الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: قال سعيد بن العاص
(1)
: "يا بني، إن المكارم لو كانت سهلة يسيرة لسابقكم إليها اللئام، ولكنها كريهة مرة، لا يصبر عليها إلا من عرف فضلها ورجا ثوابها"
(2)
.
226 -
حدثني محمد بن الحسين، حدثنا الحميدي، عن سفيان قال:"سمع عمر بن عبد العزيز رجلا يقول: عَدَلَ واللَّه عمر بن عبد العزيز في الأمة، قال: فبكى عمر وقال: وددت واللَّه أنه كما قلت، ومن لِعُمَرَ بالذي قُلْتَ رحمك اللَّه"
(3)
.
ثانيا: الآثار الواردة في رجاء مغفرة الذنب
.
227 -
حدثنا أبو عقيل الأسدي قال: حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: حدثنا إسرائيل، عن عبد اللَّه بن المختار، عن محمد بن سيرين قال:
(1)
هو سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي، قتل أبوه ببدر، وكان لسعيد عند موت النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين، وذكر في الصحابة، وولي إمرة الكوفة لعثمان، وإمرة المدينة لمعاوية، مات سنة (58 هـ) وقيل غير ذلك، الإصابة (3/ 107)، التقريب (2337).
(2)
إسناده ضعيف؛ فيه شيخ المصنف قال ابن حبان: "لا يجوز الاحتجاج به" المجروحين لابن حبان (2/ 308)، مكارم الأخلاق (12) رقم (52)، البيهقي في شعب الإيمان (6/ 365) رقم (8546)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (21/ 136 - 137)، المراد أن الرجاء فضله من جهة المعرفة لأن من قوي رجاؤه فلا بد أن يكون قد قوي إيمانه ومعرفته باللَّه، ولعل هذا من أوجه تفضيل الرغبة والرهبة، وليس كما يدعى الصوفية أنها عبادة التجار، بل هي عبادة العارفين واللَّه أعلم.
(3)
إسناده صحيح، المتمنين (50) رقم (69).
"مرض معاوية
(1)
مرضا شديدا، فترل عن السرير، وكشف ما بينه وبين الأرض، وجعل يلزق ذا الخدَّ مرةً بالأرض ويبكى ويقول: اللهم إنك قلت في كتابك {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}
(2)
، اجعلني ممن تشاء أن تغفر لي"
(3)
.
228 -
ذكر أبي، عن أبي المنذر الكوفي
(4)
: "أن معاوية رحمه الله يقول وهو في الموت:
إن تناقش يكن نقاشك يا رب
…
عذابا لا طوق لي بالعذاب
(1)
هو معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموي، أبو عبد الرحمن، الخليفة، صحابي أسلم قبل الفتح، وكتب الوحي، ومات في رجب سنة (60 هـ)، وقد قارب الثمانين، الإصابة (6/ 151)، التقريب (6758).
(2)
سورة النساء، من الآية (48).
(3)
إسناده حسن؛ شيخ المصنف صدوق ربما وهم التقريب (7575)، المحتضرين (229) رقم (340)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (59/ 226)، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (8/ 142).
(4)
أبو المنذر الكوفي الذي يروي عنه والد ابن أبي الدنيا هو هشام بن محمد بن السائب الكلبي، نص على ذلك الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 531)، وصرح باسمه كاملا المصنف في المحتضرين برقم (70) من طريق شيخه العكلي.
أو تجاوز فأنت رب رحيم
…
عن مسيء ذنوبه كالتراب
(1)
229 -
ذكر الحسين بن يحيى بن كثير العنبري، عن خزيمة أبي محمد العابد قال: كان عمر بن ذر يقول: "اللهم ارحم قوما أطاعوك في أحب طاعتك إليك، الإيمان بك والتوكل عليك، وارحم قوما أطاعوك في ترك أبغض العاصى إليك الشرك بك والافتراء عليك، قال: وكان بعضهم يقول: إن كان كل ما عصي اللَّه به عظيما؛ فإنه في سعة رحمته صغيرا"
(2)
.
230 -
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال: "لما جَدَّ بعمرو بن
(1)
إسناده ضعيف جدا، فيه الكلبي وسيأتي (759)، حسن الظن باللَّه (73) رقم (111) المحتضرين برقم (70)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/ 224) من طريق آخر بسند ضعيف، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (8/ 142)، وابن الأثير في الكامل (3/ 370).
وقد رويت هذه الأبيات كذلك من قول عبد الملك بن مروان ومن قول الحجاج بن يوسف.
انظر: وصايا العلماء (83)، وتهذيب الكمال (4/ 575)، والبداية والنهاية (9/ 68)، وتاريخ ابن عساكر (37 - 159)، والكامل (4/ 240)، جميعهم نسبها لعبد الملك ونبه بعضهم أنها تروى عن معاوية.
