الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة الرابعة: الآثار الواردة في السحر
.
359 -
حدثنا محمد بن عبد اللَّه الأرزي قال: حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت زيدا قال: حدثني شرطي لسنان بن سلمة قال: "أُتي بامرأة زعموا أنها ساحرة فأمر بها فألقيت في العين أو كلمة غيرها فَطَفَتْ، ثم أعيدت فَطَفَتْ، فأمر بنحت خشبها وتُصْلَب، فجاء زوجها كأنه سَفُّود
(1)
فقال: أصلحك اللَّه مرها أن تحل عني، قال: حلي عنه، قالت: ائتوني بباب وكُبَّة غَزْل، فجلست على الباب وأخذت الكُبَّة من الغزل كأنها تعالجها، وقد أبرزت للناس وأحاطت بها الخيل، فارتفع الباب فصدتنا يمينا وشمالا فلم نقدر منها على شيء"
(2)
.
360 -
حدثني عبد العزيز بن منيب قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: أخبرنا عبد اللَّه بن المبارك قال: أخبرنا رجل، عن رجل، عن عروة بن رويم قال: "لما قدم مسلمة بن عبد الملك هاهنا أميرا قيل له: إن هاهنا رجلا دخل على هاروت وماروت فأرسل إليه: فإذا شيخ جليل
(1)
السَّفُّودُ بوزن التَّنُور: الحديدة التي يُشوى بها اللحم، مختار الصحاح (326).
(2)
إسناده ضعيف؛ لجهالة شُرطي سنان بن مسلمة، لكن أصل القصة حسن واللَّه أعلم؛ الإشراف في منازل الأشراف (312) رقم (443)، وابن أبي شيبة في المصنف مختصرا من طريق آخر (5/ 561) رقم (28979)، وابن قتيبة في مختلف الحديث (184 - 185) من طريقين آخرين عن زيد، وذكرها ابن حزم في المحلى (11/ 395)، وكذا ابن قدامة في المغني (9/ 36)، وفيهما إنكار عمر بن عبد العزيز عليه رميها في الماء، وإنما الواجب إقامة البينة فإذا ثبتت قتلت.
فثنيت له وسادة بين السماطين، فقال له مسلمة: أنت الذي دخلت على هاروت وماروت؟ ! فأرسل عينيه فبكى، ثم شف دموعه، فقال: إني كنت غلاما يافعا في حجر أمي، وكنت لا أدعو بشيء من الدنيا إلا أتيت به، فلما أدركت وعقلت قلت: يا أمه من أين لكم هذا المال؟ ! قالت: يا بني كل حلالا ولا تسأل، فأبيت عليها فأبت عليَّ، فقلت: إن لم تخبريني فجعتك بنفسي، فلما رأت الجد قالت: فإن أباك كان ساحرا، وإنه جمع هذا المال من السحر، قلت: فمن أين تعلمه؟ فأبت علي وأبيت عليها، فقالت: ما تريد إلى هذا؟ فأخبرتني أنه كان يختلف إلى نصراني ببابل
(1)
، فارتحلت إليه حتى قدمت عليه، فلما نظر إليَّ قال: ما أَقْدَمَكَ؟ ما أظن أباك إلا قد ترك لك من المال ما لا يحتاج
(2)
إلى أحد، فقلت: إني أحب أن تدخلني على هاروت وماروت أنظر إليهما، فواعدني لشهر كذا في يوم كذا، فقال: إذا دخلت عليهما فلا تذكرنَّ للَّه اسما، قال: فذهب بي فرداني في الأرض ثلاثمائة وستين مرقاة ما أنكر من ضوء النهار شيئا، ثم قال: لا تذكرن للَّه اسما، فذهب فرقاني ثلاثمائة وستين مرقاة ما أنكر من ضوء النهار شيئا، فنظرت إليهما فإذا هما معلقين من السماء، منكوسين مُكَبَّلِين في الحديد، أعينهما مثل التِّرَسَة
(3)
، ولهما أجنحة، فلما رأيتهما قلت: لا
(1)
بلدة معروفة مشهورة بالعراق ينسب إليها السحر، معجم ما استعجم (1/ 218)، معجم البلدان (1/ 309).
(2)
كذا، ولعلها:"ما لا تحتاج".
(3)
جمع تُرْس، وهو ما يستتر به في الحرب، انظر لتفاصيل صنعتها وذكر أنواعها تاج =
إله إلا اللَّه فانتفضا في أجنحتهما، وجالا جوالان الثور
(1)
، فعدت ثلاثا ثم سكت فسكنا، فقالا: ممن الرجل؟ قلت: من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، قالا: وقد بعث محمد صلى الله عليه وسلم، قلت: نعم، فساءهما ذلك، قالا: فتلبسون الحرير والديباج
(2)
في المغازي؟ قلت: نعم، فنظر أحدهما إلى صاحبه، فَسُرَّا بذلك، قلت: إنكما قد سألتماني، فأنا سائلكما، قالا: سل، قلت: أرأيت جزعكما من قول: لا إله إلا اللَّه، ما هو؟ ! قالا: كلمة لم نسمعها منذ فارقنا العرش، قلت: أرأيت مساءتكما من قولي: اجتماع الأمة على رجل ما هو؟ ! قالا: إن الساعة لا تقوم ما اجتمعت الأمة على رجل واحد، قلت: أرأيت سروركما بلبس الحرير والديباج ما هو؟ ! قالا: من علامات الساعة، قلت: فما تأمراني؟ قالا: إن استطعت ألا تنام ولا تنيم فافعل؛ فإن الأمر جد، قال عبد اللَّه: طمس ذلك المكان فلا يعرف اليوم"
(3)
.
= العروس (1/ 1040).
(1)
بمعني دارا من الدوران كما تجول الريح بالحصى، تاج العروس (1/ 6953).
(2)
كلمة فارسية معربة؛ بمعنى الثياب المتخذ من الإبريسم، تاج العروس (1/ 1393).
(3)
إسناده حسن؛ شيخ المصنف صدوق التقريب (4155)، وجهالة المبهمين لا تضر فقد ذكرهما المصنف بعد هذا الأثر مباشرة عن شيخه عن الحسن بن عيسى به، وهو ثقة أيضًا، التقريب (1285)، الإشراف في منازل الأشراف (312 - 314) رقم (444)، وقد رويت مثل هذه القصة عن مجاهد رحمه الله أخرجها أبو نعيم في الحلية (3/ 288) والذهبي تذكرة الحفاظ (1/ 93)، وذكرها في السير (4/ 455) فقال:"ولمجاهد أقوال وغرائب في العلم والتفسير تستنكر وبلغنا أنه ذهب إلى بابل. . . ".