الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهن زينة الخير، ويقلن عافى الله فلانًا، قال: على هذا لعنة الله، فأخبرني بخير الرجال؟ قال: خيرهم الذي يقول فيه الشماخ التغلبي:
فتى ليس بالراضي بأدنى معيشة
…
ولا في بيوت الحي بالمتولج1
فتى يملأ الشيزى ويُروي سنانه
…
ويضرب في رأس الكمي المدجج2
فقال له: حسبك، كم حبسنا عطاءك؟ قال: ثلاث سنين، فأمر له بها وخلى سبيله.
"مروج الذهب 2: 147"
1 الداخل.
2 الشيزي: خشب أسود تتخذ منه القصاع، يكني عن كرمه، والمدجج: الشاكّ في السلاح.
394-
ابن القرّية يعدد مساوئ المزاح:
وقال الحجاج بن يوسف لابن القرّية: ما زالت الحكماء تكره المزاح وتنهى عنه، فقال:"المزاح من أدنى منزلته إلى أقصاها عشرة أبواب: المزاح أوله فرح وآخره ترح، المزاح نقائض السفهاء كالشعر نقائض الشعراء، والمزاح يوغر صدر الصديق، وينفر الرفيق، والمزاح يبدي السرائر؛ لأنه يظهر المعاير، والمزاح يسقط المروءة، ويبدي الخنا، لم يجرَّ المزاح خيرًا وكثيرًا ما جرَّ شرًّا، الغالب بالمزاح واتر، والمغلوب به ثائر، والمزاح يجلب الشتم صغيرُه، والحربَ كبيرُه، وليس بعد الحرب إلا عفو بعد قدرة"، فقال الحجاج:"حسبك، الموت خيرٌ من عفوٍ معه قدرة".
"زهر الآداب 2: 85"