ونسبها للحجاج ابن الأعرابي كما قال الزمخشري في الفائق (4/ 16) ونبه أنها تروى عن معاوية.
(2)
إسناده حسن، وخزيمة العابد ترجم له أبو نعيم في الحلية (6/ 302) وذكر صلاحه وزهده ولم يذكر له رواية سوى بعض الزهديات والقصص، حسن الظن باللَّه (81 - 82) رقم (93).
العاص، وضع يده موضع الغلال من رقبته فقال: اللهم أمرتنا فتركنا، ونهيتنا فركبنا، ولا يسعنا إلا مغفرتك، فكانت تلك هِجِّيراه
(1)
حتى مات"
(2)
.
231 -
حدثني أبي رحمه الله، عن هشام بن محمد، عن محمد بن قيس الأسدي:"أن عمرو بن العاص قال وهو في الموت: اللهم لا ذو قوّة فأنتصر، ولا ذو براءة فأعتذر، اللهم إني مقرّ، مذنب، مستغفر"
(3)
.
232 -
حدثني الحسين بن عبد الرحمن قال: حدثني عبد اللَّه بن صالح العجلي قال: قال ابن السماك عند وفاته: "اللهم إنك تعلم أني كنت إذ كنت أعصيك، أني أحبّ من يطيعك"
(4)
.
(1)
أي دأبه وشأنه وديدنه وعادته، تاج العروس (1/ 3625).
(2)
إسناده صحيح، المحتضرين (93 - 94) رقم (104)، ثم برقم (279)، وفيه أنه قال:"لا إله إلا أنت، ثم أخذ بإبهامه فلم يزل يهلِّل حتى فاض"، ثم رقم (293):"اللهم منك العفو والتجاوز"، وابن المبارك في الزهد رقم (439)، وأحمد في المسند (29/ 319 - 321) رقم (17781)، وعنه الذهبي في السير (3/ 75) وقال الهيثمي في المجمع:"رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
(3)
إسناده ضعيف جدا، فيه هشام بن محمد وهو الكلبي فهو الذي يروي عنه والد المصنف، وقد سبق مرارا، المحتضرين (94) رقم (105)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (46/ 191، 199)، وابن سعد في الطبقات (260)، وابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 1189)، والنووي في تهذيب الأسماء (2/ 347)، والذهبي في السير (3/ 76، 77).
(4)
إسناده حسن، شيخ المصنف سيأتي (484)، المحتضرين (232) رقم (347)، =
233 -
نا محمد بن الحسين، نا إبراهيم بن أشعث قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: "لو أدخلني اللَّه النار فصرت فيها ما أيسته"
(1)
.
234 -
نا أبو الحسن
(2)
البصري أحمد بن عبد اللَّه، نا سليمان بن نوح
(3)
، عن يونس، عن الحسن قال: "أتى أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا
= وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (3/ 177)، والمناوي في فيض القدير (3/ 264).
(1)
إسناده حسن، إبراهيم بن الأشعث تلميذ الفضيل، أورده ابن حبان في الثقات (8/ 66) وقال:"وكان صاحب الفضيل بن عياض، يروى عنه الرقائق، روى عنه عبد بن حميد الكشي، يغرب ويتفرد ويخطئ ويخالف"، ولهذا قال ابن أبي حاتم كما في الجرح والتعديل:"سألت أبي: عن إبراهيم بن الأشعث وذكرت له حديثا رواه عن معن عن بن أخي الزهري عن الزهري، فقال: هذا حديث باطل موضوع، كنا نظن بإبراهيم بن الأشعث الخير فقد جاء بمثل هذا"، وأورده بسببها ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (1/ 23)، وكذا الذهبي في المغني (1/ 10)، ووثقه غيره كذلك كما في لسان الميزان (1/ 36)، فالظاهر أن رواياته عن شيخه الفضيل الذي لازمه وعرف به لا سيما في الزهديات ونحوها لها حكم الحسن، وقد تابعه أيضًا في هذا الأثر إسحاق ابن إبراهيم عند أبي نعيم كما سيأتي، حسن الظن باللَّه (58) رقم (80)، المتمنين برقم (82)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 88، 95)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (48/ 420)، وذكره الذهبي في السير (8/ 432).
(2)
الصواب أنه أبو الحسين وهو ثقة التقريب (56).
(3)
سليمان الظاهر أنه مصحف من سالم فهو المعروف بالرواية عن يونس ويروي عنه أحمد بن عبد اللَّه ابن الكردي كما في تهذيب الكمال (3/ 101)، وقد صحف في المخطوط اسم أبيه فصححه الناسخ وترك اسمه فاللَّه أعلم هل اكتفى بشهرته.