الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الرابع: الآثار الواردة في التوكل
.
أولا: الآثار الواردة في فضله
.
179 -
حدثني محمد بن إدريس، نا موسى بن محمد، نا زافر بن سليمان، عن المحاربي، عن عمر بن حسان -وسمعه موسى من المحاربي- قال: قال علي: "يا أيها الناس، توكلوا على اللَّه وثقوا به، فإنه يكفى ممن سواه"
(1)
.
(1)
إسناده يحتمل التحسين إلى عمر بن حسان مرسلا، وعمر بن حسان هو البرمجي: قال فيه أحمد "كوفي حدث عنه أبو معاوية، ما أرى به بأسا" العلل (2/ 537، 189)، وكذا في أسماء الثقات لابن شاهين (1/ 135)، أما في الجرح والتعديل (6/ 105) فسقط شيوخه تلاميذه حيث وقع بياض بعد "روى عن" و"روى عنه"، أما المحاربي فهو عبد الرحمن بن محمد بن زياد كما صُرح به في سند الحارث وهو لا بأس به لكنه يدلس قاله أحمد، كما في التقريب (4025)، إلا أنه صرح بالتحديث من طريق الحارث في سنده، وزافر بن سليمان صدوق كثير الأوهام كما في التقريب (1990)، لكنه تابعه كما في سند الحارث إبراهيم أبو إسحاق وهو صدوق حافظ كما في التقريب (234)، وأما موسى بن محمد وهو الشامي مقبول كما في التقريب (7057)، لكن تابعه عصمة بن المتوكل كما في العظمة لأبي الشيخ (4/ 1230) وهو الحنفي أورده ابن حبان في الثقات وقال:"مستقيم الحديث"، وضعفه غيره بقلة الضبط انظر ميزان الاعتدال (4/ 170) وغيره، لكن الظاهر أن رواية عمر بن حسان عن علي مرسلة فتلميذه أبو معاوية مات سنة (195 هـ) وتوفي علي سنة (40 هـ) ولذلك ذكر في سند الحارث الواسطة وهي: "عن يوسف بن زيد، عن عبد اللَّه بن عوف بن الأحمر: أن مسافر بن عوف بن =
180 -
نا علي، عن محمد بن الحسين، حدثني إبراهيم بن زكريا القرشي قال: سمعت هدابا البصري
(1)
يقول: قال لي قائل في منامي: "يا هذا توكل على من توكل المتوكلون قبلك، فإنه جل ثناؤه لا يكل متوكلا عليه إلى غيره"
(2)
.
181 -
نا إسحاق بن إسماعيل، نا جرير، عن يحيى بن سعيد، عن
= الأحمر قال لعليّ. . . ".
كتاب التوكل (42) رقم (7)، الهيثمي في بغية الباحث بزوائد مسند الحارث (2/ 601) رقم (564)، وأبو الشيخ في كتاب العظمة (4/ 1230) رقم (70728)، وهي قصة طويلة فيها أن علي بن أبي طالب قال له منجم حين انصرف إلى أهل النهروان: لا تسر في هذه الساعة. . . .، فخالفه علي وانتصر فقال:"إنما أردت أن أبين للناس خطأه، وخشيت أن يقول جاهل إنما ظفر لكونه وافقه"، وانظر البداية والنهاية (7/ 288).
(1)
هو هُدْبَة بن خالد بن الأسود القيسي، أبو خالد البصري، ويقال له: هَدَّاب، ثقة عابد، تفرد النسائي بتليينه، مات سنة بضع وثلاثين ومائتين، الكاشف (2/ 334)، التقريب (7269).
