الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثالث: الخطب والوصايا في العصر الأموى
خطب بنى هاشم وشيعتهم وما يتصل بها
خطبة الحسن بن على بعد وفاة أبيه
…
الباب الثالث: الخطب والوصايا في العصر الأموي:
الخطب: خطب بني هاشم وشيعتهم وما يتصل بها:
خطبة الحسن بن علي بعد وفاة أبيه: 1
خطب الحسن بن علي رضي الله عنهما بعد وفاة أبيه فنعاه فقال:
"لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة فيها نزل القرآن، وفيها رفع عيسى بن مريم عليه السلام، وفيها قتل يوشع بن نون، فتى موسى عليهما السلام، والله ما سبقه أحد كان
1 في الكامل لابن الأثير "3: 197" أن الحسن بن علي توفي سنة 49هـ وفي ابن أبي الحديد "م4: ص4" أنه توفي سنة 50 وفي الإمامة والسياسة "1: 127" أنه توفي سنة 51.
قبله، ولا يدركه أحد يكون بعده، والله إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثه في السرية1، وجبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، والله ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه، أراد أن يبتاع بها خادمًا لأهله، ثم خنقته العبرة فبكى، وبكى الناس معه، ثم قال:
"أيها الناس: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه والسراج المنير، أنا من أهل البيت، الذين أذهب الله عنهم الرجس2 وطهرهم تطهيرًا، والذين افترض الله مودتهم في كتابه إذ يقول: {وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا} ، فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت".
فلما انتهى إلى هذا الموضع من الخطبة، قام عبيد الله بن العباس بين يديه، فدعا الناس إلى بيعته، فاستجابوا وقالوا ما أحبه إلينا وأحقه بالخلافة! فبايعوه ثم نزل من المنبر.
"تاريخ الطبري 6: 91، وشرح ابن أبي الحديد م4 ص11، والعقد الفريد 2: 6"
1 السرية من خمسة أنفس إلى ثلاثمائة أو أربعمائة.
2 الرجس: القذر والمأثم، وكل ما استقذر من العمل، والعمل المؤدي إلى العذاب.