المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في استلزام التفكر والمعرفة للعبادة - الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا - جـ ١

[حميد بن أحمد نعيجات]

فهرس الكتاب

- ‌مقدِّمة معالي مدير الجامعة الإسلاميَّة

- ‌شكر وتقدير

- ‌أسباب اختيار الموضوع

- ‌أهمية الموضوع

- ‌منهج البحث

- ‌خطة البحث

- ‌تمهيد: في ترجمة موجزة لابن أبي الدنيا

- ‌الفصل الأول: دراسة جوانبه الشخصية

- ‌المبحث الأول: اسمه ونسبه وكنيته ولقبه

- ‌المبحث الثاني: مولده ونشأته

- ‌المبحث الثالث: وفاته

- ‌الفصل الثاني: دراسة جوانبه العلمية

- ‌المبحث الأول: طلبه للعلم ورحلاته

- ‌المبحث الثاني: شيوخه وتلاميذه

- ‌أولا: شيوخه

- ‌ثانيا: تلاميذه

- ‌المبحث الثالث: عقيدته ومذهبه في الفروع

- ‌أولا: عقيدته

- ‌أولا: مسألة حياة الخضر

- ‌ثانيا: بعض المسائل في توحيد العبادة

- ‌ثالثا: الرواية عن أهل الكتاب عموما، وسؤال الرهبان ونحوهم خصوصا

- ‌رابعا: الكلام في الأنبياء

- ‌ثانيا: مذهبه في الفروع

- ‌المبحث الرابع: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه

- ‌المبحث الخامس: آثاره العلمية

- ‌الباب الأول: الآثار الواردة في الاتباع والابتداع

- ‌الفصل الأول: الآثار الواردة في الاتباع

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في تعظيم السلف للكتاب والسنة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في ترك ما ليس للعبد فيه سلف

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في النهي عن الكلام في العلماء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في الهدي العام للسلف في السلوك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثاني: الآثار الواردة في الابتداع

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في خطورة البدع

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في نهي السلف عن الأهواء وتعوذهم منها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في تمني الموت قبل وقوع البدع

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في سرعة وقوع البدع في الناس

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في أن البدع سبب هلاك مَن هلك مِن هذه الأمة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الخامس: الآثار الواردة في تألم السلف من ظهور البدع وترك السنن

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في سد الذرائع إلى البدع

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في التحذير من أهل البدع والرأي والقياس الفاسد

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في النهي عن الخصومات في الدين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في النهي عن الاستماع لأهل البدع

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في منع الحكام أهل البدع من الكلام فيها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الخامس: الآثار الواردة في عدم الاعتداد بصلاح أهل البدع

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في عدم ذكر محاسن الفاسق المبتدع

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السابع: الآثار الواردة في الحذر من الكلام الذي يكون للمبتدع فيه حجة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثامن: الآثار الواردة في تورع السلف عن أفعالٍ خشية أن تكون بدعة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الوادة في أحكام المبتدعة في الدنيا والآخرة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في أحكام المبتدعة في الدنيا

- ‌المسألة الأولى: الآثار الواردة في حكم غيبتهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الثانية: الآثار الواردة في حكم لعنهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الثالثة: الآثار الواردة في حكم تزويجهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الرابعة: الآثار الواردة في حكم من خالطهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الخامسة: الآثار الواردة في حكم مجالستهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة السادسة: الآثار الواردة في حكم مغفرة ذنوبهم في شعبان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة السابعة: الآثار الواردة في حكم قتلهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في أحكام المبتدعة في الآخرة

- ‌المسألة الأولى: الآثار الواردة في تسليط بعض الحيات عليهم بعد موتهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الثانية: الآثار الواردة في عذاب أهل البدع في قبورهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الثالثة: الآثار الواردة في تحويل وجوههم عن القبلة في قبورهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الباب الثاني: الآثار الواردة في التوحيد

- ‌الفصل الأول: الآثار الواردة في توحيد الربوبية

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضل معرفة اللَّه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في استلزام التفكر والمعرفة للعبادة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثاني: الآثار الواردة في توحيد الألوهية

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في أنواع العبادة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في فضل التوحيد

