الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: الآثار الواردة في استلزام التفكر والمعرفة للعبادة
.
94 -
ثنا أبو عبد اللَّه المديني، عن شجاع بن الوليد، عن يزيد بن توبة، عن الحسن قال:"من عرف ربّه أحبّه، ومن أبصر الدنيا زهد فيها، والمؤمن لا يلهو حتى يغفل، وإذا تفكّر حزن"
(1)
.
95 -
حدثنا محمد بن علي قال: قال أبو إسحاق وسمعت الفضيل
(2)
يقول: "رهبة العبد من اللَّه على قدر علمه باللَّه. . ."
(3)
.
(1)
إسناده لين؛ شيخ المصنف هو المسيبي محمد بن إسحاق صدوق التقريب (5760)، فقد ورد أنه يروي عنه ابن أبي الدنيا في ترجمته من تهذيب الكمال، ويزيد بن توبة لم أعرفه، الهم والحزن (69 - 70) رقم (93)، وعبد اللَّه بن أحمد في زياداته على الزهد عن شجاع به، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 166) من طريق المصنف قال حدثنا محمد بن سعدان وغيره، ويروى هذا الأثر عن بديل في الزهد لابن المبارك رقم (209)، وعنه أبو نعيم في الحلية (3/ 108)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 170)، والذهبي في السير (9/ 86).
(2)
هو فضيل بن عياض بن مسعود التميمي، أبو علي الزاهد المشهور، أصله من خراسان، وسكن مكة، ثقة عابد إمام رفيع الذكر، مات سنة (187 هـ) وقيل قبلها، الكاشف (2/ 124)، التقريب (5431).
(3)
إسناده حسن؛ فيه أبو إسحاق وهو إبراهيم بن الأشعث وسيأتي (233)، وقد تابعه غير واحد كما سيأتي، ذم الدنيا (114) رقم (323)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 89، 110) عن محمد بن زنبور عن الفضيل به، والبيهقي في شعب الإيمان (1/ 512) رقم (882) عن إبراهيم بن نصر عن الفضيل، وفي الزهد الكبير (2/ 74) رقم (53) عن بشر بن الحارث عن الفضيل، وابن عساكر في تاريخ دمشق (48/ 413) =
96 -
قرأت في كتاب داود
(1)
حدثني أبو عبد اللَّه قال: كتب عمر ابن عبد العزيز إلى الحسن: أن عظني وأوجز فكتب إليه الحسن: "أما بعد: فإن رأس ما هو مصلحك ومصلح به على يديك: الزهد في الدنيا، وإنما الزهد باليقين، واليقين بالتفكّر، والتفكّر بالاعتبار، فإذا أنت فكّرت في الدنيا لم تجدها أهلا أن تبيع بها نفسك، ووجدت نفسك أهلا أن تكرمها بهوان الدنيا، فإنما الدنيا دار بلاد ومنزل غفلة"
(2)
.
97 -
حدثنا محمد بن عبد اللَّه المديني، نا إسماعيل بن عياش الحمصي، حدثني أبو راشد التنوخي، عن يزيد بن ميسرة
(3)
قال: "كان
= من طريق البيهقي في الشعب.
(1)
هو داود بن رشيد كما في السند الذي قبله من الكتاب (ص 118).
(2)
أبو عبد اللَّه هو الصوري كما في الإسناد السابق ووقع في المطبوع "الصوفي"، لم أعرفه وذكر السواس أنه محمد بن المبارك بن يعلى ثقة، ولا أدري كيف جزم به فإن في طبقته محمد بن محمد بن مصعب المعروف بوحشي وهو صدوق ثقة كما في تهذيب التهذيب (3/ 690)؛ كما أني لم أجده في شيوخ داود، ذم الدنيا (118) رقم (341)، ومن طريقه ابن بشر في الزهد وصفة الزاهدين رقم (3)، وكذا البيهقي في الزهد الكبير (2/ 68) رقم (27)، كلاهما عن المصنف عن الحسين بن عبد الرحمن عن محمد بن معاوية الأزرق، وذكره في عيون الأنباء في طبقات الأطباء من قول أرسطوطاليس.
