الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صدره1، ولا آتي معروفًا إلا صغرتم خطره2، وأعطيكم العطية فيها قضاء حقوقكم، فتأخذونها متكارهين عليها، تقولون: قد نقص الحق دون الأمل، فأي أمل بعد ألف ألف أعطيها الرجل منكم، ثم أكون أسرَّ بإعطائها منه بأخذها؟ والله لئن انخدعت لكم في مالي، وذللت لكم في عرضي، أرى انخداعي كرمًا، وذلي حلمًا، ولو وليتمونا رضينا منكم بالانتصاف، ولا نسألكم أموالكم؛ لعلمنا بحالكم وحالنا، ويكون أبغضها إلينا أحبها إليكم أن نعفيكم".
1 يقال: ورد الماء ليستقي ثم صدر عنه: أي رجع صدْرًا "بسكون الدال" وصدورًا والاسم منه الصَّدَر "بفتحتين" أي أصدرتم ورددتم وارده ظمآن لا ريان، يريد أنهم دائبون على مخالفته في كل أمر، يرون ضد رأيه.
2 قدره وشأنه.
87-
مقال ابن عباس:
فقال ابن عباس:
"لو ولينا أحسنا المواساة، وامتننا بالأَثَرَة1، ثم لم نغشم2 الحي، ولم نشتم الميت3، فلستم بأجود منا أكفًّا، ولا أكرم أنفسًا، ولا أصون لأعراض المروءة، ونحن والله أعطى للآخرة منكم للدنيا، وأعطى في الحق منكم في الباطل، وأعطى على التقوى منكم على الهوى، والقسم بالسوية والعدل في الرعية يأتيان على المنى والأمل، ما أرضاكم منا بالكفاف، فلو رضيتم منا لم نرضَ بأنفسنا به لكم، والكفاف رضا من لا حق له، فلا تُبَخِّلُونا4 حتى تسألونا، ولا تَلْفِظُونا حتى تذوقونا".
العقد الفريد: 2: 111".
1 استأثر على أصحابه: اختار لنفسه أشياء حسنة والاسم الأثرة، والمعنى وامتننا أي وتفضلنا وأنعمنا بما نستأثر به.
2 غشمه غشما: ظلمه.
3 يعرض به في سبه عَلِيًّا على المنابر.
4 لا ترمونا بالبخل "بخله بالتشديد: رماه بالبخل، وأبخله: وجده بخيلا".