الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهمية الموضوع
تكمن أهمية البحث في هذا الموضوع في عدة أمور، أختصرها فيما يلى:
1 -
مكانة ابن أبي الدنيا العلمية البارزة بين علماء عصره ومن أتى بعدهم ممن اهتم بكتبه، كأبي نعيم والخطيب البغدادي وابن عساكر، فهو أصل لهم في كتبهم جميعا، ولا شك أنهم ينتقون ولا يوردون كل ما ورد عنده، وقد وقفت على آثار كثيرة يغلب على ظني أنها من أفراده، لا سيما وأنه من مظان الأفراد والغريب، كما نص على ذلك علماء الحديث، وكما أشار محققو كتبه -وبعضها رسائل علمية- أنهم لم يقفوا عليها إلا عند المصنف.
2 -
مكانته التوجيهية والإصلاحية حيث كان مؤدبا لأبناء الخلفاء، وكان من نتائجه الميمونة عليهم أن الخليفة المعتضد باللَّه إضافة إلى مآثره الكثيرة -أقتصر على ما يخص جانب الاعتقاد-، ذكر عنه الذهبي أنه منع الوراقين من بيع كتب الفلاسفة وما شاكلها، ومنع القُصاص والمنجمين من الجلوس في الطريق، وأخمد فتنًا كثيرة كان يسير إليها بنفسه، وأبطل وقد النيران وشعار النيروز، وهكذا المكتفي باللَّه الذي حارب القرامطة وكان حسن السيرة محبوبا عنده الرعية، كما أنه كان مشاركا في عملية الإصلاح الدعوي بكتبه التي تناولت مواضيع هادفة.
3 -
مكانته عند المؤلفين في الاعتقاد حيث اعتمد من سار بعده على طريقة السلف في العقيدة على مروياته والآثار التي أوردها في كتبه،
كاللالكائي في كرامات الأولياء (130) رقم (69)، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (9)، والأسماء والصفات في مواضع.
4 -
كثرة شيوخه الذين روى عنهم مما يفيد كثرة الآثار وتنوعها.
5 -
شيوخه الذين كانوا من أئمة السنة كأحمد بن حنبل حيث ذكره ابن الجوزي في أعيان أصحابه وأتباعه، وكان يسأل الإمام أحمد وعمره عشر سنين، ولازم أبا عبيد القاسم بن سلام وكان من قدماء شيوخه، وصحب -مُبَكِّرًا- الإمام ابن سعد صاحب الطبقات الكبرى.
6 -
تفرق الآثار التى رواها في كتب كثيرة قلما تجتمع عند أحد إلا بجهد وتتبع، إضافة إلى وجودها في غير مظانها، وفي كتب لا توحى عناوينها إلى مضمون تلك الآثار، ككتاب الصمت وذم الدنيا وغيرهما.
7 -
كون الآثار المروية لا تتجاوز القرون المفضلة حيث كانت وفاته سنة (281 هـ)، فكانت غالب الآثار من القرنين الأولين الفاضلين مما يزيد من أهمية البحث فيها وجمعها، فقد صورت منهج السلف الأوائل لا سيما وأنها مشتملة لعامة أبواب الاعتقاد.
8 -
كونه رحمه الله ألف كتبا عديدة في مسائل الاعتقاد، كالإخلاص، والقبور، وأعلام النبوة، وإنزال الحاجة باللَّه، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والأهوال، والأولياء، والبعث، والنشور، والتوكل، وحسن الظن باللَّه، والرضا عن اللَّه، واليقين، والرقى، وسدرة المنتهى، والسنة (ولا شك أن المقصود به في تلك
العصور: العقيدة السلفية الأثرية) والشكر، وصفة الجنة، وصفة الصراط، وصفة الميزان، والمجوس، وفضائل كثير من الصحابة كالخلفاء الأربعة، واعتنى بالتأليف في مسائل الفتنة فألف في مقتل على والحسين والزبير وابنه وطلحة وعثمان وعمر رضي الله عنهم، وسعيد بن جبير، وغير ذلك.
9 -
منهجه المتميّز رحمه الله بتوجيه بعض الآثار المشكلة، حيث يذكر آثارا في التسليم بالقدر مثلا ظاهرها قد يكون فيه لمذهب التصوف متمسك في التسليم بالقدر دون معارضته باتخاذ الأسباب، ثم يذكر آثارا توجه ذلك بأنه بعد وقوع القدر يجب التسليم به أما قبله فيجب اتخاذ الأسباب، ومثل ذلك في ما ورد عن بعض السلف من تمني الموت، وتمني أن لا يكونوا خلقوا وهكذا، وهذا يظهر قيمة الآثار التي يوردها في كونها نوعية منتقاة وليس مجرد ناقل ل هو مدقِّق وفاحص وقاصد لما يورد.
10 -
احتواؤه على ثروة شعرية كبيرة تتعلق بالعقيدة الصحيحة وتدافع عنها.
11 -
إبراز جانب هام من جوانب هذا الإمام وتصحيح النظرة العامة إليه وإلى كتبه وأنها ليست مجرد آثار زهدية وعظية، بل هي آثار عظيمة في بيان منهج السلف عامة وفيما طرقه من موضوعات خاصة.