(3)
هو يزيد بن ميسرة بن حلبس الجبيرى الدمشقي، يكنى أبا ميسرة، ويقال: أبو حلبس، ويقال: أبو يوسف، سكن حمص وكان واعظا زاهدا عارفا، تاريخ الإسلام للذهبي (1/ 898)، تعجيل المنفعة (1/ 454).
أشياخنا يسمون الدنيا خنزيرة، ولو وجدوا لها اسما شرا منه سموها به، وكانوا إذا أقبلت إلى أحدهم دنيا قالوا: إليك إليك يا خنزيرة، لا حاجة لنا بك، إنا نعرف إلهنا"
(1)
.
98 -
ثنا علي بن أبي مريم، عن موسى بن عيسى قال: "اجتمع حذيفة المرعشي
(2)
وسليمان الخواص
(3)
ويوسف بن أسباط
(4)
فتذاكروا
(1)
إسناده لين؛ فيه أبو راشد التنوخي لم أعرفه، ووقع عند أبي نعيم قبل هذا الأثر في حلية الأولياء (5/ 235) بإسناده عن إسماعيل بن أبي عياش عن راشد بن أبي راشد عن يزيد بن ميسرة فذكر أثرا غير هذا وأعقبه بالذي معنا، فلعل أبا راشد هو راشد ابن أبي راشد؛ وراشد هذا لم أجد له ترجمة إلا عند البخاري في التاريخ الكبير (3/ 297) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ذم الدنيا (119) رقم (347)، والبيهقي في الزهد الكبير (2/ 139) رقم (267)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (5/ 235).
(2)
هو حذيفة بن قتادة المرعشي الزاهد، صاحب سفيان الثوري، كان موته سنة (207 هـ)، له قدم في العبادة وكلام نافع، تاريخ الإسلام (1/ 1529).
(3)
هو سليمان الخواص، من عباد أهل الثغر، كان لا يأكل إلا الحلال المحض، فإن وجده وإلا استف الرمل، من أقران إبراهيم بن أدهم، حكاياته في تعبده أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في ذكره، ما له حديث مستقيم يرجع إليه، الثقات لابن حبان (8/ 277)، وانظر أخباره في الحلية (8/ 276)، وصفة الصفوة (4/ 273).
(4)
هو يوسف بن أسباط، أبو يعقوب أصله من العراق، من خيار أهل زمانه من عباد أهل الشام وقرائهم، من متقشفي العُبَّاد، والمتجردين من الزهاد، أعدم كتبه فاعتمد على حفظه فخَلَّط فَتُرِك، مات سنة (195 هـ)، الثقات لابن حبان (7/ 638)، مشاهير علماء الأمصار (186)، لسان الميزان (6/ 317).
الفقر والغنى، وسليمان ساكت فقال بعضهم: الغني من كان له بيت يُكِنُّه، وثوب يستره، وسداد من عيش يَكُفُّه عن فضول الدنيا، وقال بعضهم: الغني من لم يحتج إلى الناس، فقيل لسليمان ما تقول أنت يا أبا أيوب؟ فبكى ثم قال: رأيت جوامع الغنى في التوكل، ورأيت جوامع الشر من القنوط، والغني حق الغنى، من أسكن اللَّه قلبه من غناه يقينا، ومن معرفته توكلا، ومن عطاياه وقسمه رضى، فذاك الغني حق الغنى، وإن أمسى طاويا وأصبح مُعْوِزًا
(1)
، فبكى القوم جميعا من كلامه"
(2)
.
99 -
حدثني ابن إدريس، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثنا أحمد بن الهرماس أبو علي الحنفي، حدثنا إبراهيم بن إسحاق العكّاشي الأسدي قال: سمعت إبراهيم بن أدهم
(3)
يقول للأوزاعي: يا أبا عمرو وكان مالك بن دينار كثيرا ما يقول: "من عرف اللَّه فهو في شغل شاغل، ويل لمن ذهب عمره باطلا"
(4)
(1)
الطَّوَى: الجوع، والإعواز: الفقر والحاجة، مختار الصحاح (403، 467).
(2)
إسناده حسن؛ شيخ المصنف سيأتي (154)، وموسى بن عيسى لعله الليثي الكوفي صدوق من التاسعة التقريب (7048)، اليقين (55) رقم (18)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 105) رقم (1296)، وذكره المناوي في فيض القدير (5/ 3).
