الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة السادسة: الآثار الواردة في حكم مغفرة ذنوبهم في شعبان
.
79 -
حدثنا إبراهيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا الحجاج، عن مكحول، عن كثير بن مرّة
(1)
قال: "يغفر اللَّه فيه (أي: شهر شعبان) من الذنوب إلا لمشرك أو مشاحن، قال عبد اللَّه: سمعت الأوزاعي يفسر المشاحن فقال: "كل صاحب بدعة فارق عليها أمّته"
(2)
.
التحليل والتعليق
تضمن أثر الأوزاعي رحمه الله بيان خطورة البدع وأن أهلها مستثنون
(1)
هو كثير بن مرة الحضرمي، الفقيه، عالم أهل حمص، كان إماما عالما، طلَّابة للعلم، أدرك سبعين بدريا، ثقة من الثانية ووهم من عده في الصحابة، تذكرة الحفاظ (1/ 51)، التقريب (5631).
(2)
إسناد الحديث ضعيف؛ فيه حجاج وهو ابن أرطأة وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس، التقريب (1127)؛ والأثر صحيح لأنه من رواية عبد اللَّه عن الأوزاعي، فضائل رمضان (29) رقم (5)، وإسحاق في مسنده (3/ 981) رقم (1702)، والدراقطني في النزول رقم (83) عن ابن المبارك به، وابن حجر في الأمالي المطلقة (125) ونقل عن أحمد مثل قول الأوزاعي هنا ثم قال:"وقد فسره الأوزاعي بأخصر من هذا التفسير. . . قال: . . . ليس المشاحن في هذا الحديث من لا يكلم الرجل بل الذي في قلبه شحناء لأصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه تعالى عليه وسلم"، وذكره ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (2/ 449)، وانظر تخريجا موسعا للحديث في الصحيحة رقم (1144).
من بعض الفضل الذي يناله المؤمنون في الدنيا، وفسّر المشاحن الذي يستثني من المغفرة في شهر شعبان، بأنه المبتدع الفارق للجماعة، وقد بيّن الإمام أحمد وجه ذلك بقوله:"المراد بالمشاحن في حديث عائشة: أهل البدع، لأنهم يشاحنون أهل السنة ويعادونهم"
(1)
، ولا جرم أن هذا حال أهل البدع فإنهم يدخلون دخولا أوليا في المشاحن؛ كما تقدم ذكر بعض صفاتهم من كونهم أصحاب خصومات في الدين، وصعافقة وغير ذلك من الصفات السيئة التي يشملها لفظ المشاحن واللَّه أعلم.
(1)
الدعاء للطبراني (195)، والأمالي المطلقة لابن حجر (125).