الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الرابع: الآثار الواردة في منع الحكام أهل البدع من الكلام فيها
.
56 -
حدثني علي بن الحسن بن أبي مريم أنه سمع رجلا من قريش من بني زهرة قال: "سألت أمير المؤمنين المهدي أبا عبيد اللَّه
(1)
ينظر رجلا من بقايا أهل المدينة من مشيختهم، فأخبر محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف
(2)
فكتب إليه: اكتب إليّ بما أدركت عليه المشايخ في أصحاب الأهواء؟ فإني سمعت من عمرو بن عبيد
(3)
كلاما كثيرا، فكتب إليه: أما بعد؛ فإني أحذّرك أهواء متَّبعة، أُحدثت لضُلَّالٍ مبتدعة، لم
(1)
هو الخليفة العباسي المهدي محمد بن عبد اللَّه -أبي جعفر المنصور- الهاشمي، بويع بالخلافة بعد وفاة والده المنصور وكان وليا للعهد، كان جوادا مُمَدَّحا، مليح الشكل، محببا إلى الرعية، حسن الاعتقاد، تتبع الزنادقة، وأفنى منهم خلقا كثيرا، وهو أول من أمر بتصنيف كتب الجدل في الرد على الزنادقة والملحدين، مات سنة (169 هـ).
(2)
هو محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، من أهل مدينة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، كان على قضاء المدينة، وعلى بيت مالها في زمن أبي جعفر المنصور، كان من أهل الفضل موصوفا بالسخاء والبذل، ويقال إن مالكا جلد بمشورته، وكان ضعيفا في الحديث، انظر تاريخ بغداد (2/ 349)، ولسان الميزان (5/ 259).
(3)
هو عمرو بن عبيد بن باب التميمي مولاهم، أبو عثمان البصري، المعتزلي المشهور، كان داعية إلى بدعته، اتهمه جماعة مع أنه كان عابدا، كان مصاحبا للحسن البصري ثم أفسده واصل بن عطاء فقال بالقدر، ودعا إليه، واعتزل أصحاب الحسن، مات سنة (143 هـ)، تاريخ بغداد (12/ 166)، التقريب (5071).