- ‌أولا: الآثار الواردة في أنه سبب تفاضل الأعمال

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في أنه أفضل نعمة على العبد

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في أن اللَّه وصفه بالإحسان

- ‌رابعا: الآثار الواردة في أنه مكفر للذنوب

- ‌خامسا: الآثار الواردة في أنه مطهر من الشرك والذنوب

- ‌سادسا: الآثار الواردة في أنه عُدَّة أصحاب الكبائر

- ‌سابعا: الآثار الواردة في أنه أعظم ما حورب به إبليس

- ‌ثامنا: الآثار الواردة في الجزاء العظيم الذي أُعَدَّ لصاحبه

- ‌تاسعا: الآثار الواردة في أنه جالب لمحبة الناس للعبد، ودافع لبغضهم

- ‌عاشرا: الآثار الواردة في أنه سبب إجابة الدعاء

- ‌حادي عشر: الآثار الواردة في مشروعية تلقين الميت كلمة التوحيد

- ‌ثاني عشر: الآثار الواردة في أنها شعار الناس إذا خرجوا من قبورهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في الإخلاص وصلاح العمل

- ‌أولا: الآثار الواردة في الإخلاص وأهميته

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في صلاح العمل

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في الدعاء

- ‌أولا: الآثار الواردة في أسباب الإجابة

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في إنزال كل الحوائج باللَّه عز وجل وحده

- ‌ثالثًا: الآثار الواردة في الدعاء وكرامات الصالحين

- ‌رابعا: الآثار الواردة في دعاء اللَّه في السراء والضراء

- ‌خامسا: الآثار الواردة في بعض آداب الدعاء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في التوكل

- ‌أولا: الآثار الواردة في فضله

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في تعريفه

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في التوكل واتخاذ الأسباب

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الخامس: الآثار الواردة في اليقين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في حسن الظن باللَّه

- ‌أولا: الآثار الواردة في فضل حسن الظن باللَّه ومعناه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في حسن الظن والعمل

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في إحسان الظن باللَّه عند الموت

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السابع: الآثار الواردة في الرجاء

- ‌أولا: الآثار الواردة في رجاء ثواب الطاعة

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في رجاء مغفرة الذنب

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في رجاء لقاء اللَّه

- ‌رابعا: الآثار الواردة في رجاء دفع الضر وجلب النفع

- ‌خامسا: الآثار الواردة في الرجاء والعمل

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثامن: الآثار الواردة في الخوف

- ‌أولا: الآثار الواردة في تعريفه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في الخوف والعمل

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في الخوف عند الموت

- ‌رابعا: الآثار الواردة في الخوف وتمني الموت

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب التاسع: الآثار الواردة في الجمع بين الخوف والرجاء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب العاشر: الآثار الواردة في الشكر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الحادي عشر: الآثار الواردة في التوسل

- ‌أولا: الآثار الواردة في التوسل بالطاعات

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في التوسل بأسماء اللَّه وصفاته

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في التوسل بدعاء الصالحين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني عشر: الآثار الواردة في حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث عشر: الآثار الواردة في التبرك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في نواقض وقوادح التوحيد

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في نواقض التوحيد

- ‌المسألة الأولى: الآثار الواردة في النهي عن الشرك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الثانية: الآثار الواردة في ذم الشرك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الثالثة: الآثار الواردة في التحذير من الشرك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الرابعة: الآثار الواردة في السحر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الخامسة: الآثار الواردة في سد ذرائع الشرك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في قوادح التوحيد

- ‌المسألة الأولى: الآثار الواردة في الرياء

- ‌أولا: الآثار الواردة في تعريفه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في خطورته

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في خوف السلف وتحذيرهم منه

- ‌رابعا: الآثار الواردة في الفرق بينه وبين حب الذكر الحسن

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الثانية: الآثار الواردة في الحلف بغير اللَّه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الثالثة: الآثار الواردة في قول الرجل: لولا اللَّه وأنت

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الرابعة: الآثار الواردة في التمائم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الخامسة: الآثار الواردة في الطيرة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة السادسة: الآثار الواردة في النهي عن بناء القبور بالآجر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثالث: الآثار الواردة في توحيد الأسماء والصفات

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في أن أسماء اللَّه حسنى

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فهم معاني الصفات

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في قطع الطمع عن إدراك الكيفية

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في العلو والفوقية

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في المجيء والنزول

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في اليد

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في الساق

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في النظر إلى اللَّه ورؤيته

- ‌أولا: الآثار الواردة في تفسير الزيادة بالنظر إلى اللَّه عز وجل

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في أن رؤية اللَّه أعظم نعيم في الجنة

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في زيارة المؤمنين ربهم يوم الجمعة

