه في سفر وهو صبي، فنزلوا على ماء، فذهب طرفة بفخيخ له، فنصبه للقنابر وبقي عامة يومه فلم يصد شيئًا، ثم حمل فخه ورجع إلى عمه، وتحملوا من ذلك المكان، فرأى القنابر يلقطن ما نثر لهن من الحب، فقال ذلك، يضرب في الحاجة يتمكن منها صاحبها.
28-
نصيحة أبي بكر بن عبد الرحمن المخزومي له:
ودخل أبو بكر عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام1على الحسين رضي الله عنه فقال:
"يابن عم، إن الرحم يظائرني2عليك، ولا أدري كيف أنا في النصيحة لك، فقال: يا أبا بكر، ما أنت ممن يستغش، فقال أبو بكر:
"كان أبوك أشد بأسًا، والناس له أرجى، ومنه أسمع، وعليه أجمع، فسار إليه معاوية، والناس مجتمعون عليه –إلا أهل الشام- وهو أعز منه، فخذلوه، وتثاقلوا عنه؛ حرصًا على الدنيا وضنا بها، فجرعوه الغيظ وخالفوه، حتى صار إلى ما صار إليه من كرامة الله ورضوانه، ثم صنعوا بأخيك بعد أبيك ما صنعوا، وقد شهدت ذلك كله ورأيته. ثم
1هو أبو بكر عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي.
2 الرحم: القرابة، ويظائرني: يعطفني. يقال: ظأرني فلان على أمر كذا، وأظأرني وظاءرني: أي عطفني.