الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأمر لا يمكن اعتباره استدراكا بالنظر إلى الفترة التي عاش فيها المؤلف وطريقة التأليف فيها؛ إذ كان يغلب على تلك الفترة رواية الآثار بالأسانيد، وكان صاحب الكتاب إذا ذكر السند يعتقد أنه قد برأت ذمته، ولهذا تعقب ابن دحية الكلبي ما ذكره ابن أبي الدنيا وغيره في أخبار الخضر بقوله:"جميع ما ورد في حياته لا يصح منه شيء باتفاق أهل النقل، وإنما يذكر ذلك من يروي الخبر ولا يذكر علته؛ إما لكونه لا يعرفها، وإما لوضوحها عند أهل الحديث"
(1)
، وقال ابن حجر:"الاكتفاء بالحوالة على النظر في الإسناد طريقة معروفة لكثير من المحدثين، وعليها يحمل ما صدر من كثير منهم من إيراد الأحاديث الساقطة معرضين عن بيانها صريحا، وقد وقع هذا لجماعة من كبار الأئمة، وكان ذكر الإسناد عندهم من جملة البيان"
(2)
.
ثانيا: بعض المسائل في توحيد العبادة
.
2 -
عن الربيع بن ثعلب قال رجل: "بينما أنا أطوف بالبيت إذ أعرابي يدعو فسمعته يقول: يا معين المخذولين لا تقطعن بي زور نبيك محمد، ضيفك حل بفنائك فاجعل قراه منك الجنة"
(3)
.
= 72، 108)، والأولياء رقم:(56).
(1)
الإصابة (2/ 296).
(2)
النكت على كتاب ابن الصلاح (2/ 863)، وهذا تخريج لصنيعهم وهو لا يخلو من نوع لوم وعتاب واللَّه أعلم، أما في هذه الأعصار المتأخرة فلا تبرأ العهدة بذكر السند، بل يتعين ذكر الحكم على الحديث الموضوع صراحة، انظر فتح المغيث (1/ 254)، والوضع في الحديث للدكتور عمر حسن فلاتة (1/ 235 - 236).
(3)
الإشراف في منازل الأشراف رقم (253).
3 -
أثر دعوة الأربعة: عبد اللَّه بن عمر وعبد اللَّه بن الزبير ومصعب ابن الزبير وعبد الملك بن مروان الذين اجتمعوا بفناء الكعبة وقام كل واحد منهم فدعا اللَّه بما يتمنَّى تحقُّقَه، فدعا كل واحد منهم وكان من دعاء عبد اللَّه بن الزبير أن قال:"اللهم إنك عظيم ترجى لكل عظيم، أسألك بحرمة وجهك، وحرمة عرشك، وحرمة نبيك صلى الله عليه وسلم"
(1)
.
4 -
عن كثير بن محمد بن كثير بن رفاعة قال: "جاء رجل إلى عبد الملك ابن حيان بن سعيد بن الحسن بن أبجر فجس بطنه فقال: بك داء لا يبرأ، قال: ما هو؟ قال: هو الدبيلة، فتحول الرجل فقال: "اللَّه اللَّه ربي لا أشرك به أحدا، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك وربي أن يرحمني مما بي، رحمة يغنيني بها عن رحمة من سواه، ثلاث مرات"، ثم دعا إلى ابن أبجر فجس بطنه فقال: برأت ما بك علة"
(2)
.
5 -
عن المنكدر بن محمد: "أن رجلا من أهل اليمن أودع أباه ثمانين دينارا وخرج يريد الجهاد وقال له: إن احتجت فأنفقها إلى أن آتي إن شاء اللَّه، قال: وخرج الرجل وأصاب أهل المدينة سنة وجهد، قال: فأخرجها أبي فقسمها، فلم يلبث الرجل أن قدم فطلب ماله، فقال له أبي: عد إلي غدا، قال: وثاب في المسجد متلوذا بقبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرة، وبمنبره مرة، حتى كاد يصبح، فإذا شخص في السواد يقول له: دونكها يا محمد، قال: فمد يده فإذا
(1)
مجابو الدعوة رقم (82).
(2)
مجابو الدعوة رقم (127).