- ‌رابعا: الآثار الواردة في تجلي اللَّه عز وجل لعباده

- ‌خامسا: الآثار الواردة في بروز اللَّه عز وجل لعباده

- ‌سادسا: الآثار الواردة في الفرق بين نظر المؤمنين لربهم ونضارة وجوههم

- ‌سابعا: الآثار الواردة في كون رؤية اللَّه جزاءا لأعمال معينة

- ‌ثامنا: الآثار الواردة في يقين السلف بهذه العقيدة

- ‌تاسعا: الآثار الواردة في الحجب، واحتجابه تعالى عن الكفار

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث التاسع: الآثار الواردة في المكر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث العاشر: الآثار الواردة في الاستهزاء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الحادي عشر: الآثار الواردة في الخداع

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني عشر: الآثار الواردة في الغضب والأسف

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث عشر: الآثار الواردة في السخط

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع عشر: الآثار الواردة في الغيرة

- ‌التحليل والتعليق

الفصل: ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في استلزام التفكر والمعرفة للعبادة

‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في استلزام التفكر والمعرفة للعبادة

.

94 -

ثنا أبو عبد اللَّه المديني، عن شجاع بن الوليد، عن يزيد بن توبة، عن الحسن قال:"من عرف ربّه أحبّه، ومن أبصر الدنيا زهد فيها، والمؤمن لا يلهو حتى يغفل، وإذا تفكّر حزن"

(1)

.

95 -

حدثنا محمد بن علي قال: قال أبو إسحاق وسمعت الفضيل

(2)

يقول: "رهبة العبد من اللَّه على قدر علمه باللَّه. . ."

(3)

.

(1)

إسناده لين؛ شيخ المصنف هو المسيبي محمد بن إسحاق صدوق التقريب (5760)، فقد ورد أنه يروي عنه ابن أبي الدنيا في ترجمته من تهذيب الكمال، ويزيد بن توبة لم أعرفه، الهم والحزن (69 - 70) رقم (93)، وعبد اللَّه بن أحمد في زياداته على الزهد عن شجاع به، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 166) من طريق المصنف قال حدثنا محمد بن سعدان وغيره، ويروى هذا الأثر عن بديل في الزهد لابن المبارك رقم (209)، وعنه أبو نعيم في الحلية (3/ 108)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 170)، والذهبي في السير (9/ 86).

(2)

هو فضيل بن عياض بن مسعود التميمي، أبو علي الزاهد المشهور، أصله من خراسان، وسكن مكة، ثقة عابد إمام رفيع الذكر، مات سنة (187 هـ) وقيل قبلها، الكاشف (2/ 124)، التقريب (5431).

(3)

إسناده حسن؛ فيه أبو إسحاق وهو إبراهيم بن الأشعث وسيأتي (233)، وقد تابعه غير واحد كما سيأتي، ذم الدنيا (114) رقم (323)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 89، 110) عن محمد بن زنبور عن الفضيل به، والبيهقي في شعب الإيمان (1/ 512) رقم (882) عن إبراهيم بن نصر عن الفضيل، وفي الزهد الكبير (2/ 74) رقم (53) عن بشر بن الحارث عن الفضيل، وابن عساكر في تاريخ دمشق (48/ 413) =

ص: 240

96 -

قرأت في كتاب داود

(1)

حدثني أبو عبد اللَّه قال: كتب عمر ابن عبد العزيز إلى الحسن: أن عظني وأوجز فكتب إليه الحسن: "أما بعد: فإن رأس ما هو مصلحك ومصلح به على يديك: الزهد في الدنيا، وإنما الزهد باليقين، واليقين بالتفكّر، والتفكّر بالاعتبار، فإذا أنت فكّرت في الدنيا لم تجدها أهلا أن تبيع بها نفسك، ووجدت نفسك أهلا أن تكرمها بهوان الدنيا، فإنما الدنيا دار بلاد ومنزل غفلة"

(2)

.

97 -

حدثنا محمد بن عبد اللَّه المديني، نا إسماعيل بن عياش الحمصي، حدثني أبو راشد التنوخي، عن يزيد بن ميسرة

(3)

قال: "كان

= من طريق البيهقي في الشعب.

(1)

هو داود بن رشيد كما في السند الذي قبله من الكتاب (ص 118).

(2)

أبو عبد اللَّه هو الصوري كما في الإسناد السابق ووقع في المطبوع "الصوفي"، لم أعرفه وذكر السواس أنه محمد بن المبارك بن يعلى ثقة، ولا أدري كيف جزم به فإن في طبقته محمد بن محمد بن مصعب المعروف بوحشي وهو صدوق ثقة كما في تهذيب التهذيب (3/ 690)؛ كما أني لم أجده في شيوخ داود، ذم الدنيا (118) رقم (341)، ومن طريقه ابن بشر في الزهد وصفة الزاهدين رقم (3)، وكذا البيهقي في الزهد الكبير (2/ 68) رقم (27)، كلاهما عن المصنف عن الحسين بن عبد الرحمن عن محمد بن معاوية الأزرق، وذكره في عيون الأنباء في طبقات الأطباء من قول أرسطوطاليس.

