الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التحليل والتعليق
تضمنت الآثار السابقة بيان بعض حقوق النبي صلى الله عليه وسلم التي حرص السلف الصالح على حفظها، وذلك أن اللَّه عز وجل خصه بخصائص لم يشاركه فيها أحد
(1)
، وأنزله منزلة لم ينزلها غيره من البشر، فهو سيّد البشر ولا فخر، وأما الصفات الفاضلة التي شاركه فيها غيره فله منها النصيب الأوفر، وقصب السبق، ولما ذكر العز بن عبد السلام بعض فضائله صلى الله عليه وسلم قال: "ومنها: أن اللَّه تعالى أثنى على خلقه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)}
(2)
، واستعظام العظماء للشيء دليل على إيغاله في العظمة، فما الظن باستعظام أعظم العظماء"
(3)
، ولذلك أنكر الصحابي عبد اللَّه بن جعفر لمن وصفه بأنه كريم بني هاشم، وعمر بن عبد العزيز رحمه الله أبيات المادح للخليفة عبد الملك بن مروان لما وصفه بأنه خير نفس خرجت من نفس؛ ومن جميل كلام القاضي عياض رحمه الله في هذا قوله: "وأما شرف نسبه، وكرم بلده ومنشئه فمما لا يحتاج إلى إقامة دليل عليه، ولا بيان مشكل ولا خفي منه؛ فإنه نخبة بني هاشم، وسلالة قريش وصميمها، وأشرف العرب وأعزهم نفرا من قبل أبيه وأمه، ومن أهل مكة
(1)
انظر الشفا للقاضي عياض، وبداية السول للعز بن عبد السلام، والخصائص الكبرى للسيوطي.
(2)
سورة القلم، الآية (4).
(3)
بداية السول في تفضيل الرسول (58).
من أكرم بلاد اللَّه على اللَّه وعلى عباده"
(1)
، بل إن الصديق رضي الله عنه لما مدحته ابنته الصديقة عائشة رضي الله عنها بما مدح أبو طالب ابن أخيه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم استدرك عليها؛ وهذا من كمال صديقيته رضي الله عنه، وهذا حال سلف عرفوا حقوق النبي صلى الله عليه وسلم فحفظوها له
(2)
.
(1)
الشفا (1/ 81) ثم ذكر رحمه الله أدلة ذلك.
(2)
وانظر كذلك حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته للأستاذ الدكتور محمد خليفة التميمي.