(2)
إسناده ضعيف؛ فيه إبراهيم بن زكريا القرشي لم أقف له على ترجمة سوى أن المزي ذكره في تهذيب الكمال (4/ 359) في الرواة عن عبد ربه بن بارق الحنفي، وأستبعد أن يكون هو أبو إسحاق العجلي كما احتمله عبد اللَّه بدران في تحقيق التوكل؛ فإن الذهبي في الميزان (1/ 31) ذكر ما يعرف به فقال:"أبو إسحاق العجلي البصري الضرير المعلم. . . وهو العبدسي، وهو الواسطي" ولم يذكر أنه قرشي، كتاب التوكل (78 - 79) رقم (54)، طبعة بدران، وهو ساقط من طبعة الدوسري.
سعيد بن المسيب قال: التقى عبد اللَّه بن سلام
(1)
وسلمان
(2)
فقال أحدهما لصاحبه: "إن مُتَّ قبلي فالقني، فأخبرني ما لقيت من ربك، وإن أنا مِتُّ قبلك لقيتك فأخبرتك، فقال أحدهما للآخر: أَوَ يلقى الأمواتُ الأحياءَ؟ قال: نعم، أرواحهم تذهب في الجنة حيث شاءت، قال: فمات فلان
(3)
فلقيه في المنام فقال: توكَّل وأبشر، فلم أر مثل التوكُّل قط، توكَّل وأبشر، فلم أر مثل التوكّل قط"
(4)
.
182 -
حدثني أبو العباس البصري الأزدي، عن شيخ من الأزد قال:
(1)
هو عبد اللَّه بن سلَام -بالتخفيف- الإسرائيلى، أبو يوسف حليف بني الخزرج، قيل: كان اسمه الحصين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد اللَّه، مشهور له أحاديث وفضل، مات بالمدينة سنة (43 هـ)، التقريب (3371).
(2)
هو سلمان الفارسي، أبو عبد اللَّه، ويقال له: سلمان الخير، أصله من أصبهان، وقيل: من رامهرمز، أول مشاهده الخندق، مات سنة (34 هـ)، يقال: بلغ ثلاثمائة سنة، ورجح الذهبي أنه لم يبلغ المائة، الكاشف (1/ 451)، التقريب (2477).
(3)
أي سلمان رضي الله عنه كما في الزهد لابن المبارك.
(4)
إسناده صحيح.
كتاب التوكل (48) رقم (12)، وابن المبارك في الزهد (143) رقم (428)(429)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 120) رقم (34657)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 121) رقم (1355)، وعلق الذهبي في السير (1/ 557) بعد ذكره بقوله:"سلمان مات قبل عبد اللَّه بسنوات"، وأبو نعيم في الحلية (1/ 205) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي به بلفظ:"وجدت التوكل شيئا عجيبا".
جاء رجل إلى وهب بن منبه
(1)
فقال: علمني شيئا ينفعني اللَّه به، قال:"أكثر من ذكر الموت، وأقصر أملك، وخصلة ثالثة، إن أنت أصبتها بلغت الغاية القصوى وظفرت بالعبادة، قال: ما هي؟ قال: هي التوكل"
(2)
.
183 -
نا محمد بن الحسين قال: نا عبد اللَّه بن غالب مولى الربيع بن صبيح قال: نا الربيع بن صبيح، عن الحسن قال:"العِزُّ والغِنَى يجولان في طلب التوكل، فإذا أُظفِرَ أوطنا"
(3)
.
184 -
نا محمد بن الحسين، حدثني مخول الكوفي قال: حدثني بهيم أبو بكر العجلي، عن رجل من أهل الكوفة قال: "بينما أنا في بستان لي إذ خُيِّل لي رؤية شخص أسود، ففزعت منه، فقلت: حسبي اللَّه ونعم الوكيل، فساخ في الأرض، وأنا أنظر إليه، وسمعت صوتا من ورائي يقرأ
(1)
هو وهب بن منبه بن كامل اليماني، أبو عبد اللَّه الأبناوي، أخباري علامة قاصٌّ صدوق ثقة، مات سنة بضع عشرة ومائة، التقريب (7485).
(2)
إسناده ضعيف لجهالة المبهم، كتاب التوكل (93) رقم (58).