(3)

هو يزيد بن ميسرة بن حلبس الجبيرى الدمشقي، يكنى أبا ميسرة، ويقال: أبو حلبس، ويقال: أبو يوسف، سكن حمص وكان واعظا زاهدا عارفا، تاريخ الإسلام للذهبي (1/ 898)، تعجيل المنفعة (1/ 454).

ص: 241

أشياخنا يسمون الدنيا خنزيرة، ولو وجدوا لها اسما شرا منه سموها به، وكانوا إذا أقبلت إلى أحدهم دنيا قالوا: إليك إليك يا خنزيرة، لا حاجة لنا بك، إنا نعرف إلهنا"

(1)

.

98 -

ثنا علي بن أبي مريم، عن موسى بن عيسى قال: "اجتمع حذيفة المرعشي

(2)

وسليمان الخواص

(3)

ويوسف بن أسباط

(4)

فتذاكروا

(1)

إسناده لين؛ فيه أبو راشد التنوخي لم أعرفه، ووقع عند أبي نعيم قبل هذا الأثر في حلية الأولياء (5/ 235) بإسناده عن إسماعيل بن أبي عياش عن راشد بن أبي راشد عن يزيد بن ميسرة فذكر أثرا غير هذا وأعقبه بالذي معنا، فلعل أبا راشد هو راشد ابن أبي راشد؛ وراشد هذا لم أجد له ترجمة إلا عند البخاري في التاريخ الكبير (3/ 297) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ذم الدنيا (119) رقم (347)، والبيهقي في الزهد الكبير (2/ 139) رقم (267)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (5/ 235).

(2)

هو حذيفة بن قتادة المرعشي الزاهد، صاحب سفيان الثوري، كان موته سنة (207 هـ)، له قدم في العبادة وكلام نافع، تاريخ الإسلام (1/ 1529).

(3)

هو سليمان الخواص، من عباد أهل الثغر، كان لا يأكل إلا الحلال المحض، فإن وجده وإلا استف الرمل، من أقران إبراهيم بن أدهم، حكاياته في تعبده أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في ذكره، ما له حديث مستقيم يرجع إليه، الثقات لابن حبان (8/ 277)، وانظر أخباره في الحلية (8/ 276)، وصفة الصفوة (4/ 273).

(4)

هو يوسف بن أسباط، أبو يعقوب أصله من العراق، من خيار أهل زمانه من عباد أهل الشام وقرائهم، من متقشفي العُبَّاد، والمتجردين من الزهاد، أعدم كتبه فاعتمد على حفظه فخَلَّط فَتُرِك، مات سنة (195 هـ)، الثقات لابن حبان (7/ 638)، مشاهير علماء الأمصار (186)، لسان الميزان (6/ 317).

ص: 242

الفقر والغنى، وسليمان ساكت فقال بعضهم: الغني من كان له بيت يُكِنُّه، وثوب يستره، وسداد من عيش يَكُفُّه عن فضول الدنيا، وقال بعضهم: الغني من لم يحتج إلى الناس، فقيل لسليمان ما تقول أنت يا أبا أيوب؟ فبكى ثم قال: رأيت جوامع الغنى في التوكل، ورأيت جوامع الشر من القنوط، والغني حق الغنى، من أسكن اللَّه قلبه من غناه يقينا، ومن معرفته توكلا، ومن عطاياه وقسمه رضى، فذاك الغني حق الغنى، وإن أمسى طاويا وأصبح مُعْوِزًا

(1)

، فبكى القوم جميعا من كلامه"

(2)

.

99 -

حدثني ابن إدريس، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثنا أحمد بن الهرماس أبو علي الحنفي، حدثنا إبراهيم بن إسحاق العكّاشي الأسدي قال: سمعت إبراهيم بن أدهم

(3)

يقول للأوزاعي: يا أبا عمرو وكان مالك بن دينار كثيرا ما يقول: "من عرف اللَّه فهو في شغل شاغل، ويل لمن ذهب عمره باطلا"

(4)

(1)

الطَّوَى: الجوع، والإعواز: الفقر والحاجة، مختار الصحاح (403، 467).

