الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
430 -
أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبدي قال: حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس قال: سمعت سفيان يقول في قول اللَّه عز وجل {فَلَمَّا آسَفُونَا}
(1)
قال: أغضبونا"
(2)
.
431 -
أخبرنا الحسن بن جهور قال: أخبرنا محمد كناسة قال: سمعت عمر بن ذر يقول: "آنسك جانب حلمه فتوثبت على معاصيه أفأسَفَه تريد؟ أما سمعته يقول: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ}
(3)
"
(4)
.
التحليل والتعليق
تضمنت الآثار السابقة إثبات صفة الغضب اللَّه تعالى، وتفسير
= مرارا، والظاهر أنه سقط من السند شيخ ابن أبي الدنيا وهو الحسين بن حسن المروزي وقد ورد عند أبي الشيخ.
(1)
سورة الزخرف، من الآية (55).
(2)
إسناده صحيح، فإن محمد بن يزيد بن خنيس مقبول كما في التقريب (6436)، لكن الصواب أنه ثقة؛ وثقه أبو حاتم والعجلي، انظر الجرح والتعديل (8/ 127)، ومعرفة الثقات (2/ 257)، ولم ينقل توثيقهما الحافظ في التهذيب (9/ 461)، وقال عنه ابن حبان في الثقات (9/ 61):"وكان من خيار الناس، ربما أخطا، يجب أن يعتبر حديثه إذا بين السماع في خبره، ولم يرو عنه إلا ثقة، فأما عبد اللَّه بن مسيب فعنده عنه عجائب كثيرة لا اعتبار بهما" قلت: وقد بين سماعه وحدث عنه ثقة، العقوبات (59 - 60) رقم (73)، والأثر في تفسير سفيان الثوري (272).
(3)
سورة الزخرف، آية (55).
(4)
سبق (244) في مبحث المكر.
الأسف الوارد في القرآن بالغضب، وهذا التفسير هو قول جمهور المفسرين
(1)
، وهو قول أهل اللغة
(2)
، وذكر في تفسيرها أيضًا خالفونا وأسخطونا ومعانيها متقاربة كما قال العيني في عمدة القاري
(3)
.
وصفة الغضب من الصفات الفعلية كما يشير أثر التيمي في قيام الساعة وأنها تكون أغضب ما يكون اللَّه تعالى، وكما يشير أثر سفيان في كون الأدب يطفئ غضب الرب، وفي أثر سفيان بيان أثر هذه الصفة وهو العقوبة، وكما يشير تفسير الأسف بالغضب، وترتيب العقاب عليه بفاء التعقيب، كل هذا يفيد أن هذه الصفة تحصل في وقت دون آخر، وتكون في وقت أشد منها في غيره، وأنها ليست نفس العذاب، بل العذاب يترتب عليها، قال ابن القيم:"عذابه مفعول منفصل، وهو ناشئ عن غضبه، ورحمته هاهنا هي الجنة، وهي رحمة مخلوقة ناشئة عن الرحمة التي هي صفة الرحمن، فههنا أربعة أمور: رحمة هي وصفه سبحانه، وثواب منفصل هو ناشئ عن رحمته، وغضب يقوم به سبحانه، وعقاب منفصل ينشأ عنه"
(4)
، "وقد فطر اللَّه عباده على قولهم: هذا الفعل يحبه اللَّه، وهذا يكرهه اللَّه ويبغضه، وفلان يفعل ما لا يحبه اللَّه، والقرآن مملوء بذكر سخطه وغضبه على أعدائه، وذلك صفة قائمة به، ويترتب عليها العذاب واللعنة"
(5)
.
(1)
انظر تفسير الطبري (11/ 198)، وابن كثير (4/ 117)، ومعاني القرآن للنحاس (6/ 372)، وتفسير السمعاني (5/ 110).
(2)
القاموس المحيط (3/ 173)، ومعجم مقاييس اللغة (1/ 103)، ولسان العرب (1/ 142)، وغريب الحديث لابن قتيبة (2/ 626).
(3)
(19/ 158).
(4)
حادي الأرواح (258).
(5)
مدارج السالكين (1/ 278 - 279).