(3)
إسناده ضعيف فيه عبد اللَّه بن غالب العباداني مستور كما في التقريب (3551)، وشيخه الربيع بن صبيح صدوق سيء الحفظ كما في التقريب (1905)، ومعناه أن العز والغنى يبحثان عن المتوكل فإذا كان الرجل متوكلا حصل له العز والغنى، واستطوطناه.
كتاب التوكل (50) رقم (14)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 305)، وهو أتم منه وفيه أبيات، وأخرجه أبو نعيم في موضع آخر (3/ 181) عن محمد بن علي بن الحسين بن علي، وأورده ابن الجوزي في صفة الصفوة (2/ 108) مختصرا.
هذه الآية: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ}
(1)
فالتفتُّ فلم أر شيئا"
(2)
.
185 -
نا إسحاق بن إبراهيم قال: نا محمد بن منيب العدني قال: حدثني السري بن يحيى، عن وهيب بن الورد:"أن رجلين كسر بهما في البحر فوقعا إلى الأرض، فأتيا بيتا مبنيا من شجر، فكانا فيه، فبينما هما ذات ليلة، أحدهما نائم، والآخر يقظان، إذ جاءت امرأتان فوقفتا على الباب، بهما من قبح الهيئة شيء لا يعلمه إلا اللَّه، فقالت إحداهما للأخرى: ادخلي، فقالت: ويحك إني لا أستطيع، قالت: ويحك، لِمَه؟ قالت: أَوَ مَا ترين ما في البيت؟ فإذا لوح فيه كتاب: حسبي اللَّه وكفى، وسمع اللَّه لمن دعا، لي وراء اللَّه مرمى"
(3)
.
186 -
قال محمد بن الحسين: حدثني أحمد بن سهل الأردني قال: حدثني أبو قدامة الرملي قال: قرأ رجل هذه الآية: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ
(1)
سورة الطلاق، الآية (3).
(2)
إسناده إلى صاحب القصة حسن، بهيم ذكره ابن حبان في الثقات (1/ 283) وأفاد أنه صاحب حكايات، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 436) جرحا ولا تعديلا، كتاب التوكل (67) رقم (32).
(3)
إسناده حسن، محمد بن منيب لا بأس به التقريب (6370)، كتاب التوكل (68) رقم (33)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 157) وفيه:"ليس وراء اللَّه منتهى".
الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)}
(1)
، فأقبل عليه سليمان الخواص فقال: "يا أبا قدامة ما ينبغي لعبد بعد هذه الآية أن يلجأ إلى أحد غير اللَّه في أمره، ثم قال: انظر كيف قال اللَّه تبارك وتعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ}
(2)
فأعلمك أنه لا يموت، وأن جميع الخلق يموتون، ثم أمر بعبادته فقال:{وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} ثم أخبرك أنه خبير بصير، ثم قال: واللَّه يا أبا قدامة لو عامل عبدٌ اللَّه بحسن التوكل وصدق النية له بطاعته، لاحتاجت إليه الأمراء فمن دونهم، فكيف يكون هذا محتاجا، وموئله وملجأه إلى الغني الحميد"
(3)
.
187 -
نا أبو خيثمة زهير بن حرب قال: نا وكيع، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن عيسى بن عاصم الأسدي، عن زر، عن عبد اللَّه عن النبي قال:"الطيرة شرك، الطيرة شرك" وما منا إلا، ولكن اللَّه يذهبه
(1)
سورة الفرقان، الآية (52).
(2)
سورة الفرقان، من الآية (58).
(3)
إسناده ضعيف؛ فيه أحمد بن سهل الأردني ذكره ابن ماكولا في الإكمال (1/ 138 - 139) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وشيخه الرملي مجهول كما في ميزان الاعتدال (4/ 564).
كتاب التوكل (70) رقم (36)، والقناعة والتعفف (71 - 72) رقم (175).