(2)

إسناده حسن؛ شيخ المصنف سيأتي (154)، وموسى بن عيسى لعله الليثي الكوفي صدوق من التاسعة التقريب (7048)، اليقين (55) رقم (18)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 105) رقم (1296)، وذكره المناوي في فيض القدير (5/ 3).

(3)

هو إبراهيم بن أدهم بن منصور العجلي، وقيل: التميمي: أبو إسحاق البلخي الزاهد: صدوق، مات سنة (162)، الكاشف (1/ 207)، التقريب (144)، وانظر أخباره في الحلية (7/ 367).

(4)

فيه أحمد بن الهرماس لم أجد له ترجمة، العمر والشيب (56) رقم (24)، وأبو =

ص: 243

100 -

حدثني أحمد بن جميل، أخبرنا عبد اللَّه بن المبارك قال: أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان، عن عروة بن محمد قال: "لما استعملت على اليمن قال لي أبي

(1)

: أوُلِّيت اليمن؟ قلت: نعم، قال: إذا غضبت فانظر إلى السماء فوقك، وإلى الأرض أسفل منك، ثم أعظم خالقهما"

(2)

.

101 -

حدثنا سعيد بن سليمان، وهارون بن عبد اللَّه قالا: ثنا محمد ابن يزيد بن خنيس قال: قال وهيب بن الورد: قال رجل: "بينا أسير في أرض الروم ذات يوم سمعت هاتفا فوق رأس الجبل، وهو يقول: يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو أحدا غيرك، ثم دعا الثانية فقال: يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يستعين على أمره غيرك، ثم دعا الثالثة فقال: يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يتعرض لشيء من غضبك يرضى غيرك، قال: فناديته فقلت: أجنِّيٌ أنت أم إنسِيٌّ قال: بل إنسِيٌّ، اشغل نفسك بما يعنيك عما لا يعنيك"

(3)

.

= الشيخ في العظمة (1/ 329) رقم (66)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 23).

(1)

هو محمد بن عطية بن عروة السعدي، صدوق، مات على رأس المائة، ووهم من زعم أن له صحبة، الإصابة (6/ 251)، التقريب (6140).

(2)

إسناده حسن إلى عروة، شيخ المصنف سيأتي برقم (832) أنه لا ينزل عن درجة الصدوق، وعروة نفسه وهو عامل عمر بن عبد العزيز على اليمن مقبول التقريب (4599)، الإشراف (218) رقم (249)، وذكره المزي في تهذيب الكمال (5/ 159).

(3)

فيه محمد يزيد بن خنيس مقبول وكان من العباد كما في التقريب (6436)، وباقي =

ص: 244

102 -

حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي، ثنا سفيان بن عيينة، عن وهيب بن الورد

(1)

قال: "بينما أنا في السوق إذ أخذ أحد بقفاي فقال: يا وهيب خف اللَّه على قدرته عليك، واستح من اللَّه في قربه منك، فالتفت فلم أر أحدا"

(2)

.

= رجاله ثقات ما عدا إبهام صاحب القصة، كتاب الهواتف (29) رقم (22) وورد فيه:"اشغل بنفسك بما يعنيك بما لا يعنيك"، والتصحيح من الحلية، وأبو نعيم في الحلية (10/ 182) من طريق المصنف، وأورده ابن رجب في جامع العلوم والحكم (193) منسوبا لبعض السلف.

(1)

هو وهيب بن الوَرْد القرشي مولاهم المكي، أبو عثمان أو أبو أمية، يقال: اسمه عبد الوهاب، ثقة عابد، مات سنة (153)، الكاشف (2/ 358)، التقريب (7489).

(2)

الأثر حسن، شيخ المصنف غير واحد انظر: تاريخ بغداد (3/ 196)، الميزان (3/ 630) وغيرهما، لكن له متابعان عند أبي نعيم والمروزي، هما: الحسن بن عبد الرحمن يعرف بالاحتياطي وهو متهم كما في الكامل لابن عدي (2/ 334)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 204)، وغسان بن المفضل وهو ثقة كما في تاريخ بغداد (12/ 325)، كتاب الهواتف (30) رقم (23)، والحلية (8/ 140)، تعظيم قدر الصلاة للمروزي (2/ 835)(839)، والمزي في تهذيب الكمال (7/ 506) في ترجمة وهيب، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (2/ 218)، وعند المروزي برقم (840) من طريق ثان عن محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي قال حدثني أبو عبد اللَّه النوا وكان من العابدين. . .، ورجاله ثقات غير النوا فلم أجده، وفيه قصة أنه كان تاجرا وأن ذلك كان سبب تزهده.

ص: 245