(3)
هو إبراهيم بن أدهم بن منصور العجلي، وقيل: التميمي: أبو إسحاق البلخي الزاهد: صدوق، مات سنة (162)، الكاشف (1/ 207)، التقريب (144)، وانظر أخباره في الحلية (7/ 367).
(4)
فيه أحمد بن الهرماس لم أجد له ترجمة، العمر والشيب (56) رقم (24)، وأبو =
100 -
حدثني أحمد بن جميل، أخبرنا عبد اللَّه بن المبارك قال: أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان، عن عروة بن محمد قال: "لما استعملت على اليمن قال لي أبي
(1)
: أوُلِّيت اليمن؟ قلت: نعم، قال: إذا غضبت فانظر إلى السماء فوقك، وإلى الأرض أسفل منك، ثم أعظم خالقهما"
(2)
.
101 -
حدثنا سعيد بن سليمان، وهارون بن عبد اللَّه قالا: ثنا محمد ابن يزيد بن خنيس قال: قال وهيب بن الورد: قال رجل: "بينا أسير في أرض الروم ذات يوم سمعت هاتفا فوق رأس الجبل، وهو يقول: يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو أحدا غيرك، ثم دعا الثانية فقال: يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يستعين على أمره غيرك، ثم دعا الثالثة فقال: يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يتعرض لشيء من غضبك يرضى غيرك، قال: فناديته فقلت: أجنِّيٌ أنت أم إنسِيٌّ قال: بل إنسِيٌّ، اشغل نفسك بما يعنيك عما لا يعنيك"
(3)
.
= الشيخ في العظمة (1/ 329) رقم (66)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 23).
(1)
هو محمد بن عطية بن عروة السعدي، صدوق، مات على رأس المائة، ووهم من زعم أن له صحبة، الإصابة (6/ 251)، التقريب (6140).
(2)
إسناده حسن إلى عروة، شيخ المصنف سيأتي برقم (832) أنه لا ينزل عن درجة الصدوق، وعروة نفسه وهو عامل عمر بن عبد العزيز على اليمن مقبول التقريب (4599)، الإشراف (218) رقم (249)، وذكره المزي في تهذيب الكمال (5/ 159).
(3)
فيه محمد يزيد بن خنيس مقبول وكان من العباد كما في التقريب (6436)، وباقي =
102 -
حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي، ثنا سفيان بن عيينة، عن وهيب بن الورد
(1)
قال: "بينما أنا في السوق إذ أخذ أحد بقفاي فقال: يا وهيب خف اللَّه على قدرته عليك، واستح من اللَّه في قربه منك، فالتفت فلم أر أحدا"
(2)
.
= رجاله ثقات ما عدا إبهام صاحب القصة، كتاب الهواتف (29) رقم (22) وورد فيه:"اشغل بنفسك بما يعنيك بما لا يعنيك"، والتصحيح من الحلية، وأبو نعيم في الحلية (10/ 182) من طريق المصنف، وأورده ابن رجب في جامع العلوم والحكم (193) منسوبا لبعض السلف.
(1)
هو وهيب بن الوَرْد القرشي مولاهم المكي، أبو عثمان أو أبو أمية، يقال: اسمه عبد الوهاب، ثقة عابد، مات سنة (153)، الكاشف (2/ 358)، التقريب (7489).
(2)
الأثر حسن، شيخ المصنف غير واحد انظر: تاريخ بغداد (3/ 196)، الميزان (3/ 630) وغيرهما، لكن له متابعان عند أبي نعيم والمروزي، هما: الحسن بن عبد الرحمن يعرف بالاحتياطي وهو متهم كما في الكامل لابن عدي (2/ 334)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 204)، وغسان بن المفضل وهو ثقة كما في تاريخ بغداد (12/ 325)، كتاب الهواتف (30) رقم (23)، والحلية (8/ 140)، تعظيم قدر الصلاة للمروزي (2/ 835)(839)، والمزي في تهذيب الكمال (7/ 506) في ترجمة وهيب، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (2/ 218)، وعند المروزي برقم (840) من طريق ثان عن محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي قال حدثني أبو عبد اللَّه النوا وكان من العابدين. . .، ورجاله ثقات غير النوا فلم أجده، وفيه قصة أنه كان تاجرا وأن ذلك كان سبب تزهده.